الميثاق الوطني (1942).. أهداف «الجبهة القومية» للوطنية المغربية

02 مارس 2017 17:27
الميثاق الوطني (1942).. أهداف «الجبهة القومية» للوطنية المغربية

هوية بريس – ذ. إدريس كرم

نقدم للقراء الميثاق الوطني المتفق عليه من قبل حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية بتطوان حول المطالبة باستقلال المغرب ووحدة ترابه وهويته الإسلامية:

“باسم الله الرحمان الرحيم

بمناسبة الظروف التاريخية الحاضرة التي يمر بها المغرب، اجتمع الوطنيون العاملون لخدمة القضية المغربية المقدسة، المسؤولون عنها أمام الرأي العام المغربي من قادة حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية بعاصمة تطوان في يوم عرفة 9 ذي الحجة الحرام سنة 1361 وتعاهدوا فيما بينهم عهدا إسلاميا وطنيا أمام الله والوطن والتاريخ على خدمة الميثاق الآتي:

أولا: تأليف جبهة قومية مغربية إسلامية عامة جامعة لكافة عناصر الوطنية العاملة، واعتبار حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية داخلين في هذه الجبهة منذ إعلان هذا الميثاق.

ثانيا: تكون هذه الجبهة القومية عبارة عن اتحاد متين وتضامن قوي ورابطة مقدسة جديدة بين المندمجين فيها والعاملين تحت لوائها ولا سيما الهيئات الوطنية بالمغرب.

ثالثا: السعي لإقامة نظام إداري وسياسي جديد في المغرب يضمن حقوق المواطنين المغاربة ويصون حرياتهم في جميع أطراف المملكة المغربية بدوا وحضرا، ويمهد لهم الوصول في أقرب وقت ممكن إلى حياة حرة مستقلة بكل معنى الكلمة، وذلك بدلا من النظام الحالي المفروض الذي لا يتلاءم مطلقا مع الأماني الوطنية في شيء، واعتبار المطالب المعنونة (بمطالب الشعب المغربي) حدا أدنى يمكن أن يكون تمهيدا أساسيا لإقامة النظام السياسي المرغوب فيه، بشرط أن كل ما يناقض من تلك المطالب مبادئ هذا الميثاق لفظا أو معنى صراحة أو ضمنا يعتبر لاغيا وساقطا من برنامج العمل الوطني الجديد.

رابعا: اتخاذ كل الوسائل ليتمتع المواطنون المغاربة المسلمون داخل مغربهم العزيز بكافة الحقوق التي يمكن أن يتمتع بها رعايا حكومة وطنية ملكية إسلامية قائمة على أساس العدل والمساواة والاتحاد المطلق بين العرش والشعب تحت ظل العائلة العلوية المالكة، وبذل كل ما في الاستطاعة لصيانة مصالح الإسرائليين والأجانب بنفس الطرق والوسائل التي اعتادت الأمم الراقية أن تصون بها تلك المصالح، وعلى أساس التشريعات الحديثة الموضوعة لذلك في الدول الحرة المستقلة، مع التزام الرعايا المغاربة مسلمين وإسرائليين والرعايا الأجانب أيضا بأداء كافة الواجبات التي اعتادت الدول المتحضرة أن تلزم بها رعاياها أو الأجانب المقيمين في بلادها.

خامسا: العمل على استرجاع وحدة التراب المغربي الكاملة في أقرب وقت ممكن إداريا وسياسيا وقضائيا واقتصاديا وماليا، وبذل كل الجهود لاستعادة السيادة الداخلية والسيادة الخارجية التي أجبر العرش المغربي والشعب المغربي على التخلي عنها كلا أو جزء لصالح المطامع الأجنبية المفروضة.

سادسا: المحاربة بكل الوسائل لجميع المحاولات الاستعمارية الرامية إلى إجبار المملكة المغربية على الارتباط كلا أو جزء بإمبراطوريات استعمارية أجنبية وراء البحار من أي نوع كانت وإلى أية دولة انتسبت، ومقاومة جميع الدعايات المغرضة الرامية إلى تضليل الشعوب والدول والحكومات المسؤولة وإيقاعها في الغلط وسوء الفهم، بادعاء أن المغرب لم تكن وليست له شخصية مستقلة لا جغرافيا ولا سلاليا ولا تاريخيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا ولا دوليا، وبذل كل ما في الوسع لإقامة البراهين الساطعة والدلائل القاطعة على فساد هذه النظرية الاستعمارية المزورة، وتذكير العالم أجمع بشخصية المغرب المحدودة المستقلة الخالدة دائما وأبدا خلال الأجيال والقرون إلى الآن وفيما بعد الآن.

سابعا: السعي لإقناع العالم المتحضر أن المغرب يلزم أن يبقى كما يقتضي العدل والحق والقانون وطنا طبيعيا ومتسعا حيويا لأهله الشرعيين الذين هم أحق الناس بالانتفاع به والارتفاق بمرافقه، ولا يمنع ذلك من أن تكون للمغرب علاقات منتظمة مع كل الأمم التي تقتضي مصلحتها ومصلحة المغرب الارتباط فيما بينهما ببعض العلاقات، لكن يلزم أن تحدد تلك العلاقات ومداها بمعاهدات واتفاقات على أساس الحرية الكاملة وعلى قدم التساوي بين الطرفين حسبا ما كان العمل جاريا به في عهود ملوك المغرب المستقلين.

ثامنا: رفض كل حل دولي جديد للمشكلة المغربية متى كان على أساس الحماية أو الوصاية أو الانتداب المفروض أو على أساس تقسيم المغرب وتمزيق الوحدة المغربية المقدسة.

