بالفيديو: فرنسا الرحيمة التي تغار على شواذ المغرب

06 أبريل 2016 10:34
بالفيديو: فرنسا الرحيمة التي تغار على شواذ المغرب

هوية بريس – نبيل غزال 

[email protected]

يعرف ملف الشواذ في الآونة الأخيرة حركة غير عادية ودعما ملفتا للنظر يدفع إلى طرح أكثر من علامة استفهام..

فبعد أن أباحت أكثر من 17 دولة في العالم زواج الشواذ واعترفت به؛ يجري العمل اليوم على قدم وساق لدفع الدول الرافضة لهذا النوع من العلاقات الجنسية؛ الذي يهدد النوع البشري بالانقراض؛ للقبول به والتطبيع معه.

وفي هذا الإطار يمكننا أن نفهم الدعم الكبير الذي تقدمه جمعيات حقوقية ومنابر إعلامية للشواذ/المثليين في المغرب، ولماذا لا تخلف هذه المنابر الموعد لتخرِج كلَّ ما في جعبتها لحماية لهذا النوع من البشر الذي يصر على أن ينزُوَ على آخر من نفس نوعه.

فقبل حادثة بني ملال الأخيرة، عرف ملف «الشذوذ الجنسي» في المغرب محطات بارزة، فمن فضيحة تطوان والقصر الكبير وحفل زواج لواطيين (فؤاد1 وفؤاد2)، ومرورا بالسياحة الجنسية بأكادير ومراكش وغيرهما..، إلى موسم «علي بنحمدوش» الذي بات يعتبر مؤتمرا سنويا للشواذ؛ وجمعية «كيف كيف»، والاحتفاء المبالغ فيه في الإعلام الوطني؛ و2M خاصة؛ بالشاذ «عبد الله الطايع» والمتحول جنسيا «نور الدين» المشهور إعلاميا بـ«نور»؛ وخلال كل محطة من المحطات المذكورة كان النقاش يحتدم بين الأقلية العلمانية المقيمة بالمغرب وباقي مكونات.

ومن بين الأمور التي تعكر صفوَ المدافعين عن اللواط والسحاق، رفض الشارع القاطع لهذه الجريمة، وإعلان الشعب عن عدم تسامحه المطلق مع مقترفي هذه الفاحشة النكراء في غير ما مناسبة، فبعد حادثة فاس ها نحن اليوم أمام حادثة بني ملال، والتي كان من الممكن تجاوزها لو قامت السلطة المعنية بدورها وطبقت القانون فحسب.

فقد أعرب أحد الفاعلين في ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال في تجمع خطابي أمام المحكمة أمس أن “الدولة لو قامت بدورها وحركت مساطيرها لما وصل الشواذ إلى هذا الحد، ولما تدخل الشباب الذين سمعوا الشواذ يتشاجرون في البيت وسمعوا الكلام القبيح أمام آبائهم وفي الشارع”.. وأضاف: “لو حوكم الشواذ بجرمهم لما تدخل الشباب و(يديرو شرع يديهم)”.. ليختتم حديثه بقوله: “الدولة تدعي أنها إسلامية لكن هذا لا نراه في الواقع”..اهـ.

المثير في هذا الملف هو محاولة الإعلام الفرنسي حشر أنفه في الموضوع؛ والركوب على الحادثة للترويح للمثلية في المغرب، حيث عمد الصحفي “مارتن ويل” عن قناة “كنال بلوس” إلى إعداد تقرير حول حادثة بني ملال ومعاناة المثليين في المغرب.

وكي يعد صحفي بلاد القانون و(الحقوق والحريات)! التقرير المطلوب لبرنامج “لو بوتي جورنال” أباح لنفسه انتهاك قوانين البلد التي فتحت له أبوابها، ولم يستصدر تراخيص تسمح له بإجراء التحقيق، وأكثر من ذلك أجرى لقاءات بزورق بواد أبي رقراق مع أفراد أخفوا هويتهم وادعوا أنهم شواذا يعانون الإقصاء والاضطهاد، ثم انتقل بعد ذلك إلى البيضاء وبالضبط إلى مقر مجلة “ماروك إيبدو” التي أعدت فيما مضى ملفا حول الشواذ بعنوان هل يجب أن نحرق الشواذ“.

