النَّصْب التذكاري موضوع الساعة لدى المواطن القصراوي

18 أغسطس 2017 21:17
النَّصْب التذكاري موضوع الساعة لدى المواطن القصراوي

هوية بريس – إلياس طلحة

في خِضَمِّ الإصلاحات و المشاريع التي يُتعهد بإنجازها في مدينة القصر الكبير، فوجئت الساكنة بصدور ملصق لمشروع بناء نصب تذكاري بساحة 10 أبريل، و قد أثار هذا الأخير زوبعة من التساؤلات و الاستفسارات من لدن الساكنة.
إن مقدار تكلفة المشروع يقدر ب ثمانية وعشرين مليون سنتيم أو ثلاثين مليونا اعتمادا على بعض الأخبار، ثم إن مساهمة مجلس المدينة بعشرين مليونا على عكس من قال أنه ساهم بـ8 فقط، مما جعل الناس يتساءلون عن هذه التكلفة الباهظة التي لا يستحقها المشروع على حسب قولهم، بحيث أن المشروع كما قيل هو مجرد نصب تذكاري عادي لا يمكن أن يستحق كل هذه التكلفة التي أصبحت موضوع الساعة مع العلم أن قولهم ليس بالمُنزه المُنزل فهو معرض للصواب والخطأ لا أعلم أين صوابه وخطؤه.
الشيء الذي قادني إلى كتابة هذه الأسطر هو ما رأيته من جهة بعينها، عليها في الحقيقة أن تَخْرَسَ وتَقْبَعَ مكانها ولو كانت تمثل المعارضة، إذ إنها لم تحل حتى مشكلة البنية التحتية في عدد من الأحياء بالمدينة طيلة اثنتي عشرة سنة في فترة ولايتها في الأغلبية، فكيف تعارض للمصلحة وكان بيدها مدة كافية للإصلاح إن كانت تريد المصلحة حقا، هذه الجهة التي طالما تستغل معارضة الأحرار لخدمة معارضتها السياسية استغلت هذه النقطة -كما استغلت غيرها وقبلها وستستغل بعدها- لتَشُنَّ هجمات شرسة على أصحاب المشروع ونقصد -الباجدة- أصحابنا الذين أغفلوا وتناسوا أنهم في الأمس القريب أنجزوا مثل هذه المشاريع بتكلفة أعلى وبكثير، أقصد هنا رونبوان الساعة التي لم تَرَ ساعته النور منذ نشأته، هذا المشروع الذي كلف تسعين مليون سنتيم فيما أظن وغيره من المشاريع…
هذا اللغط -لغط المعارضة- يذكرني بسبب نزول قوله تعالى (أتامرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) حينما كان يقول الرجل لقريبه اثبت على دين محمد ولا يفعل ما يأمر به إذ هذا ما يطابق حال إخواننا الذين أغفلوا ما أنجزت عفوا -ما أفسدت- أيديهم بالأمس القريب فيعارضون ما حَسبوه منكرا وقد فعلوا ما هو أنكر منه ولعله حلال عليهم و حرام على غيرهم.
كما لا ينبغي أن نُغْفِلَ بعض الأصوات التي تعالت و انتقدت المشروع من أساسه ولا سيما إذا كانت الفئة التي انتقدت تنتمي إلى فئة المختصين في مجال المعمار والبناء، وبالتالي يحق لها الاحتجاج ورفض المشروع، علاوة على أن تكلفة المشروع تؤديها الساكنة بطريقة أو بأخرى، ومن ثمة يجوز لكل قصري أن يتساءل ويقول من أين وإلى أين؟
هذا وتماشيا مع ربط المسؤولية بالمحاسبة السلوك الذي دعا إليه صاحب الجلالة في الخطاب الملكي الأخير ومع الملاءمة التقنية المرتبطة بالمشاريع المُرَامِ إنجازها بغض النظر عن نوعها، ومع علاقة المواطنين بالمنتخبين لكون المواطن هو السبب الرئيسي لوصول المنتخب إلى مقعده، وبعد هذه الضجة التي صنعت الحدث هل سيتفضل المجلس البلدي بالقصر الكبير لينور الرأي العام بتفاصيل هذا المشروع؟ أم ستظل هذه الأخيرة حكرا عليه ويحتفظ بها لنفسه؟

الصفقات والوعود.. إلى أين تقود؟!

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M