ترجمة مشرقية للشيخة بهية الفيلالية -رحمها الله تعالى-

27 مايو 2016 23:53
ترجمة مشرقية للشيخة بهية الفيلالية -رحمها الله تعالى-

هوية بريس – د. يحيى الغوثاني

الجمعة 27 ماي 2016

اسمها: لالّه بهية بنت الهاشي الفيلالي، تعرف باسم ((يامنة القطبي))، الحاجة العالمة الفقيهة الحافظة الجامعة للقراءات، المعمرة، الزاهدة العابدة، أعجوبة الزمان، ونادرة الأوان.

ولادتها: ولدت في 10/8/1908م. في مكناس المغرب.

طلبها للعلم: حفظت القرآن وعمرها 14 سنة وقرأتْه غيباً على الشيخ عبد الله الأمغاري، والتحقت بمعهد التعليم الأهلي بمكناس حتى نالت الشهادة الأهلية الابتدائية، والتحقت في جامعة القرويين وحضرت على شيوخها مدة قصيرة ولم تُكْمِلْ لظروف خاصة وكان ذلك في حدود 1948م ثم التحقت بجامع الزيتونة في تونس عام 1955م واستمرت إلى أن تخرجت عام 1961م

ودخلت في الحركة الوطنية النسائية، وكانت متحدثة بارعة بين النساء، وكانت تقود عملاً نسائياً ذا طابع وطني لمواجهة الآثار التي تركها المستعمر وللعودة بالمرأة المغربية إلى دينها وفطرتها وحجابها، وقد ذكرت لي عدداً من زميلاتها في ذلك الوقت دونت أسماءهن في أوراق ليست تحت يدي الآن.

لقد كُرمت عدة مرات على مستوى المملكة المغربية ونالت وسام الدولة من الملك محمد السادس.

وكرمها وزير الأوقاف والشؤون الدينية في احتفال آخر في رمضان.

وكرمتها مدرسة ورش عن نافع في مكناس ولقد حضرت هذه الليلة الحافلة الرائعة حيث ألقت الشيخة بهية فيها كلمة أمام جموع كثيرة من الحفاظ والقراء والشيوخ، وأنا كاتب هذه السطور ألقيت كذلك كلمة عرَّفْتُ بالشيخة وأشدتُّ بها وبأهل القرآن الكريم.

وكرَّمَتْها بلديةُ مكناس في اليوم العالمي للمرأة في حفل كبير وقد حضرْتُ هذا التكريم ووكلتني الإدارة بتسليم الدرع وشهادة التقدير والتكريم بنفسي لها.

وكرمها رئيس المجلس العلمي الدكتور محمد السيسي في مكناس بحضوري واحتفى بها، وشهد أنه يعرفها دؤوبة على العلم منذ عشرات السنين.

كما كرمت فعاليات جمعوية بمدينة مكناس، العالمة الفقيهة الحاجة بهية الفلالية كأول مغربية تحصل على شهادة العالمية من جامعة الزيتونة بعد ان تتلمذت على يد كبار علماء القطر التونسي.

قامت بالتدريس في مدرسة ورش، وفي المعهد الديني، وفي المسجد الكبير سنين كثيرة.

أحيَتْ مجالسَ سَرْد البخاريّ في شهر رجب وشعبان ورمضان والتي كانت منتشرة جداً في مكناس وكثير من المساجد المغربية.

محفوظاتها:

ومما وقفت عليه بنفسي من محفوظاتها:

القرآن الكريم، وصحيح البخاري والموطأ، والجزرية، والآجرومية ومتن ابن عاشر، والزواوية، ومتن السلم، وألفية ابن مالك، وعندما تعرفت بها أول مرة قالو لي إنها تحفظ الكتابين البخاري والموطأ عن ظهر قلب وتروي الحديث بلفظه وروايته، فتعجبت ولم أصدق في البداية حتى سمعت ذلك منها بنفسي وسألتها كيف كان مجلس سماعك على مشايخك للبخاري فوصفت المجلس وصف عالم مبصر، فطلبت منها أن تقرأ شيئاً من صحيح البخاري فبسْمَلَتْ وحَمْدلَتْ بنغمة معروفة متداولة في ذلك العصر بالطريقة المغربية العذبة اللطيفة وسَرَدَتْ عليَّ أولَ باب من صحيح البخاري من حفظها ولم تَخْرم حرفاً، فأخذت منها موعداً في بيتها لقراءة الموطأ عليها لما لمسته عندها من حفظ وإتقان وفهم وذوق، وكنت أجد منها العَجَبَ أثناء قراءتي للموطأ حيث كانت تأتي بلفظ البخاري المغاير لرواية الإمام مالك، وحيث كانت نسختي فيها الإحالة للبخاري فكنت أتتبع اعتراضاتها علي أثناء القراءة فأجد ذلك كما تقول، لقد حدث هذا مرات كثيرة فكنت أتعجب من حفظها.

