الموقف المغربي المشرف من القمة العربية ومواقفها الباردة

هوية بريس – ذ. حماد القباج

دأب المغرب على أن تكون تمثيليته في قمة العرب! في حدود وزارة الخارجية؛ وهذا يتضمن رسالة مفادها بأن المغرب غير راضٍ عن أداء هذه المؤسسة التي فشلت فشلا مخزيا في تحقيق الأهداف الكبرى التي وضعتها لها الدول السبعة المؤسسة..
ولا داعي لاستحضار محطات الفشل التي مرت بها منذ سبعين عاما؛ بل حسبنا أن دورتها 27 المنعقدة أمس بنواكشوط لم تستطع أن تخرج ببند في البيان الختامي يستنكر تدخل روسيا الإرهابي في سوريا!!
مع أن انعقاد القمة تزامن مع ارتكاب روسيا والنظام مجزرة مروعة في حلب..
ولم يستطع البيان الختامي استنكار جرائم إيران في العراق، وهيمنتها على الدولة بنفس طائفي إقصائي..
بل لم يستطع استنكار التدخل الإيراني في اليمن التي تحالفت لمواجهته عشر دول عربية وإسلامية..!
وكم امتعضت وأنا أسمع بعض الزعماء العرب يدعون (الأطراف اليمنية)! إلى الجدية في وضع حل لنزاعهم!!!
وهذا يعني أن ميليشيا الحوثي عندهم طرف شرعي لم ينقلب على الشرعية ولم ينقض معاهداته مع باقي الأطراف ويرفع السلاح في وجه اليمنيين ويدمر ويمزق النسيج اليمني والبنية التحتية للدولة..
كل هذه الجرائم لم تتمكن القمة من استنكارها في بيانها الختامي!!!
كل تلك الكوارث تجاهلها معظم زعماء العرب الذين استفاضوا في التنديد بالإرهاب والتطرف الإسلامي؛ وكأنهم يتحدثون في قمة للولايات المتحدة الأمريكية!
لقد هزلت حتى بدا من هزالها…..كلاها وحتى سامها كل مفلس
مما يجعل الإنسان العربي يتساءل: هل فعلا هي قمة للعرب أم قمة لإيران تخدم مصالحها ومصالح الدول الإمبريالية؟؟
لقد كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس في غاية التوفيق حين صرح في افتتاح خطابه الموجه لهذه الدورة بالتأكيد على أن المغرب اعتذر عن استضافة القمة بسبب وضعية تلك الدول العربية، ولأن الجامعة العربية لا تؤدي دورها المطلوب منها في إيجاد تكتل عربي قادر على رفع التحديات وتجاوز العقبات وتحقيق التنمية المطلوبة للإنسان العربي..
وقد استنكر الخطاب الملكي بقوة عجز العرب المستمر عن إنجاز مشروع وحدوي في سبيل مصالحهم..
وأيضا عجزوا عن التكتل من أجل دفع العدوان وصد التوسع الفارسي المدعوم بالغطاء الإمبريالي المنافق!!
فأي خير يرجى من مثل هذه الجامعة التي تم تهريبها لصالح جهات معروفة من طرف منافقي العرب؛ من أمثال: الجنرال الانقلابي السفّاح السيسي الذي صرح أمس الصهيوني (ليبرمان) بأنه أقوى حليف عربي لإسرائيل..
وفي الختام أذكر العرب بما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنهم سيصيبهم ذُل قال عنه: “لا يرفعه الله حتى ترجعوا إلى دينكم“.