تركيا تعرضت لـ23 هجمة إرهابية خلال أقل من عام واحد؛ فأين شعار: “كلنا تركيا”؟

21 سبتمبر 2016 19:03

هوية بريس – وكالات

تعرضت تركيا خلال أقل من عام إلى 23 هجمة إرهابية، ربطها عدد كبير من المحللين بالسياسة المتبعة من قبلها تجاه بعض القضايا في المنطقة، وبالأخص القضية السورية التي تسعى تركيا لحلها وفقًا لأجندتها أو أجندة أجنبية تحقق أهدافها المبنية على مبدأ أساسي وهو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والحيلولة دون إنشاء كيان كردي مستقل ذاتيًا في شمال سوريا.

الخبير الاستراتيجي “يوسف قبلان” كان من أصحاب هذا الرأي، وقد أعرب في مقاله بصحيفة يني شفق “الهجمات التي تستهدف تركيا وآليات التصدي لها” عن استغرابه الشديد من استهداف الغرب لتركيا من الداخل والخارج بالرغم من أنها دولة حليفة له.

وتصدى قابلان لمن يدعي بأن هذا التحليل يأتي في إطار نظرية “المؤامرة الخارجية” التي تدعيها جميع الدول والأنظمة لنزع تهمة التقصير عن نفسها، بالقول إن “المجتمع التركي بأكمله يعي فعلًا أن ما يحاك ضده هو مؤامرة خارجية يُراد من خلالها ردع تركيا عن التدخل بقوة في بعض القضايا العالقة في المنطقة، ومن يدعي دون ذلك بعيد عن العقلانية والمنطق اللذين يثبتان ذلك استنادًا لبوادر غضب الغرب بعد فشل محاولة الانقلاب.”

تساءل قابلان: “إذا كانت تركيا حليفة للغرب عبر عدة اتفاقيات ومواثيق تاريخية، لماذا يستهدفها الغرب بشكل مكثف؟”، ويجيب بتأكيده على تنافر رؤى السياسة الخارجية بين تركيا والغرب، موضحًا أن السبب الحقيقي والأقوى هو شروع تركيا ببناء حضارة نموذجية بديلة للحضارة الغربية التي لطالما روّجت لنفسها على أنها الأكثر النموذجية وفرادة، فاصطباغ بعض شعوب المنطقة بالصبغة الفكرية والحضارية لتركيا أغاظ الغرب حسب قبلان.

عاشت تركيا منذ تأسيسها كجمهورية عام 1923 وحتى قبيل تولي حزب العدالة والتنمية بسنوات قليلة، تحت ظلال الانغلاق الداخلي والتماهي شبه المطلق مع السياسة الخارجية للغرب، ظواهر هذه السياسة اندثرت مع تولي حكومة حزب العدالة والتنمية لمقاليد الحكم، حيث سعت لإعادة روح الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري العثماني على الشرق وبعض أقاليم الغرب، كالبلقان، وهذا ما خلق، بحسب قابلان، “التنافس الحضاري والنموذجي” بين تركيا والغرب.

ويرى قبلان أن مد تركيا يد العون للصومال وسوريا هو امتداد طبيعي لمحاولة إعادة الحياة لروحها الحضارية التاريخية، والتمدد السياسي والاقتصادي والعسكري التركي في الصومال لم يرعب فرنسا فقط بل أقض مضاجع الإنجليز وأقلق منامهم.

تطل الصومال على البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومع تنامي العلاقات الثنائية بين الصومال وتركيا، ظفرت الأخيرة بفرصة فتح قاعدة عسكرية تدريبية هناك، فضلًا عن حصولها على الكثير من فرص الاستثمار خاصة في المجال الزراعي، ووفقًا للخبراء، فإن انفتاح تركيا على البحر الأحمر والمحيط الهندي عسكريًا واقتصاديًا شكل على ما يبدو مصدر امتعاض شديد للغرب الذي لطالما تفرد بالتمدد الجغرافي السياسي.

وتعليقًا على ذلك، أوضح قابلان أن العنصر الديني يساهم في تقبل الشعوب لتركيا بشكل أكبر من الغرب، فتقبل تركيا كدولة إسلامية مساندة، أما الغرب فيُنظر إليه على أنه عنصر استعماري، وهذا ما يقلب الكفة لصالح تركيا ويزيد من غيظ الغرب.

ولفت قابلان إلى أن الغرب غرّم تركيا فاتورة تمددها الجغرافي ليس فقط عبر الهجمات الإرهابية على الصعيد الداخلي، بل على الصعيد الخارجي أيضًا حيث دفعت تركيا الفاتورة غاليًا، منوّهًا إلى أن الغرب دفع تركيا لارتكاب بعض الأخطاء الاستراتيجية في سوريا، وخطط لكسح العلاقات التركية الروسية بالكامل وأمعن في الخطط التي قد تحقق ذلك، ودعموا عبر السعودية السيسي والسلفيين في مصر لإقصاء تركيا بعيدًا عن تلك المنطقة.

ويقترح قابلان خطوات قد تقي تركيا من التعرض للهجمات الغربية لقاء محاولتها التمدد الجغرافي والحضاري كما يلي:

ـ عدم ارتكاب أخطاء كبيرة: “الغرب سيستمر في التنافس مع تركيا وبالتالي مهاجمتها، لذلك ينبغي أن تتحلى تركيا بالبصيرة والفراسة أثناء اتخاذها لقراراتها”.

ـ الحذر من فخاخ الغرب: “كثيرون حذروا تركيا من الوقوع في هذه الفخاخ، ويجب أن نتسم بالفطنة إزاء خطط الغرب التي هي فخاخ في معظمها”.

ـ استراتيجية التوازن: “الصبر والتروّي أساسان رئيسيان في بناء استراتيجية التوازن”.

(المصدر: ترك برس).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M