الناشط الأمازيغي عصيد يلجأ إلى تكفير المخالفين

02 مارس 2016 19:55
الناشط الأمازيغي عصيد يلجأ إلى تكفير المخالفين

هوية بريس – رشيد بلحبيب

الأربعاء 02 مارس 2016

إن التصريحات المبتسرة المنسوبة إلى فضيلة الشيخ مصطفى بن حمزة، والتي أثيرت مزامنة لانعقاد ندوة “تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية” وقد مر عليها أزيد من عقدين من الزمن، كما علمنا… في النفس من توقيتها أشياء!

فقد عودنا مثقفو المقاهي على ادخار المواقف والتصريحات، وتسريبها وتصريفها بالتقسيط في مناسبات خاصة حتى لا تخبو نار قضاياهم، ويخفت أوارها.

وقد تلقى جمهور المتصفحين لجريدة “هسبريس” الإلكترونية تلك التصريحات بالقبول، دون أن يكلفوا أنفسهم التريث: هل قالها فعلا؟ وأين قالها؟ ومتى قالها؟ وهل قالها بالشكل الذي اجتزئت به، أم أن راعيا من رعاة الفتنة تصرف وفبرك وأخرج لجمهور القراء كلاما مستفزا، قصد قياس درجة حرارة الإقبال… والأرقام القياسية في التعليقات، وطبيعة الرواد، فانزلق الجمهور مشهرا سيفه ولسانه بما سخف وانحط من الألفاظ والنعوت والشتائم لرمز من رموز المغرب المعروفين بالنزاهة والمصداقية؟؟!

إن الحول والانحراف، مع سبق الإصرار والترصد، يحول فضاء المناقشة الطاهر إلى ماء عكر يجمع الأوساخ والأوبئة، والافتراءات والتلفيق، كما أن التصرف في أقوال الناس، وإخراجها من سياقاتها، ومحاكمة أهلها، خيانة للأمانة وضرب للمصداقية.

للأسف عندما يُستدرج القراء، تُفقد المصداقية وتدعو إلى الأسى… وتُفقد المروءة وماء الوجه، وينخرط الشباب المندفع في حروب مدفوعة الكلفة، يقاتلون لا بأفكارهم ولا بسيوفهم، ولكن بالنيابة والوكالة والتدليس، ويصبون الزيت على صغار القضايا القابلة للاشتعال، محاولين خنق ما لا يوافق هواهم، فيخسرون أهم ما في القضية: المصداقية، وأهم ما في المتقاضي: مروءته ورسالته.

إن إخراج أي تصريح من سياقه خيانة للمتن المنسوب إلى صاحبه، وخيانة للقراء البرءاء، وأنا على يقين أن 99% من المعلقين المتحمسين الساخطين المبالغين… لم يطلعوا ولم يسمعوا شيئا مما قيل، ولكن ناب عنهم بعض السدنة، وأطلقوا صافرة الرجم، وأوحي إليهم أن انطلقوا: وانبرى العوام وأنصاف المتعلمين في القذف والشتم، بلغة رديئة وبأفكار بئيسة، وبتعالم وعاطفة يحركها الشحن والشماتة وأشياء أخرى…

تتبعت ببالغ الأسف التعليقات المريضة المشحونة بالحقد (أستثني التعليقات الهادئة والهادفة وهي معتبرة)، وتأسفت لحالنا وفراغنا، وهزالنا، وكيف تَصرِفنا صغارُ الأمور عن كبارها، وكيف نتجرأ على القضايا الكبرى بالجهل المركب والملفق، وكيف ننزلق وننحرف عن القضايا الحقيقية… دون أن نفطن لما يراد بنا ولنا ومنا!

إن المسرحية التي استبطل فيها الناشط الأمازيغي المرموق، أبطالُها مُغررٌ بهم، عُزف على وتر حسّاس من وجدانهم، أسماؤهم مستعارة، وتعليقاتهم موجهة لخلق الجوقة الضاغطة. إن ما نسب للشيخ بنحمزة، أُقِّت له، واحتفظ به إلى وقت قدر أنه مناسب، استغله كبيرهم مادة دسمة لتعزيز المظلومية، والحديث عن التوافقات وهو أول الخارقين لها، وعن العنصرية وهو راعيها… فأن يتحول الذئب إلى راعي مسالم، ويتحول المتطرف الذي سفّه دين الأمة، وسخِر من قرآنها، وظاهر على لغتها أعداءها… إلى حكيم ومرشد، ومتسامح، وواعظ…ذلك هو العجب العجاب!

إن القصد من المسرحية المذكورة هو الإساءة إلى رمز من رموز الاعتدال والوسطية في المغرب، الذي يحترمه المغاربة بجميع أطيافهم لمصداقيته ومواقفه وعلمه، وكان على الحكيم أن يستفسر أولا، وهو يعلم عمن يتحدث، ومع من يتحدث: عن أكاديمي وجامعي له من الشواهد العلمية والبحوث العلمية عدد سني عمر المتلبس بالحكمة… المتورط في التجهيل والتسفيه والتكفير!

لقد كنا نحسب -قبل يومنا هذا- أن التكفير شيمة من شيم الفصائل المتطرفة، ومنهج في صد المخالفين تبنته جماعات إسلاموية، إلى أن فاجأنا الناشط الأمازيغي المتألق وهو يخرج الشيخ مصطفى بن حمزة من الإسلام، بسبب تصريح نسب إليه..

وكنا نظن مع هؤلاء الناشطين الذين احتجوا في أكثر من سياق ونبهوا على خطورة التكفير، أنه لا يجوز تكفير الإنسان، لأن التكفير مقدمة لإهدار الدم، لكن سبحان مقلب الأحوال، يتحول بقدرة قادر الناشط الأمازيغي المتألف إلى مفتي، ويصدر حكمه على الشيخ مصطفى بن حمزة قائلا: “إن صح ما نسب إليه فهو يجعل الرجل خارج الإسلام“.

وهي عبارة تكفيرية بامتياز، وتحريض صريح على الشيخ، مما يجعله مستهدفا في سلامته، لذا نرجو ألا يؤخذ هذا الحكم مأخذ الهزل، وأن يسجل أن أي اعتداء على الشيخ سيكون بسبب هذه الفتوى الطائشة، من رجل كثير الادعاء، لا يقدر الأمور حق قدرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ الدراسات اللغوية.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. نرجو من الإخوة في هوية بريس التنبه إلى الصور المرفقة للعنوان حتى تكون مطابقة لمضمون المقال.. فالصورة لها دلالتها كما لا يخفى عليكم..
    أستغرب من وضع صورة هذا المعتوه بابتسامة عريضة ولباس مغربي أصيل أنيق!

  2. معك حق اخي ملاحظ
    انظر مثلا الى جريدة آخر ساعة والصورة التي وضعوها للشيخ الريسوني في أول صفحة

    المرجو الانتباه وطهروا جريدتنا هاته من صورة ذلك اللعين الذي ان التقيت به لأفعلن به مالايعلم به الا الله تعالى

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M