تاسعا: رفض كل اتفاق دولي يكون على أساس التنازل على بعض أجزاء المغرب كيفما كانت أهمية ذلك الجزء وعدم قبول المساومة في أية قطعة من الشاطئ المغربي سواء ذلك شاطئ البحر الأبيض المتوسط أو شاطئ المحيط الأطلسي.

الميثاق الوطني (1942).. أهداف «الجبهة القومية» للوطنية المغربيةعاشرا: استعمال كل نفوذ ونشاط لحل القضية المغربية حلا مرضيا لمطامح المغرب وأماني المغاربة الأحرار وذلك عن طريق الاتصال الوطني المشروع بجميع الأوساط الدولية التي يمكن أن يكون لها أثر من قريب أو بعيد في حل تلك القضية القومية الكبرى حيث أنها كانت ولم تزل مرتبطة بتطورات السياسة الدولية العالمية، غير أن كل اتصال من هذا النوع المتعلق بحل القضية المغربية لن يكون مقبولا من جانب الوطنية المغربية إلا إذا قام على أساس بنود الميثاق.

حادي عشر: محاربة كل محاولة المساس بالعقائد والشعائر الإسلامية بين المسلمين المغاربة لحساب عقائد وشعائر أخرى أو لصالح بعض المذاهب الهدامة المتطرفة، سواء كانت تلك المحاولة من الداخل أو الخارج ومقاومة كل الدعايات المعادية التي تحاول النيل من مركز الإسلام والثقافة الإسلامية واللغة العربية في المغرب المسلم العربي سواء كانت تلك الدعايات سرية أو علنية.

ثاني عشر: محاربة كل من يحاول الخروج على صفوف الأمة تحت ستار الدين أو السياسة أو العنصرية حضرية كانت أو بدوية، ومقاومة كل من يرضى بحل القضية المغربية حلا لا يتفق مع بنود هذا الميثاق، وتعقب نشاط العنصر العاق للوطن الذي لا يزال يخدم المصالح الأجنبية أو الشخصية على حساب المصلحة المغربية العامة، حتى يكشف للرأي العام ويعامله الجمهور المغربي بما هو أهل له من النبذ والاحتقار والمقاطعة والطرد من جماعة المسلمين.

ثالث عشر: تكوين مالية مغربية قوية لتحقيق أهداف هذا الميثاق في الداخل والخارج.

رابع عشر: اعتبار جريدة الريف والوحدة المغربية والحرية ألسنة حال لخدمة هذا الميثاق والدفاع عن خطته الوطنية ولا ينشر في أية واحدة من هذه الصحف أي شيء يتصل بالخطة الوطنية العامة المستمدة من هذا الميثاق دون أن يكون متفقا عليه، مع إعطائها حرية التعبير فيما عدا ذلك عن رأيها الخاص.

خامس عشر: جميع المسؤوليات والتضحيات المادية والأدبية الناجمة عن خدمة هذا الميثاق والناشئة عن تنفيذ خطته الموضوعة للداخل والخارج تكون كلها على عاتق حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية، وعاتق من يعمل على خدمة هذا الميثاق ممن ليسوا منتمين إلى الهيئتين المذكورتين.

سادس عشر: تأليف لجنة ربط بين حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية لتنسيق مجهودات الهيئتين وتوجيه نشاطهما وفقا لبنود هذا الميثاق.

سابع عشر: حيث أن المغرب كل لا يتجزء وحيث أن القضية المغربية جوهر لا يقبل الانقسام يكون العمل بهذا الميثاق منسحبا على جميع أطراف التراب المغربي بما فيه من مناطق حالية فرضتها الظروف.

ثامن عشر: هذا الميثاق يجري العمل به طيلة المدة التي يظل فيها ملائما للمصلحة الوطنية العليا ومسايرا لرغبة الشعب المغربي الكريم، فإذا نشأت ظروف استثنائية غير منتظرة جدد قادة الوطنية النظر في أمره وقرروا ما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد حيث الظروف الطارئة، وأثناء المدة التي يستمر فيها العمل جاريا بهذا الميثاق تكون جميع الاتصالات التي تقوم بها الجبهة القومية مع المواطنين وغيرهم مبنية على أساسه فقط وبالاشتراك التام في المسؤولية والتوجيه بين المتعاهدين عليه ولاسيما حزب الإصلاح الوطني وحركة الوحدة المغربية.

حرر بتطوان في التاسع من ذي الحجة الحرام سنة 1361 موافق 18 دجنبر 1942.

عن حزب الإصلاح الوطني:         عن حركة الوحدة المغربية:

– الرئيس عبد الخالق الطريس        – الرئيس محمد المكي الناصري

– الوكيل التهامي الوزاني             – الوكيل عبد السلام التمسماني”.

تعليق المقدم لطف الله به

أبرز الميثاق هوية المغرب الإسلامية، ووجوب معاملة سكانه معاملة الشعوب المستقلة، مع التركيز على احترام وحدته الترابية، ومناهضته للتطرف، والتركيز على الاحترام لمن يسكن فيه من الأجانب على شرط احترام معتقداته واستقلاله ووحدة ترابه، وعدم السعي في نشر مبادئ ومذاهب مغايرة لما عليه سكانه، والتأكيد على تمتع المغاربة سواسيا بما يصون حريتهم وحقوقهم مثل باقي الأمم المتحضرة في العالم، وحقهم في التمتع بحكومة وطنية ملكية قائمة على أساس العدل والمساواة، مع التأكيد على شخصية المغاربة المتميزة عن غيرهم طيلة العصور.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M