للعلم.. فالمغتصب الحقيقي للطفل “عمران” لازال حرا طليقا

16 مارس 2016 11:53

هوية بريس – نبيل غزال 

[email protected]

 

إلى أين يسير المجتمع المغربي؟

سؤال من حق الجميع اليوم طرحه، وتعميق النقاش حوله؛ حتى نصل إلى أجوبة موضوعية علمية، لأن خلاصات السؤال المطروح تهم بكل اختصار المجتمع برمته.

فجل المؤشرات تؤكد أن المجتمع المغربي يسير بخطوات ثابتة نحو الهاوية، إذ معدلات الجريمة بكل أشكالها في تصاعد مهول، ونسبة الإدمان على تعاطي المخدرات لازالت تحطم الأرقام القياسية، ومنحنى نسبة الطلاق والتفكك الأسري في ارتفاع حاد، والعزوف عن الزواج صار ظاهرة، وسوق الزنا بات رائجا نشطا.

والأخطر من ذلك كله هو بروز جرائم اغتصاب وقتل بشعة للغاية يرتكبها بدم بارد: “قاصرون”.

وفي هذا السياق سلطت يومية “المساء”؛ في عددها الصادر اليوم الثلاثاء على صفحتها الأولى في ركن (قهوة الصباح)؛ الضوء على هذا الخطر الكبير الذي يتهدد المجتمع المغربي وكشفت أنه “في ظرف أقل من أسبوع اهتزت الدار البيضاء على وقع جريمتي اعتداء جنسي راح ضحيتهما طفلان في الرابعة والحادية عشر من عمرهما، والخطير أن منفذي الجريمتين قاصران”.

ونقلت “المساء” أن “الدراسات تفيد بأن 70 طفلا يتعرضون يوميا للاعتداء الجنسي بالمغرب، بشكل حوَّل هذه الجريمة إلى ظاهرة غريبة عن المجتمع المغربي، تتنامى يوما بعد يوم، والأكثر غرابة فيها أن الأطفال الذكور يأتون على رأس قائمة المعتدى عليهم جنسيا، بنسبة بلغت 69%، مقارنة بالإناث، حسب الإحصائيات الرسمية”.

وشددت اليومية المذكورة على أن “الاعتداءات الجنسية على الأطفال لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الجرائم التي ترتكب يوميا في حق مجتمعنا، فهي نتيجة مباشرة لتداخل مجموعة من العوامل، فالسموم التي يتم نفثها يوميا عبر الأفلام والمسلسلات الماجنة التي بيوتنا دون استئذان، وما يروج له بعض دعاة الحداثة من تفسخ وانحلال أخلاقي، والمخدرات التي تنخر عقول شبابنا تحت أعين السلطات، وجرائم التعمير التي قضت على الحياء في بيوتنا في ظل تكدس أفراد الأسرة الواحدة في “كيطوهات” لا تصون كرامة الإنسان… هي كلها أسباب مباشرة وغير مباشرة لتنامي مثل هذه الظواهر”.

ومحاربة هذا النوع من الجرائم وفق “المساء” “لن يتأتى فقط عبر المقاربة الأمنية واعتقال منفذيها، بل يجب اعتماد الرقابة القبلية والقطع مع مسبباتها وتحصين المجتمع عموما، فالوقاية أفضل من العلاج”.

وما دمنا لم نشمر على ساعد الجد لقطع رأس الأفعى التي تعيث فسادا في المجتمع؛ وتسمم أبناءه؛ وتنشر الفوضى بين صفوف مكوناته، فلا يمكننا إطلاقا ادعاء إلقاء القبض على مغتصب الطفل “عمران”، لأنه وبكل اختصار لازال طليقا يتجول بيننا بكل حرية، وأكثر من ذلك فهو يدخل بيوتنا دون استئذان، ويختلي بأبنائنا وقت ما شاء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M