المغرب وقضية فلسطين

21 ديسمبر 2020 16:16

هوية بريس – يونس فنيش

45 سنة و المغرب يخرج من الضعف القوة من أجل القضية الفلسطينية… و 45 سنة مرت و لم تعترف فلسطين صراحة بمغربية الصحراء المغربية، ربما لأن علاقة القيادات الفلسطينية بالكيان المحتل، في إطار ما، كانت لا تسمح بذلك، أو لأن تلك القيادات راهنت على أيديلوجيات ظنت أنها كفيلة بتحقيق مصلحة وطنهم فلسطين… قيادات لعبت تارة على وثر الدين لكسب عطف الشعوب المسلمة، و تارة أخرى على كل حركات التحرر في مختلف بقع العالم بما فيها الشيوعية. ازدواجية اتضح أنها لم تكن ناجعة. و لكن لا يهم الآن…

لا مجال لتعقيد الأمور. فأن تفتح بلدانا قنصليات لها في العيون و الداخلة، فهذا يعني فقط أنها تعترف بمغربية الصحراء المغربية، و أما العلاقات بين الدول فتستمر في إطار المصالح المشتركة بين الدول إلى حد ما، لأنها معاملات لا يمكن أن تكون متكافئة و هذا شيء طبيعي يجعل القوي يكسب دائما أكثر من الضعيف الذي لا حيلة له سوى استعمال ذكائه من أجل ضمان أكثر قدر ممكن من مصالحه. هذا حال الدنيا. و أما عن أسباب الضعف أو القوة فهذا موضوع آخر لا علاقة له بكل أمر واقع وجب معالجة آثاره حالا دونما تأجيل ولكن بحكمة و رزانة قدر الإمكان…

نعم، فلسطين قضية دين لأنها قضية استعمار أرض مسلمين من طرف غير المسلمين. و كذلك كان الأمر بالنسبة للمغرب الذي كان مستعمرا من طرف غير المسلمين إلى أن تحقق تحرير شماله أولا، بالمقاومة من جهة و بالتفاوض من جهة أخرى، و في ما بعد تحقق تحرير جنوبه بفضل المسيرة الخضراء. إذا فالأمور في غاية الوضوح و شكرا على انتباهكم.

في ما يتعلق بقضية فلسطين، لقد ارتكبت أخطاء كثيرة عبر التاريخ جعلت القضية تتعقد أكثر فأكثر فتم تسجل النكسة تلوى النكسة، دونما تغيير للخطة على مدى عقود و عقود… و للإشارة، فلقد كانت خطة فاشلة و الدليل أن فلسطين مازلت محتلة… طيب.

“التطبيع”. إنها كلمة صعبة. مخيفة. بل إنها كلمة تتسبب في غصة في الحلق تشبه ضيق التنفس. نعم. فلقد نشأنا في مقاطعة الكيان الصهيوني و نبذه و مواجهته بالحناجر و الهتافات و الشعارات في مسيرات و مسيرات مليونية و غير مليونية، و بالأقلام في الصحف و المجلات و الكتب، كلما ارتكب الكيان الصهيوني مجزرة من مجازره الكثيرة عبر تاريخه القصير. ولكن، هل الأمر يتعلق فعلا ب “التطبيع” أو بمجرد إقامة علاقات ديبلوماسية مع الكيان الصهيوني بما أنه أمر واقع…؟

إذا كان الكيان الصهيوني يحلم بعلاقات دبلوماسية عادية أو علنية مع الدول العربية منذ 1948 فليس لأنه كان يحتاج إليها ماديا أو اقتصاديا أو من أجل الحفاظ على مصالحه، بل لأنه كيان اغتصب أرضا ليست له فبات في وضعية سيكولوجية صعبة تحتاج إلى نوع من الطمأنينة إلى درجة الطمع في مسامحة أو تسامح البلدان المسلمة و على رأسها فلسطين، ولكن دونما تقديم أي تعويض، و بكل وقاحة، على كل ما اقترفه هذا الكيان من جرائم تشيب لها الولدان و تشمئز منها العصافير و كل شيء جميل.

لم يسبق أن توقفت العلاقات بين القيادات الفلسطينية و كافة الدول العربية مع الكيان الصهيوني، ولكنها كانت علاقات شبه سرية؛ و الذي تغير اليوم هو كونها أضحت علنية مع المحافظة على جوهر تلك العلاقات كما هي.

القدس. فلسطين. قضية واحدة. و لأنها قضية المغاربة، فلقد تم استغلالها في الداخل من طرف حزب أو أحزاب، أو جماعات، أو جمعيات، لاستمالة تعاطف الشعب لقضاء مآرب و مآرب والله أعلم، سواء كانت مآرب انتخابية أو غيرها…لا يهم… المهم أننا معشر العامة كنا دائما صادقين، و مازلنا، في ما يتعلق بمساندة فلسطين. فلابد من إقامة دولة فلسطين بجيشها و أمنها و مؤسساتها؛ و من أجل تحقيق ذلك، لابد للقيادات الفلسطينية أن تضاعف النضال، و بطبيعة الحال، لاشك أبدا أن المغرب لن يرتاح له بال إلا بتحقيق استقلال دولة فلسطين و بحفظ حقوق المسلمين في القدس.

إن المغرب الذي حرر صحراءه و هزم عسكر الجزائر ثم حقق مكتسبات ديبلوماسية جديرة بالتقدير، و ذلك بإعمال الذكاء و الحنكة و الحكمة و الرزانة، لن يفشل في مساعدة فلسطين على تحقيق استقلالها من الكيان الصهيوني الذي أسس لدولة سماها إسرائيل، كيان مغتصب لأرض ليست له، كيان مازال متسلطا على شعب أعزل لا حول له و لا قوة.

استقلال فلسطين إذا هو الهدف. و تحية للمغرب و المغاربة. و الحمد لله على كل حال. إن الله يدبر شؤونه؛ فلا خوف و لا فزع و لا حزن و لا هول و لا تهويل. سننتصر. نعم، سننتصر… بإذن الله عز و جل في علاه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M