وقد فوجئت في أول يوم في المجلس بأنها أحضرت لي نسختها من الموطأ وقالت : هذه هدية لك، فسررت من كرمها وجودها هي وابنة أختها حفظها الله التي فتحت لنا بيتها بكل حفاوة، وقد حضرت أكثر هذه المجالس بارك الله فيها.

وحدثني عدد من الأخوات اللواتي لازمنها وحضرن دروسها أن الشيخة تَسْرُدُ عليهم في رمضان من حفظها الكثيرَ من الأحاديث بلفظها، وتشرحا بدون الرجوع للشروح.

بعض أخلاقها ومزياها:

عرف عنها المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، وتذهب وحدها بدون مساعد فهي تتمتع بحسٍّ مرهف، وذكاء في معرفة الطريق، بالرغم من أنها كفيفة البصر إلا أنها لا يرى عليها حركات المكفوفين فهي تجلس بكل سكينة ووقار وتمشي مشية الواثق المبصر قلبه.

وهي كثيرة الصيام والعبادة وتلاوة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء.

لم يقدر الله عليها أن تتزوج إلى أن لقيت الله تعالى، وكانت راضية عن الله تمام الرضا في حال صحتها ومرضها.

لها جَلَدٌ على العلم، وصبر على السماع بحيث إنني كنت أواصل القراءة عليها لخمس ساعات وهي سعيدة ومسرورة، ولا نتوقف إلا لأداء الصلوات، والعجيب أنها كانت تجلس وتضع يديها على ركبتيها جلسة الأدب والهيبة والاحترام، ولا تتكئ احتراما لحديث رسول الله صلى الله عليه، وكانت صاحية إما انها تردد الحديث معي أو تسابقني نص الحديث أو تصلي على رسول الله وتسبح في مواقع التسبيح، وإذا توقفت قليلاً لأخذ النفَس تشرع في الشرح والتوضيح، وكانت تشرح الأبواب الفقهية العميقة وكأنها راجعت الشروح قبل قليل، كأبواب المضاربة والمزارعة , والبيوع وبيع العرايا والمزابنة والمصراة، ونحو ذلك مما لا يستوعبه إلا متخصصو أهل العلم، فلله درها.

وقالت لي لقد ساقك الله إلى من الديار المقدسة لتذكرني بشيوخي السوسي والسنتيسي والعرايشي رحمهم الله، ولما قرأتُ عليها متنَ السُّلَّم في علم المنطق قالتْ : لقد حفظته قبل سبعين سنة ولم يقرأه عليه أحد طول تلك المدة.

شيوخ الدراية والرواية

لقد عرَّفْت بالشيخة بهية ومكانتها العلمية في كل دوراتي التي قدمتُها في المغرب أو في المشرق، وزارها الكثيرون وأجازت الكثيرين، وكل من زارها روى طرفاً مما سمعه منها والأصل في الإخوة الذي زاروها أنهم من أهل العلم وأنهم صادقون، لكن الوهم قد يطرأ على الإنسان، فقد كانت الشيخة تُثْبِتُ معلوماتٍ لبعضهم وأحياناً تنفيها كما يحدث لكبار السن خاصة إن كان هناك نوع من الإكثار عليها أو العَجلة في الأمر، فلذلك اختلفت إفادات الإخوة الزائرين لها، ولم تكن الشيخة تعتني بالكتابة والتدوين لكونها كفيفة، وكذلك فقدتْ كل ما لديها من شهادات سواء من القرويين أو من الزيتونة.

