الكنبوري يكتب عن: “الشخصية الممزقة” للمنبهرين بالغرب في بلادنا!
هوية بريس – علي حنين
قال المفكر والباحث المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري بأن ” هيمنة الثقافة الغربية جعلت لها سطوة على النفوس والعقول، حتى إنك تجد من بني جلدتك من يقاتل في سبيلها بالروح والدم”.
وأوضح الكنبوري، في تدوينة على حسابه على فيسبوك، أن هذا الدفاع المستميت ” يبين لنا بأن النموذج الحضاري لا يكون اختياريا دائما أو واعيا؛ بل يتحول مع الزمن إلى مرآة تنظر بها إلى نفسك فلا تعجبك. وما نعيشه اليوم حضارة المرآة؛ فكثيرون يكرهون أنفسهم وتاريخهم وتراثهم وأجدادهم المدفونين تحت أقدامهم.
قُلْ كانط؛ وسترى الناس تصفق لك. قُلْ ابن تيمية وستراهم ينفضون من حولك. قُل نيتشه وسيرون فيك نابغة عصره. قُل الغزالي وسيرون فيك بدويا على حمار”.
وأضاف المفكر المغربي أن ” من بني يعرب اليوم من يدافع عن حضارة الغرب كأنها حضارته؛ يفخر بما لم يصنع، ويهتف بمن لا ينظر إليه، وينحني أمام من يضربه بالسوط. يتسلل مثل الفأر من مقولة أن الحضارات تراكمٌ، لكي يخفف الظلم النازل عليه؛ ويتغنى بالتكنولوجيا وهي تقصفه من السماء؛ ويرقص مع الليبرالية وهي تسرقه.
إنه شخص قدماه في بلده، ورأسه في الغربة؛ ما زاد على ما صنع السابقون من جنسه، ولا أفاد مما صنع الآخرون من غيره”.
وختم الكنبوري تدوينته بالقول ” ما رأيت أبلغ مما قال ابن خلدون رحمه الله قبل 620 سنة وهو يفكك هذه الشخصية الممزقة:” المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب؛ في شعاره؛ وزيه؛ ونحلته؛ وسائر أحواله؛ وعوائده”. لقد كان ابن خلدون أول من حلل شخصية المستعمر؛ بفتح الميم؛ ولم يفعل ألبير ميمي في كتابه portrait du colonisé إلا أن أعاد صياغة مقولة ابن خلدون في ثوب حديث؛ حين كتب بأن المستعمر؛ بفتح الميم؛ لا يعرف نفسه كشخصية مستقلة بل مقارنة بالمستعمر؛ بكسر الميم”.
