تعليق د. رشيد نافع على ندوة الحريات الفردية المزمع عقدها بالدار البيضاء

17 يونيو 2018 15:15
فيديو.. خطبة بعنوان: "فيروس كورونا في ميزان الشريعة" - الشيخ رشيد نافع

هوية بريس – د. رشيد نافع

المستقرئ للتاريخ عموما والناظر فيه بإنصاف يدرك حقيقة لامناص عنها أن الفساد الأخلاقي موجود في كل عصر من العصور التي خلت.. بل كان في الماضي وسيكون في الحاضر وسيبقى إلى قيام الساعة، مادام الخير والشر موجودين ومتدافعين، لكن الخير في أمتنا والحمدلله باق إلى يوم القيامة.
ولكم أن تعلموا أن أي ضربة نتلقاها هنا وهناك من خلال بعض الجولات في أي مجال من المجالات، تزيد من يقين الناس أن التمسك بتعاليم شرعنا الحنيف والأخذ بجميع أطرافه هو سبيل النجاة ودرب النجاح ومسلك الفلاح.
بعد أيام قلائل يدشن أرباب الفوضى الأخلاقية، وهدم القيم السامية، ومحو «الحياء» من معاني اللغة؛ ندوة شعارها الحريات الفردية، ولاريب أنه عنوان فضفاض ومطاط لكن محاوره فصلت في نوع من الحريات التي ينظر لها منظموها، وما قيمة حضارة لاتقوم على القيم والمثل العليا؟
المبدعون الجدد عادوا بحلة بالية تفوح من روائح الخزي والهزيمة الأدبية من خلال حملة لواء نشر الانحلال والهبوط الأخلاقى، وسفالة الفن وعبثية الأفكار وكل هذا في نظر المخربين للأخلاق يعتبر إبداعا متميزا مادام يطرح أدبياته بشكل علني ومنظم بل ومرخص، وعندما يرفض المجتمع المغربي المسلم وبشكل عفوي وتلقائي سفالتهم ويراها كارثة مصادمة للقيم الأخلاقية وعادات وتقاليد مملكتنا المغربية، يخرج علينا أبواق الهم والغم والاشمئزاز والاستفزاز من الذين نصبوا أنفسهم رواد الفكر والفن والأدب، ممتعضين وموجهين سهام نقدهم السام كعادتهم في التشكي “ضربني وبكى وسبقني وشكى”، لكل من يدافع عن القيم، والأخلاق السامية، وينعتونهم بأوصاف ويلقبونهم بألقاب أضحت مفضوحة لكل منصف راشد سياسيا وفنيا وأخلاقيا، بينما هم لم يفطموا بعد من رضاع أفكار تخلى عنها مبتكروها بعدما حصدوا منها التفكك الأسري وأخواته، وأفضل “مبدعينا” مازال في طور المراهقة الفكرية المحدودة.
فلاغرابة إذن لأننا أصبحنا نعيش زمن النخاسة بكل تفاصيل الإنحلال الأخلاقي، والسير عكس اتجاه القيم والأخلاق والأدب والفن الهادف والعادات، يقودها الشواذ فكريا، والمفلسون أخلاقيا تحت عنوان عريض «الإبداع» في الفن والأدب والسياسة، وغيرها من المجالات
والمبدعون الجدد يعلمون سلفا أنه ما قامت الحضارات بداية وازدهرت لاحقا في الأرض عبر السنين إلا لأنها رفعت شعار الفضيلة والعدل، ورفع الظلم عن الفقير والمساواة بين الناس، ولكم أن تروا كيف حققت الأمم أهدافها بتمسكها ومناداتها الدائمة بالعدالة؟
كنت أتمنى أن تعقد ندوات في وطننا المغرب بل في عرضه وطوله يتحدث فيها “المبدعون الجدد” عن التقدم الصناعي والتقني عموماً، وطرق امتلاك التكنولوجيا، وإنشاء مقاولات تحتوي جموع الشباب، و… لكن مع الأسف كل جهدهم منْصَب على محاربة قيم المجتمع، والعمل على نسفها، وإغراق فكر المسلم وحشوه بثقافة الاستهلاك والتقليد الأعمى.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M