وأنا أكتبُ شهادتي وما سمعتُه منها، ولقد كررت السؤال عليها أكثر من مرة وفي سنوات متفرقة فتارة يكون جوابها مثل السابق وتارة يختلف قليلاً، وسوف أثبت بكل أمانة ما دونتُه وكتبتُه من لسانها وهو موثق عندي بصوتها وصورتها، وقد زرتُها كثيراً في سنوات متفرقة حيث كنت أقدم دوراتي في مدينة مكناس وفي فاس وفي كل دورة لا بد لي من زيارتها وقراءة ما تيسر من الكتب عليها، فقد قرأت الموطأ كله، والأوائل العجلونية، ومتن الجزرية، ومتن السلم في المنطق، ومتن ابن عاشر في الفقه المالكي، ومتن الجوهر المكنون في البلاغة، وسمعت منها أول باب من البخاري من حفظها، وقرأت عليها الفاتحة وبعض سور من القرآن الكريم وبعضاً من المنظومة الزواوية في النحو.

وعلى هذا فقد سألتها مراراً عن أيّ إجازة مكتوبة لها فلم أجد لديها جواباً، وهذا يفسر نفيَها لوجود أي إجازة عندها أي مكتوبة، وعندما كانت تنفي وجود إجازة لديها فكانت تقصد ذلك أنها لا يوجد لديها شيء مكتوب، وأما الإجازة الشفوية فسأذكر ما سمعته منها : فقد أخبرتني أكثر من مرة إحداها يوم الأحد في الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1431 هـ بعد أن ختمتُ عليها موطأ الإمام مالك قراءةً بلفظي : أنها حضرت دروس الشيخ القاضي الحاج محمد بن أحمد السوسي في صحيح البخاري وفي الموطأ وأجازها إجازة عامة، وأثنت على علمه وفضله وقدره ومكانته، وذكرت أنه كان يحافظ على مجلس سماع البخاري كل عام في رجب وتستمر القراءة طيلة شهر رجب وشعبان ورمضان ليتم الختم ليلة القدر ليلة السابع والعشرين من رمضان.

وقد أردت توثيق هذه المعلومة من شيخ مكناسي معمر وهو شيخنا العلامة الفقيه عبد اللطيف المعمري مدير التعليم في مكناس فاجتمعت به في بيت شيخنا القاضي محمد المسعودي حيث استضافني وجَمَعَ ثلة من أهل العلم في مكناس على وليمة غداء مغربية، فذكرت لهم الشيخة بهية فأخبرني أنه حضر هذه المجالس وأكد لي أنه شاهد الشيخة بهية وقال لي كانت من الملازمات لهذه المجالس لا تفارقها من أولها إلى آخرها وكذلك مجالس الشيخ المختار السنتيسي في الفقه والحديث…

وأخبرتني أنها حضرت دروس البخاري والموطأ التي كانت تُعْقَدُ في شهر رجب وشعبان ورمضان في مكناس على عدد من المشايخ وأنها واظبت على تلك المجالس سنين طويلة، ولقد تعدد الشيوخ الذين أسمعوا في هذه المجالس وكان قارئ المجالس الشيخ محمد القبّاب المكناسي، فبحثْتُ عن هذا الشيخ في مكناس فعلمت أنه لا زال على قيد الحياة، ولم أستطع اللقاء به إلى هذه اللحظة، وكان حياً إلى عهد قريب، وذكرتْ لي في أكثر من مناسبة أن هؤلاء المشايخ : هم القاضي محمد السوسي والشيخ المختار السنتيسي والفقيه محمد الزريهني ومحمد العرايشي، ومؤخراً الشيخ محمد بن عبود، خمستهم كانوا شيوخ هذه المجالس في أيام متفرقة وسنوات متلاحقة، وقد سمعتُ من لفظها أكثر من مرة أنهم أجازوها، وحاورتُها في معنى الإجازة فكانت تفهمها تارة على ما عند المحدثين وتارة على أنها شهادة التخرج من المعهد والإذن بالتدريس.

