تسنيم راجح: كلمةٌ لأخواتي طالبات العلم..

06 سبتمبر 2022 18:11

هوية بريس – تسنيم راجح

احذري مفسدات قلبك من حيث لم تحتسبي..
هذه كلماتٌ أحسبها مهمةً أكتبها بعد عددٍ من الرسائل والأسئلة التي وصلتني في موضوعها..
احذري أختي طالبة العلم أو طالبة البرامج العلمية أو التي تتابعين العلماء والشيوخ والأساتذة الأفاضل فتنة نفسك التي تدخل من من باب: “كم أتمنى لو كان زوجي مثل هذا الشيخ!”
احذري فتنة: “نعم أنا أحب أبي، لكن ليته كان يتصرف مثلما يقول الأستاذ أنه يتصرف مع أولاده!”
إذا وجدتِ من نفسكِ هذه الأفكار فتوقفي وراجعي وتأملي..
فهده بوابات فتنة وتحتاج دقة ووعياً وفهماً لنوقف تلبيس الشيطان علينا منها..
فالمداخل التي يعبر الشيطان منها على قلوب المتدينين ليست ذاتها التي يمر بها منها قلوب غيرهم، وما أسعده اللعين بك وقد حفظت بعض المعلومات وتعلّقتِ بالمعلّم دون ربك تعالى..
ما أسعده بك وقد أنهيت عدة متونٍ بنيّة إرضاء المعلّم وكسب ثنائه دون رضا مولاكِ جل وعلا..
ما أسعده إن تقدمتِ بطلب العلم وقد فرطتِ بأسمى أدوارك أو بات بينك وبين أقرب الناس لك شقاق لأنه ليس شيخاً ولا طالب علم أو لا يعرف الذي تعلمتِه أنت قبل وقتٍ يسير..
احذري ثم احذري ثم احذري..
نعم، لقد تجاوزتِ مرحلة أن تفتني بالمغني وبالممثل، لقد بتِّ تستسخفين الفتيات اللواتي يعلّقن صور المغنّين في غرفهنّ، لكنكِ مازلتِ أنثى، مازالت فيكِ غرائز وشهوات، ومازلتِ مأمورة بغض البصر ومراقبة النفس وإمساكها عما يضرّ بها..
احذري المقارنة، احذري احتقار النعمة التي رزقك الله، احذري السخط على ابتلاءاته، واحذري الحسد والنظر لما في أيدي الناس، واحذري وهم الكمال الذي تتصورين الشيخ عليه، ليس الشيخ مع كلّ فضله وتقدّمه رجلاً كاملاً لا يخطئ و يعيش في بيته وبين أهله وأولاده بثباتٍ بذاتِ الشخصية الذي رأيت في الدرس منه..
إنه بشرٌ ككل البشر، يجتهد ويحاول، وفيه بالتأكيد نقاط ضعف وعيوب لا تعلمينها ولا يظهرها (ولا ينبغي أن يفعل)، نعم، أنت مبهورة الآن بعلمه وقدراته وأمثلته العملية وصدقه وأسلوبه وفصاحته ووقاره وذكائه وتوازنه بين العلم والعمل والحياة الأسرية..
لكن اهدئي، ارجعي للواقع، فكري في انتفاعكِ أنتِ مما تتعلمين وتسمعين، كيف يمكنكِ أنتِ أن تعملي بالعلم وتتلقي بخلقه، تذكّري أن هذا الانبهار فيه كثيرٌ من المبالغات والتعميمات التي لا يمكن أن تصح، وتذكري مَن أنت ومن هو ولماذا تسمعين منه، ادعي الله لنفسك بالثبات وتجنيب الفتن، ومن ثم انظري واصدقي..
هل متابعتك لهذا المعلم تفسد قلبك؟ (أنت الحكم في ذلك)
هل عندك استعداد لمتابعة غيره إن قدّم ذات العلم؟
هل تجدين قلبك منشغلاً بشخصه دوناً عن علمه؟
هل تجدين عندكِ تعلّقاً بشخص هذا المعلم؟
إن كان الجواب نعم، فلا بأس، ارحمي نفسك، تذكري أنك أيضاً بشر وإن كنت طالبة علم، وهذا امتحان من الله لكِ..
ابدئي بمتابعة المحاضرات صوتياً فقط، وانظري لحال قلبك وفكرك.. ( الأصل غض البصر حتى عن مقاطع العلماء، لكن المحاضرات الصوتية معينٌ على ذلك وقهر للشيطان فيه)
إن وجدتِ الإشكال ما زال حاضراً فابحثي عن معلمٍ غيره يقدم ذات المواد واسمعيها منه، واستمري بجهاد نفسك، واعزمي على الصبر والتزام الدعاء ومنع الفكر والقلب من أي استرسال في الخواطر والأوهام، وكلما صعب الأمر عليكِ استحضري أجر الصبر العظيم، وتذكري أنه ابتلاء اختارك ربك العظيم له، وهو بفضله سيعافيكِ منه حين يشاء..
إن كنت عازبة فاسألي الله الزوج الصالح، وإن كنت متزوجة فاجتهدي لتكوني الزوجة الصالحة لزوجك، واطلبي العلم الذي يعظّم هذا الدور في نفسك ويعينك عليه، وادعي الله أن يصلح زوجك لك..
وختاماً اعلمي أنه ليس من واجب زوجك ولا والدك أن يكونوا طلّاب علم، ليس عليهم أن يكونوا طلّاباً للشيخ الذي تستمعين له، ليس عليهم التشبه بسجية الشيخ أو طبعه طالما أنهم قائمون بما عليهم ومؤدون لحق الله ويعلمون ما لا يسعهم جهله، فانظري للخير فيهم، انظري لنعمة الله عليكِ بما رزقك في ظروفك ومجتمعك وشخصيتك وقدراتك، واعلمي أن دروس العلم ومجالسه ذاتها قد تحتوي الفتنة وتؤدي إليها..
والشيطان لم ييأس منكِ..

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. مراقبة القلب والنيات مهم جدا لكننا نغفل عنه، نسأل الله الهداية.
    المرجو التنبه إلى أن من آداب الكتابة البداءة بالبسملة والحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الأقل الاقتصار على البسملة.
    ذكره الشيخ صالح العصيمي حفظه الله.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M