المغرب الذي صار يُخيفني!!

22 أغسطس 2017 15:27
وزير الصحة يتدخل في قضية فتاة الطوبيس وهذا ماقام به

هوية بريس – لطيفة أسير

حالة الاستنكار الكبرى التي أعقبت حادث الاغتصاب الجماعي لتلك الفتاة المختلة عقليا في وضح النهار، وفي حافلة عمومية، لا تعني أنّ مجتمعنا مجتمع الفضيلة والاستقامة، وأنّ هذه حالة شذّت عن القاعدة، مما جعل الأصوات تتعالى والاستنكارات تلوح هنا وهناك ومن كل الفئات وعلى شتى المنابر.. فالمنكرات والفواحش تُقترف صباح مساء ببلدنا غير السعيد، سرّا وعلانية، فرادى وجماعات، لكن الحادث أظهر بجلاء الحضيض الذي وصلنا إليه، كشف الهشاشة التي تنخر الجسم المغربي والتي تنذر بسقوطه يوما ما، أوضح بما لا يدع مجالا للشك فشل كل المنظومات التي تُسيّر المغرب، والتي ارتأت السيّر بعيدا عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

لقد أعلنها ربنا سبحانه وتعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)، وقالها رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي). فكل محاولة للحياة بعيدا عن الوحي الربّاني لن نجني من ورائها إلا الضّنك والضلال والضياع، ولعلّ واقع الحال يؤكد أن هذا الأمر ليس كلاما جزافيا، بل هو محضُ واقعٍ.

حالات الاغتصاب المتكررة والمقززة، تحكي حالة السّعار الجنسي التي باتت تفتك بكل الفئات ودون تمييز، سُعار يتم تهييجه بطريقة ممنهجة لإغراق المجتمع في مستنقع الرذيلة، سُعار توقَد ناره من سنوات وتُنفق لأجله الملايين، حتى تكون الشهوة الجنسية مطمح كل الشباب، وتغذيتها ذروة ما يصبو إليه الكائن المغربي.

لكن المخيف حقّا انتشار هذه المنكرات بين الأطفال، الذين كانوا بالأمس القريب ضحايا الاعتداءات الجنسية، فصاروا اليوم من المقترفين لها.

حالة رهيبة من الاستهتار يعيشها جيل اليوم، لا شيء يردعهم، ولا شيء يخيفهم، وقاحة في كل شيء، قولا وفعلا، (سنطيحة) غريبة، و(جيل قِيمّش اللي مايحشم ما يريمش) قد ظهر فعلا بيننا.

ما الذي أغرى أطفالا بحيوان أبكم؟ وما الذي جرّأهم على طفلة مريضة يعلمون يقينا أنه لا حول لها ولا قوة؟

لماذا بأس الضعفاء على بعضهم شديد؟! حتى حالات السرقة لا يدفع ثمنها إلا صغار الموظفين الذين يكدّون طوال الشهر من أجل لقمة العيش، ثم يأتي صعلوك قاطع طريق ليفجعهم في رزقهم ويتركهم يعضّون أناملهم من الغيظ.

لنا أن نستغرب إن كانت يدُ العدل مبسوطة فينا، ولنا أن نستغرب إن كان شرع الله الحَكَم بيننا، ولنا أن نستغرب إن كانت ثرواتنا موزعة بالحق بيننا، ولنا أن نستغرب إن كانت يد القانون لا تُحابي أحدا، ولنا أن نستغرب إن كان تعليمنا يسعى للبناء السليم، ولنا أن نستغرب إن كان إعلامنا يحمل شعار الصلاح والإصلاح، ولنا أن نستغرب إن كانت الحقوق محفوظة للصغير والكبير، والقوي والضعيف.. أمَا ولا شيء من هذه الأحلام كائنٌ، فلا داعي للاستغراب، فَحصَاد اليوم ما هو إلا نتاج طبيعي لما زرعته الدولة بالأمس.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M