بوهندي يرد على المشككين في القرآن ب “حرب المخطوطات” ويصفهم بالمحاربين لله ورسوله

07 يوليو 2019 12:06
بوهندي يرد على المشككين في القرآن ب "حرب المخطوطات" ويصفهم بالمحاربين لله ورسوله

هوية بريس – مصطفى بوهندي

أتحدى محاربي القرآن بما سموه الأصل السرياني أو الأرامي، بالإتيان بوثيقة عبرية أو أرامية أو سريانية ترجع إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي.
تأهل بعض الموهوبين المغاربة لمحاربة القرآن الكريم، وأعلنوا صراحة عن حربهم على الله وقرآنه ورسوله، شاهرين سلاح الكفر والصد عن سبيل الله بكل الوسائط الممكنة. ولا يجدون حرجا في تسمية أنفسهم بالكافرين والتعاون مع كل أعداء الوطن والدين. وكل ذلك باسم العلم وقيم الحداثة والتحرر والعقلانية وما إلى ذلك من المسميات التي تتبرأ منهم ومن حربهم على الدين والوطن والناس.
كل هذا لا يجعلني أرفض حقهم في التعبير عن مكنونات صدورهم، والله أعلم بما يعلنون وما يخفون، وهو الذي يجازي عباده بما شاء وكيف شاء عند الرجوع إليه. لكنني أود ممن يعتبر نفسه باحثا عن الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، أن يحاورني حوارا علميا بعيدا عن حروب الجماعات والأحزاب والطوائف والدول. أود من الذين جعلوا أنفسهم مختصين في مخطوطات القرآن، وادعوا أن لغته إنما هي امتداد أو تأثر أو اقتباس مما سموه “السريانية” أو “ألأرامية” أو “العبرية”. ودون أن أدخل معهم في التفاصيل التي يعرفونها عن القرآن، أود أن أؤكد معهم أن النسخ القديمة لهذا الكتاب العربي ترجع إلى القرن الأول الهجري، وقريبة من العهد النبوي. وسؤالي لهم ما داموا يدعون أن اللغات المذكورة، السريانية والأرامية وكذلك العبرية، هي أساس النص القرآني، هو أن يأتوا لنا بنص واحد (codex) يرجع إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي. مع أن المفروض أن أسفار العهد القديم كتبت بالعبراني حسب ادعائهم، وأسفار العهد الجديد كتبت بالسرياني والأرامي. والمطلوب الآن أن يأتونا بنسخة لا ترجع إلى تاريخ كتابة الكتب المقدسة، قبل 3000 أو 2000 سنة. وإنما ترجع إلى ما بعد كتابة القرآن بقرون، أي 1000 سنة فقط. بل أن عليكم أن تثبتوا وجود وثائق مكتوبة قبل القرآن بهذه اللغات المدعاة، وبعده تبينون لنا تأثيرها على القرآن أو اقتباسه منها. إنه تحد لكم ولشيوخكم الذين لو حاسبنا كتبهم بما تحاسبون كتاب الله عز وجل لما قامت لهم ولكتبهم قائمة. لن ندخل في التفاصيل، نريد فقط أرقاما لمخطوطات للكتب المقدسة السابقة باللغات التي اقتبس منها القرآن كما تدعون، في أي المتاحف أو المكتبات أو الجامعات أو الفاتيكان أو ما تشاءون. ودون ذلك فإن حربكم على القرآن الكريم خاسرة. لأن هذه اللغات المدعاة تختلف عن اللغات التي وردت تسميتها في الكتب المقدسة، عبرانية وسريانية وأرامية. إذ أن الأولى ضاعت، والثانية التي تتشدقون بها اليوم، إنما هي نتاج من بطن العربية، وفي ظل الثقافة الإسلامية، وقد قام المسيحيون عبر كنائسهم لتسمية الدرجات العربية التي يتكلمون بها باسم لغة الكتاب المقدس السرياني ثم الأرامي، وكانت في أول عهدها تكتب بالحرف الكرشوني وتنطق بالحرف العربي، إلى أن طورت الكنائس هذه الدارجات المحلية وجعلتها لغات. والأمر نفسه بدأه اليهود السفارديم من القرن العاشر مع الماسوراتيين، لترجمة كتاب مقدس خاص بلغة خاصة تتبنى العربية ولكنها تخالفها في النطق وفي بضعة كلمات، وللاستدلال على ذلك فإن العالم اليهودي الكبير موسى بن ميمون، المتوفى في القرن الثالث عشر، لا يعرف هذا الخط، وقد كتب كتبه باللغة العربية، ثم تحولت بعد وفاته إلى نصوص عربية مكتوبة بخط سموه حينئذ الأشوري المربع، ثم الأرامي ثم العبري. ولم يبدأ الإحياء الفعلي لهذه اللغة إلا بعد الخروج من الأندلس، ثم اكتملت مع حركة الأدب العبري، التي كان معجمها ونحوها عربيا، ولكن نطقها كان أوربيا. ولكي أضيف بعض الزيت إلى هذه النار، فإن الترجمات اليونانية السبعينية والفولجاتا اللاتينية، هي أقدم بكثير من هذه اللغات، وبالتالي، فهي لم تكن أبدا لغة الكتاب المقدس، إلا بدءا من الحروب الصليبية وانتهاء بالاستعمار.
أرجو أن يكون هذا الطلب دافعا لمحاربي الله ورسوله وقرآنه والعلم والعقل والإنسان، إلى مواصلة البحث وإعادة النظر، وإنا في انتظار الجواب.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. مريس بوكاي يعثر بنفسه على اسم هامان مكتوبا بالكتابة الهيلوغرافية:ويثبت من خلال هذه الكتابات بأن إسم هامان لا يوجد في التوراة ولا في الانجيل قبل القرآن الكريم
    تابع الموضوع ومواضيع أخرى مشوقة مع لقاء صحفي مع المرحوم العالم الدكتور موريس بوكاي
    https://www.youtube.com/watch?v=xQlqj3bt2Vc

  2. تضنن المقال كثيرا من المعلومات التي لم نعتد سماعها من رجالات الخطاب الديني التقليدي،وفي هذا كفاية لمن يبخس صاحب المقال حقه في كثير من المواضيع…وعلى أي حال ،يجب معرفة فكر الرجل من كتبه ومقالاته وبصفة خاصة الأدلة التي يعتمدها لإثبات وجهة نظره،ثم عرضها بكل أمانة ونقدها بالدليل والعلم إن كان ولابد.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M