النسويات الإسلاميات والدين الجديد الذي يُصنع..

14 سبتمبر 2022 00:09

هوية بريس – تسنيم راجح

لعلّ الناظر للمشهد المعاصر من بعيد يظن العلمانيين صراحةً أو الملاحدة أو المعادين لشرع الله بكل فجاجةٍ هم الأخطر على مجتمعاتنا، لكن الحقيقة مختلفة تماماً..

فالتيارات العلمانية المبطنة وخصوصاً النسويّات الإسلاميات، اللواتي يأتين بمراد الغرب وبذات قيمهم مبررةً بالآية والحديث واعتماداً على بعض الالتفاف الكلامي وبعض الإشكالات المجتمعية هم فعلياً الأخطر..

فهؤلاء لا يقولون أنهم ضد الدين، لا يقولون أنهم بحاربون شرع الله ويريدون العلمانية المحضة ويحادّون الله ورسوله كما فعلاً يفعلون، لكن يقولون أننا نحن عموم المسلمين من لم نفهم الدين الصحيح كما فعلوا هم، أن الفقهاء الذكوريون هم السبب في سوء فهمنا للدين العظيم المنزه عن كل الأخطاء التي تساوي في عيونهم أي مخالفة للعقل الغربي ونتاج سيره الذي يقدسون، وأن هذا الاكتشاف العظيم كان ينتظر مرور 1400 سنةٍ حتى يظهر على أيديهم وحدهم!

ولهذا فعملهم اليوم وإن كان أحدهم لا يجيد قراءة الآية والحديث هو إعادة المسلمين لمراد الله سبحانه من كلّ وحيه الذي تقريباً لم يفهمه إلا أشخاص معدودون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى اليوم..

فهؤلاء القلّة هم الوحيدون الذين فهموا أن الدين الذي يقول أن الحكم لله يعطيه في واقع الأمر للإنسان ليحكم كما يريد، وأن الدين الذي فيه أن الله لم يخلقنا إلا لعبادته يقصد أننا هنا لنستمتع ونتسلّى ونعيش كما نهوى، فهو وإن كان يأمر بالحجاب يقصد في واقع الأمر أن الموضوع اختياري، وإن كان يقرر مواضع التمايز بين الرجل والمرأة يقصد أنه لا يوجد شيءٌ ثابت هو أدوارٌ للمرأة وأدوارٌ للرجل، فكلنا متساوون تماماً وفي كل شيء، والأمر راجعٌ للإنسان ليعيش بالقيم التي يختار!

فهناك دين جديدٌ يصنعه هؤلاء، وستجدونهم يصنعونه بالاية والحديث لكن بفهمهم الخاص المنفصل عن التاريخ واللغة والعلم لها جميعاً، هذا الدين سيتسمى بالإسلام وهو أبعد ما يكون عنه، ومن ثم سيلام من بقي على الدين الأصيل وتمسّك بسنة وكلام العلماء، فنحن الذين لا نعلم أن الإسلام في حقيقته ديمقراطي مساواتي نسوي لا يقول إلا بذات الذي يأمر به المجتمع الغربي، بل وعنده الاستعداد للتغير بتغير هواه!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M