حيث أعلن مديرها لـ”مارتن ويل” أنه مع التسامح مع الأقليات والقبول بالمجتمع كما هو لكن الإعلان بالشذوذ في الشارع العام صادم، في حين أشار مصطفى السحيمي معد الملف المذكور على الصحفي الفرنسي أنه بقدر ما يتم الدفع كي يقع تصحيح أو مراجعات في هذا التجاه بقدر ما يعود المجتمع المحافظ للتمسك لمرجعيته القيمية.

بالفيديو: فرنسا الرحيمة التي تغار على شواذ المغرب

وها هنا من حقنا أن نتساءل:

ماذا لو دخل صحفي مغربي التراب الفرنسي وعمد إلى مخالفة القانون وتجاوز الحدود المسموح له بها في العمل؛ وأعدَّ تقريرا حول العنصرية الفرنسية اتجاه الأجانب والعرب، أو عن اللاتسامح الفرنسي من قطعة قماش تضعها الفتاة في المدرسة على رأسها؛ أو المرأة في الشارع على وجهها؟

 ماذا لو أعد صحفي مغربي فضولي تحقيقا في فرنسا حول الهولوكست وتجريم فتح النقاش حول هذا المعطى التاريخي؟!..

هل كان سيرحل هذا الصحفي إلى بلاده فحسب؛ كما وقع لصحفيي برنامج “لو بوتي جورنال” الأحد المنصرم حين نقلوا من ولاية أمن بني ملال إلى المطار الدولي بالبيضاء؛ أم أنه كان سيرحل إلى قسم الشرطة ومنه إلى القضاء ليحاكم بموجب القانون الذي لا يحابي أحدا؟

هل كان سيسمح لهذا الصحفي المغربي وطاقمه بنقل ما صوروه دون ترخيص إلى المغرب أو أي وجهة أخرى؛ أم أن السلطات الفرنسية كانت ستصادر كل ممتلكاتهم وتفتشها تفتيشا دقيقا وتنظر بعد ذلك هل تعيدها لهم أم لا؟!

وإذ أن السلطات المغربية لم تلزم الطاقم الصحفي الفرنسي بالتبعات القانونية لتصرفهم؛ واختارت أن تتعامل معهم معاملة تمييزية؛ فها هم فور عودتهم لبلدهم يعترفون بالجميل ويسخرون من تسامح المغربي بطريقة فجة ومستفزة.

تجدر الإشارة إلى أن فرنسا لم تشرع زواج المثليين إلا في يونيو 2013، وقد لقي هذا القانون معارضة شديدة من طرف اليمين والكنيسة، لكن اليساريين استطاعوا تمرير القانون المثير للجدل، وإلى حدود 2014 تم عقد أكثر من 1300 زواج مثلي في باريس وحدها، إضافة إلى ذلك ففرنسا تسجل نسبة طلاق عالية (55%) وقرابة نصف مواليدها (45%) خارج إطار الزواج، ولولا نسبة الولادات المرتفعة التي يسجلها الأجانب (عرب وأمازيغ وأفارقة) لشاخ هرمها السكاني بسرعة صاروخية.

إزاء هذا الوضع الاجتماعي المأساوي ترتفع الأصوات في فرنسا اليوم لتطالب بتسريع إخراج ميثاق للأسرة الأوروبية؛ يعترف بحقوق العائلة في كافة المجالات؛ ويدعم ويحمي الأسرة ويزيل العقبات من أمامها، وإلا فإن العلمانية والمنظومة الحداثية ستفتك بالمجتمع وتصيره في خبر كان.

هذه الإشكالات الكبرى التي تواجه التواجد الإنساني في أوروبا لا يركز عليها الإعلام، بل لا يشير إليها من قريب أو بعيد، لكنه في المقابل يعتبر إصدار قانون يشرعِن فعل قوم لوط إنجازا تاريخيا وخطوة كبيرة في طريق الحداثة..

