الوقف الطبي.. حياة مجتمع!

21 أغسطس 2020 13:02

هوية بريس – د.يوسف فاوزي

أظهرت جائحة كورونا ضعف المنظومة الصحية في الكثير من دول العالم، فلم تستطع المستشفيات استيعاب الأعداد الهائلة للمصابين، ولم تتمكن من توفير أجهزة الإنعاش لغالبية المرضى، فكانت نسبة الوفيات في ارتفاع مطرد، الأمر الذي يحتم علينا اليوم التفكير في مخرج عملي للنهوض بقطاع الصحة وجعله قادرا ولو بشكل مقبول على استيعاب الأزمة الراهنة، وأيضا أزمات مستقبلية لا قدر الله.

ومن محاسن هذا الدين الوقف، وهو المشهور عند المغاربة بالأحباس، وهو منفعة عين يوقفها صاحبها على شخص أو جهة معينة قصد الانتفاع بها وفق شروط وضوابط يحددها الواقف في وثيقة التحبيس، أو ينظر فيها القاضي وكل هذا بسط القول فيه العلماء في مواطنه.

ولقد تعددت الأوقاف في تاريخ المغرب مذ الفتح الإسلامي إلى عصرنا هذا، فكانت هناك أوقاف علمية على العلماء وطلبة العلم والمدارس، وأوقاف على الأيتام والأرامل، وأوقاف على المارستانات(المستشفيات)، وحتى الحيوانات استفادت من بعض هذه الأوقاف.

والذي يهمنا الآن هو: الوقف الطبي، فلماذا لا نعيد إحياء سنة الوقف في المجال الطبي؟؟، لا سيما أننا نعيش حربا مع هذه الجائحة، فمال الوقف الطبي سيساعد في بناء مستشفيات إضافية، وسيوفر مداخيل دائمة عبر استثمار مال هذا الوقف لتزويد المستشفيات باللوازم الصحية، وكفالة بعض الأطر الطبية، وهكذا ستتنفس الدولة الصعداء إذا كانت غير قادرة على التكفل التام بهذا القطاع الحيوي.

ويجب على الوزارة الوصية (وزارة الأوقاف) وضع مشروع تحسيسي لتشجيع التحبيس وبيان فضله ومحاسنه، ليكون عونا بعد الله تعالى في تجاوز مثل هذه الأزمات، قال تعالى:(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)، فالله الله في الوقف الطبي فإنه شريان حياة المجتمع، وبالله التوفيق.

يتبع….

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M