الكنبوري: هل فعلا المسلمون هم الذين وصفوا اليهود بالمغضوب عليهم والنصارى بالضالين؟

25 أكتوبر 2020 17:58

هوية بريس – عابد عبد المنعم

صرح د.إدريس الكنبوري أنه للأسف الشديد تنتشر أقاويل مغلوطة ومسمومة فيها تحريض على المسلمين، صادرة عن إسلاموفوبيا الداخل l’islamophobie interne.

وفق المتحدث ذاته، فمن هذه الأقاويل ما يتعلق بقوله تعالى “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”.

يقولون إن المسلمين يفسرون المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى. ويستنتجون بأن هذا عدوان على أهل الأديان الأخرى.

وهذا من أسوأ الفهم على الإطلاق، وحبذا لو يكون سوء فهم، المهم أن لا يكون تحريضا كيديا.

ولكن هل فعلا المسلمون هم الذين وضعوا ذلك التصنيف؟

من يقرأ القرآن سوف يجد أن الله سبحانه هو صاحب التصنيف. فقد ذكر أنه غضب على اليهود فقال “فباءوا بغضب على غضب”، وحكم على النصارى بالضلال فقال “قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل”، وقد تكرر الضلال ثلاث مرات في الآية. فصاحب التصنيف هو صاحب القرآن، فلماذا التحامل على المسلمين وهم أبرياء؟

هذه مسألة أولى.

المسألة الثانية أنكم لو قرأتم التوراة لوجدتم عشرات التصنيفات المخزية والعجب العجاب، وهي لا زالت موجودة ويتعبدون بها ومحترمة ومقدسة ولا يستطيع أشباه الرجال الحديث عنها.

في التوراة كل البشر غوييم، أي جنس حقير، ما عدا اليهود. وكل النصارى كفار وجهال وحيوانات لأنهم لا يعرفون الختان، وكل البشر من غير اليهود يجوز الربا معهم وخداعهم وسرقتهم وقتلهم، لأنهم فئة منحطة ونجس.

وهل من مزيد؟

نعم، الله سبحانه وتعالى في التوراة جاهل، يطلب من اليهود وضع علامة على بيوتهم حتى يعرفهم. هل هذا إله أم عامل إقليم؟

وهذه فقط واحدة.

أما عن الأنبياء فحدث ولا حرج. نوح عليه السلام شرب الخمر وتعرى فدخلت عليه ابنتاه فرأتا عورته، نعوذ بالله.

وبالمناسبة، لمن يريد التوسع، هذه هي اللقطة من الفيلم التي يعتمدها الأوروبيون لإباحة الشذوذ لدى الكنيسة. ومن هذه القصة ظهر بعض المجانين في أوروبا يقولون إن الشذوذ ليس محرما في الإسلام، فقد دفعوهم إلى تقليد هؤلاء.

ثالثا هذه النعوت القرآنية – الخاصة بصاحب القرآن – لا يقولها العرب ولا الترك ولا الأكراد. تلك نعوت يقول بها المسلمون، والمسلمون ليسوا عرقا. المسلمون هم النصارى الذين أسلموا واليهود الذين أسلموا.

رابعا هذه النعوت لا يترتب عليها حكم شرعي إطلاقا. كون اليهودي من المغضوب عليهم لا يلزم المسلمين بسوء التعامل معهم، وكذلك النصارى. تلك نعوت وضعها الله سبحانه وهو وحده صاحب الأمر معنا ومعهم يوم القيامة دار الحساب، وإنما الدنيا دار جوار، وحسن الجوار بين جميع الديانات هو المطلوب.

وختم المفكر المغربي تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بعنوان “المغضوب عليهم والضالون”، بقوله “اليوم في هذه الأيام ومنذ قرن من الزمان، هل سرقنا لليهود شيئا؟ هل ظلمناهم؟ هل اعتدينا عليهم؟ ما ذنب المسلمين؟ اليهود قتلهم الروس قبل ثورة أكتوبر وقتلهم هتلر وقتلهم الفرنسيون في الثورة الفرنسية وقتلهم ستالين، كل هذا في القرن العشرين، ثم جاؤوا إلى فلسطين وقتلوا المسلمين وذبحوهم وأخذوا أرضهم، فما ذنب المسلمين؟.”اهـ.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. بل هذا الوصف جاء في صحيح الحديث عن الرسول عليه السلام بخيث جاء في مسند الامام أحمد
    حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ [ص:33] مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بُلْقِينَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَشَارَ إِلَى الْيَهُودِ قَالَ فَمَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الضَّالِّينَ يَعْنِي النَّصَارَى قَالَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ اسْتُشْهِدَ مَوْلَاكَ أَوْ قَالَ غُلَامُكَ فُلَانٌ فَقَالَ بَلْ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا 

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M