المملكة المغربية والأزمة الليبية وفق نظرية المركز والأطراف

22 يناير 2020 11:10

هوية بريس-د.رشيد لزرق

تحليل السياسية الدولية يكون بناء على أسس نظرية وعلمية وليس تصريحات عشوائية وما يعرفه مؤتمر برلين من سعي لتسوية الصراع الليبي يمكن تفسيره وفق نظرية المركز والأطراف تفسر ما يقع في ليبيا، حيث نجد مركزا قويا يمثّل روسيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، وتركيا، والصين، دول تحاول الهيمنة على باقي أطراف الكرة التي تم استدعائها للمشاركة في المؤتمر وهي الدول المجاورة لليبيا التي ستكون، الجزائر التي لم تكن مدعوة في بادئ الأمر إلا أن الدعوة وجهت لاحقا إلى رئيسها الجديد عبد المجيد تبون بعد أن أكد أن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية “شاء من شاء وأبى من أبى”.

بالإضافة الى كل من مصر والإمارات باعتبارهم يدعمان أحد أطراف الصراع وهو حفتر وعلى المستوى القاري تم استدعاء الكونغو بصفتها مكلفة في شخص رئيسها دنيس ساسو نغيسو، قبل 3 سنوات، برئاسة لجنة رفيعة تعنى بالأزمة الليبية، والتي تم استدعها في أخر لحظة.

يوضح هذا سعي قوى المركز لاقتسام كعكعة ليبيا وعدم السماح لدول المحيط بالانضمام لدول المركز المغرب باعتبار فاعلا في الازمة الليبية سبق وتبني مقاربة لحل المشكل الليبي وفق الشرعية الدولية، لم يرقى بتحمس دول المركز.

ولهذا فان الرباط لم تنخرط في لعبة المحاور المتنازعة مما يجعل المغرب كطرف مقبول ويلعب دور محوري مما بجعل وزن المغرب كبير، الشيء الذي يوضح أن الدول المركز لا ترى في دول المحيط إلا تابعا وما يوضح ذلك هو إلحاق تونس والجزائر للمؤتمر بتدخل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج، الشيء الذي رفضته تونس وحيث أكدت في ببلاغ خارجيتها عدم مشاركتها في مؤتمر برلين حول السلام في ليبيا.

المؤتمر سوف لن يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين، واتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا، مع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني.

إن الحل الليبي ينبغي أن يكون مغاربيا مما جعل الدول المغاربية المعنية بالصراع مباشرة مهمشة وخاضعة للمركز الذي لا يقبلها إلا تابعة بحيث كان من المفروض للدول المغاربية المشاركة الفاعلة في التحضير للمؤتمر، لأنها من أكثر الدول المعنية بالملف الليبي، كما أنها فضاء لإيجاد حل لتسوية النزاع في ليبيا، مع جميع الأطراف الليبية لتحقيق المصالحة الليبية، غير أن التشتت جعل الدول المغاربية تفقد وزنها ودورها في حل المشكل الليبي، لهذا فان تونس والجزائر والمغرب مدعوة لتنسيق لكي لا تكون رهينة لدول المركز.

تُبرهن نظرية المركز والأطراف عن فاعلية واضحة في المغاربية، وتكلفة التشردم يجعل الدول المغاربية مفعولا، بها وسط قوي إقليمية ودولية لا حول لها. مؤتمر برلين بين مَن هو مستفيد، ومَن هو مستفيد أكثر من المؤتمرات، وليس بين من يؤمن بحق الدول المغاربية بالتنمية والديمقراطية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M