وذكرتْ لي أن شيخها العلامة الفقيه الشاعر عضو المجلس العلمي بمكناس الشيخ محمد بن محمد بن عبد المعطي عبود أصغر منها بخمس سنين، وأنه آخر الشيوخ الخمسة ممن كان يعقد مجالس البخاري في المسجد الكبير بمكناس وقد أجازها، وقد قمت بزيارة الشيخ بن عبود في بيته في مكناس فوجدته عالماً شاعراً متمكناً وجدتُّه جالساً يذكر الله تعالى فرحَّب بي وأهداني عدداً من كتبه وأجازني وأخبرني أنه مجاز من المحمدين الثلاثة، وهو من مواليد 1913 م ويدرك معنى الإجازة جيداً ومن تواضعه استجازني فتدبجت معه.

وقد توثَّقتُ من علاقة الشيخة بهية بالشيخ بن عبود من ابنه الشيخ سعد فعرفها وأكد حضورها لدروس والده.

كما توثَّقْتُ من حضور الشيخة بهية لدروس الشيخ محمد السوسي ومجالس سرد البخاري والموطأ من شيخ في الثمانين من العمر هو العلامة الشيخ محمد بن الحسن العلوي الحسني وهو من مواليد 1933 م فقد زرته وأهداني عدداً من مؤلفاته، فعرف الشيخة وأكد أنها كانت تواظب على تلك المجالس.

وحضرتْ الشيخة بهية على القاضي الطاهر البعّاج في البلاغة وترددتْ في الإجازة منه مرة أثبتتْ ومرة نفتْ.

وحضرت مجالس الفاروقي الرَّحالي في القرويين وحضرت دروس أحمد العمراني في إحياء علوم الدين ولم تتذكر إجازة منهما.

وحضرت على أحمد بن الصديق فسألتها هل هو الغماري فقالت: لا إنما هو الديغوسي كان يدرسنا في مكناس حضرتْ عليه في الفلسفة ولم تُجَزْ منه.

وسمعتُ منها أنها حضرت شرح متن ابن عاشر على الشيخ المختار السنتيسي وحفظتِ المتنَ، فلما قرأتُه عليها ووصلنا إلى أبواب موجبات الغسل، قالت كنت في درس الشيخ الوحيدة من النساء وكنت أصرف وجهي إلى الحائط حياءً من الرجال، فقال لي: يا بنتي لا حياء في تعلم هذه المسائل فسوف يأتي يوم تكونين فيه معلمة النساء، فاحفظي وافهمي.

كما أنها تلقت متن ابن عاشر أيضاً على مولاي الطيب الحريف وقالت أجازني.

وحضرتْ مجالس البخاري على الشيخ الحاج بن عيسى الخلطي وترددتْ في الإجازة منه مرة أثبتت ومرة نفت.

وممن حضرتْ عليه محمد بن الحبيب الأمغاري الحسني الفلالي الفاسي وقالت: لم يُجِزْني.

وأخبرتني أنها حفظت القرآن وهي صغيرة في حدود 14 سنة وقرأته غيباً على الشيخ عبد اله الأمغاري، وسألتها عن وفاته فلم تتذكر وقالت من أقدم شيوخي وفاة، وسألتها هل لديك إجازة منه فقالت كنا نقرأ فقط ولا نحصُل على إجازة، ثم بعد ذلك قرأتُ القراءاتِ السبع على المقرئ الشيخ إبراهيم الهلالي، وباحثْتُها في علم القراءات وفي الشاطبية فوجدتها قد نسيت الكثير منها لأنها لم تُقرئ أحداً بها، وبقي عندها رواية ورش وحفص، ولكنها لم تنس القرآن فقد كانت كثيرة التلاوة، ولقد سألتُ عن ترجمة الشيخ إبراهيم الهلالي وعن آثاره فوجدت أحد تلاميذه ممن قرأ عليه وهو الشيخ الطيب الكزاز فذكر لي بعض المعلومات عن مكانة شيخه في القراءات ولم يؤكدْ لي أنه أجاز الشيخة بهية، وقال لي حتى أنا قرأت على شيخي وليس لي منه إجازة مكتوبة فأجِزْني حتى يكونَ لي سَنَدٌ فتدبَّجْتُ معه.

كما أنها حضرت دروس الشيخ تقي الدين الهلالي ولم تخبرني أنه أجازها، وحضرتْ دروس فريد الأنصاري وقالت: لم يجزني.