فهنيئا لكم بهذه الحداثة النتنة التي أعرب الشعب المغربي بكل وضوح أنه يرفضها؛ وأنه مُصِرٌّ على المُضيِّ إلى أبعد طريق ليعبر عن ذلك.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. بسم الله
    من أسباب إصدار قوانين تبيح هذه الفاحشة و المصادقة عليها هو ولوج الشواذ إلى المناصب العليا، التي تتيح لهم فرصة للدفاع عن أنفسهم. أما في المغرب ما هو الدافع الذي جعل رجال الشرطة يطلقون سراح الصحفي الفاحش؟ أكيد هناك أوامر شاذة من مستوى أعلى، رغم خطورة هذا الفعل الذي يهتز عرش الرحمان بسببه، لا يحرك ساكنا عند من يزعمون أنهم يحرصون على حماية هذا الدين. نحن لسنا مثل الفرنسيين رغم كرههم للشواذ، نعم حقيقي أغلب الفرنسيين يكرهون الشواذ لكن لا يحركون ساكنا، عكس المسلمين نحن خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر، أحب من أحب أو كره من كره، نحن الشعب المغربي، نحن الركن الأساسي للبلاد، نحن أهم مكونات المغرب، سوف نحارب الشواذ و سنحارب من يدافع عنهم .

  2. هذا القول: (أما في المغرب …شاذة من مستوى أعلى). هو نوع من الكلام نهى الله عنه في آيات عديدة ولا نحتاج لاستحضارها لأنها معروفة. لكن ما أود الإشارة له وهو وإن كانت مسألة الشواذ هي مسألة غير فطرية وغير طبيعية ولا يرضى بها الله لما لها من انعكاسات سلبية…فالواجب على المسلمة والمسلم ان يرحم من في الأرض يرحمه من في السماء. إن موضوع (الشذوذ) لا محالة مرض سواء نفسي أو عضوي أو هما معا، ومن الواجب والمسؤولية الإلهية قبل الإنسانية أن يمد الإنسان يد العون لهؤلاء لأن المشكل لن يحل بالتحريم أو التكفير أو…فمعظمهم يعلم ذلك لكن بالتقرب منهم والاستماع لهم ودراسة الأسباب ومعرفة كل السياقات المادية والمعنوية التي دفعت بهم إلى ذلك الاتجاه يمكن أن العثور على الحل وإن كان الأمر ليس سهلا. وهذا هو الإسلام عندي (الإسلام/ السلم والسلام والمعاملة الحسنة وفق العدل والحق أما العنف فلم يشيد ولم يصلح شعوبا ولا حضارات ولن يبنيهما ولن يصلحهما)

    1. يا سيدتي أنت تنفخين في غير نار وتحرثين على الماء.. فلا أحد كفر الشواذ ولا أحد قال شيئا من ذلك. ومسألة الإستماع إلى الشواذ وغيرها من أحصنة طروادة التي دخلت بها فيالق ’’حقوق الإنسان’’ إلى بلادنا هي ألاعيب أصبحت مكشوفة, فالشاذ المريض لا يجرؤ عادة على المجاهرة بشذوذه وتحدي دين المجتمع واعرافه بل والتمادي في تعمد جرح مشاعر الناس حوله.. هؤلاء في بني ملال مجرمون وزنادقة وفسقة يجب تطبيق أقصى العقوبات عليهم, لأنه وإن كان بعض الشباب الغيورين -الذين طبقوا القانون الذي لم ترد الدولة تطبيقه أو تقاعست على الاقل عن تطبيقه- إن أولئك الشباب قد ’’اعتدوا’’ على الزنادقة الفسقة الشواذ بالضرب والجرح فقط مهددين بذلك كلية من الكلبات الخمس وهي ’’الحياة’’, فإنهم -أي الشواذ الزنادقة الفسقة المجرمين- قد تعدوا على المجتمع في باقي الكليات كلها.. يتبع

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M