المداخلة والأستاذ ياسين العمري

10 أغسطس 2021 16:37
المداخلة والأستاذ ياسين العمري

هوية بريس – ذ.إبراهيم الطالب

الأستاذ ياسين العمري هو أخي وصديقي، وقريب مني عقلا وفكرا، من أنشط ما أعرف من الدعاة والعلماء والأساتذة، يعطي من حياته أغلبها لله وللإسلام والدعوة، نقي النفس، بعيد عيبه، قريب إحسانه، عميق فهمه قوي إدراكه لمكامن الخلل في طبقات الشباب، زد على ذلك أنه من أفضل الدعاة فهما لأبنائنا، يحاورهم يرشدهم، يبين لهم سبيل الهدى، ويقوي أنفسهم بالأمل في غد أفضل من خلال تمسكهم بالعفة والدين والفضيلة، وتجنب الرذيلة والانحراف عن الصلاح، صافي المعتقد طيب النفس لا يروم استفادة ولا نوالا، بل يتورع حتى عن كسب ما ينتجه بمجهوده الدعوي، حيث لا يستفيد من دخل أشرطته رغم ملايين المشاهدات، التي يستفيد منها غيره.
فهل من هذا شأنه يُسمع فيه نقدٌ مِن مدخلي سقيم الفهم ضعيف النظر، لا يستطيع إدراكًا لعظيم الشر الذي يقوم به، والجهل الذي ينشره في البلاد وبين العباد.
والشيخ الداعية الأستاذ ياسين العمري ليس أول أهدافهم، إذ لم يسلم منهم سوى من وافقهم على غيهم ومنهجهم الهدام وأثنى على زعماء طائفتهم وحزبهم. وقد عملوا منذ عقود على هدم مئات الدعاة بل لم يسلم منهم حتى القراء أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.
فالمداخلة جماعة حزبية هدامة يستعملها الغرب في هدم رموز الأمة، يوجهها بقوة نحو الدعاة والعلماء والتيارات الأكثر تأثيرا في الأمة والأكبر معارضة للعلمانية والاستبداد، دائما تتفق أعمالهم مع العلمانيين ودول الاحتلال، هم على الدوام معاول هدم لكل من يشتغل ويدعو إلى الله. اتخذوا دينهم غرضا للخصومات والعداوات، يلقنون حديثي العهد بالالتزام والتوبة وجوب الرد على المبتدعة والبراءة منهم، حتى قبل أن يتعلموا فرائض الصلاة والوضوء، فيصبح الجاهل منهما داعية وشيخا بمجرد اتقانه للسب والشتم والتبديع والتفسيق؛ وبهذا يخالفون هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة والعلم، فهم متنطعون متجرئون على الفتيا مع ضعف في النظر وفقر مدقع في الزاد العلمي.
يسلم منهم أكثر العلمانيين والملاحدة عداء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، في حين يوجهون جهودهم العدائية لمحاربة العلماء والدعاة؛ لا يفرقون في حربهم بين فاضل أو مفضول وبين ميت أو حي، لا يرعون حرمة لمسلم مهما علا شأنه أو سفل.
لذا أوصت بالاهتمام بهم وبطائفتهم المدخلية أكبر مراكز الدراسات الاستشراقية عداء للمسلمين ومنها مركز راند، الذي يشتغل مع الإدارة الأمريكية، التي طورت استخباراتها دعوتهم ويسرت انتشارها في العالم الإسلامي حتى رأيناها تحمل السلاح وتقتل العلماء مثل الشيخ الحبيب نادر العمراني رحمه الله في ليبيا، حيث تقاتل بشراسة مع حفتر وكيل الأمريكان والغرب في بلاد ليبيا المسلمة.
كانوا على الدوام مصدر فتنة وشقاق وتشرذم بين المسلمين في العالم الإسلامي بل في أوروبا حيث بلاد الكفر والنصرانية، قسموا كلمة الجاليات المسلمة هناك وأضعفوا جمعياتهم ومؤسساتهم ودعوتهم، هم وبال حيثما حلوا أو ارتحلوا.
من أهم صفاتهم أنهم مرجئة مع الظلمة والمستبدين، لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، خوارج مع العلماء يقومون ضد العاملين منهم باللسان والسنان والذخيرة الحية إن أمنوا العقوبة.
القاسم المشترك بينهم في كل بلدان الإسلام الجهل بالدين والعداء لأهل من الصالحين، والغلظة والجهل والجرأة في الباطل،
اتخذوا تهما جاهزة يسقطون بها مخالفيهم تلخصت في تهمتين كبيرتين: تهمة القطبية وتهمة الخروج على أولياء الأمور، ويجمعونها في أغلب الأحوال لمخالفيهم.
فإن كنت إسلاميا حركيا تعمل ضد العلمانية في المجال السياسي والفكري اتهموك بالقطبية والخروج على الحكام، وإن كنت سلفيا جهاديا أو تقليديا لا ترى منهجهم وتصبو لجمع كلمة المسلمين، أيضا اتهموك بالقطبية والخروج على الحكام، وأفتوا باعتقالك وأهدروا حرمتك وكأنك صهيوني محارب. لا تجد منهم نصرة لقضية من قضايا الأمة، بل تراهم يبدعون حركة المقاومة الفلسطينية حماس ويشيطنونها، بل حملوا السلاح في وجهها.
كما لا تجد لهم مشاركة في إصلاح انحرافات الشعوب المسلمة، يأخذون من الدين ما يخدم منهجهم الهدام، وإن خالفوا فيه ثلاثة أرباع الدين، يقيمون فيه فرعا ويهدمون أصولا.
والحاصل أن فيهم من صفات الخوارج أكبرها، وهي قاعدة يمشون عليها باضطراد لا يتخلف ولا ينقطع وهي: من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع”، على غرار قول الخوارج الأُوَل: “من لم يكفر الكافر فهو كافر”.
والمبتدع عندهم هو من يمارس السياسية من الإسلاميين ومن ينتقد السياسيين والحكومات، ولا يتورعون في وصفه بالخروج وترتيب العقوبة على ذلك، ولا يستنكفون من الوشاية بالعاملين للإسلام لدى السلطات، ويجعلونها عبادة، وتصل كما سبق ذكره إلى قتال الحركات الإسلامية كما وقع في ليبيا مع حفتر.
هم يقومون اليوم بالدور نفسه الذي قامت به أغلب الطرق الصوفية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث يُستخدمون لإضعاف أي مقاومة من طرف الشعوب المسلمة لمشاريع الغرب الاستنزافية والاستغلالية.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M