وأما الشيخ عبد الحي الكتاني فلم تلتق به ولم تحصل على الإجازة منه.

وأما الشيخ عبد الحفيظ الفاسي فالتقت به في اجتماع عام ولم تحصل على إجازة منه.

والتقت بالشيخ محمد عبد الهادي المنوني وحضرت بعض دروسه، ولم تُجَزْ منه.

وأما الغماريون فلم تلتق بأحد منهم ولم تُجَزْ منهم.

وأخبرتني أنها قرأت الجزرية على الشريف بن علي العلوي ولم تؤكد الإجازةَ منه.

وذكرت لي مرة أنها حضرت في الموطأ على الشيخ عبد القادر العلوي.

وأخبرتني أنها درست في جامعة الزيتونة خمس سنين بداية من عام 1955م وحتى عام 1961م وحصلتْ على شهادة التخرج موقَّعَةً من الشيخ الطاهر بن عاشور وابنه الفاضل وقد حضرتْ عند الشيخين واستمعتْ لدروسهما ولكن لما سألتها على الإجازة منهما فقالت الشهادة ضاعت مني، فهذا مما يرجح أنها تفهم من الشهادة معنى الإجازة، ومن هنا نقل بعض من زارها أنها مجازة من الطاهر بن عاشور على هذا الاعتبار وهو أن توقيع الطاهر على شهادة التخرج يعتبر إجازة وفي هذا نظر.

وأخبرتني الأستاذة الداعية فاطمة الزهراء مديرة مدرسة ورش في مكناس الكثير عن أخلاق وزهد وعلم الشيخة وقوة حفظها للقرآن، ورَوَتْ لي أن جدَّها القاضي محمد بن أحمد الاسماعيلي العلوي، اختبر الشيخة بهية في القرآن فاجتازت امتحان حفظ القرآن عنده بنجاح، وقد كان هو القاضي في مكناس بعد شيخها الحاج محمد بن أحمد السوسيّ.

ولقد تميزت الشيخة بهية بتواضعها الجمّ فمن ذلك أنها طلبت مني أن أجيزها بالموطأ بعد قراءتي عليها ففعلتُ وأجزتُها تدبيجاً، وكانت تذكر ذلك وتفتخر به.

كما استجزت لها بنفسي من مشايخ المشرق والمغرب منهم:

الشيخ مالك السنوسي، وعمته الشيخة فاطمة السنوسي والشيخ عبد القيوم الرحماني والشيخ رحمة الله الأركاني والشيخ الطاهر آيت علجات والشيخ عيسى آيت أموقران الجزائري والشيخ محمد حماد الصقلي وكانت أخبرتني أنها عملت معه قديماً في لجنة رعاية المكفوفين والمسماة مؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير.

واستجزتُ لها من الشيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني والشيخ إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني والشيخ إدريس بن الماحي الكتاني، والشيخ أحمد الرقيمي اليماني المكي فهؤلاء الأحد عشر كلهم قد أجازوها بيقين بمعرفتي، والسابقون على ما ذكرته آنفاً.

والخلاصة: أن الأمر المتيقَّنَ من حال الشيخة بهية أنها حضرتْ وسمعت الكثير من مجالس البخاري والموطأ على المشايخ الخمسة المذكورين أعلاه، وهذا سماع مؤكد، وهو أقوى من الإجازة المجرَّدة، وقد صَحَّ عندي وثَبَتَ بأكثر من قرينة، وأما الإجازة العامة من المذكورين فهي على ما فصَّلْتُ وبيِّنت وهي محتملة ولا نستطيع الجزم القاطع إلا أن رأينا شيئاً مكتوباً.

وأما سَماعُها للموطأ من العبد الفقير والعجلونية وبعض المتون وإجازتها إجازة عامة من عدد من الشيوخ بمعرفتي فمتيقَّنٌ مؤكد، والله ولي التوفيق.

وفاتها

توفيت ليلة الثلاثاء 17 شعبان 1437 هجرية، الموافق ل 24 مايو 2016 م عن عمر يناهز 108 سنوات، رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى.

وكتبه: د. يحيى الغوثاني، وهو مقتبس من ترجمة موسعة للشيخة بهية بنت الهاشي الفلالي رحمها الله تعالى.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M