توضيح بخصوص اتخاذ الدولة إجراء إغلاق المساجد بسبب كورونا

18 مارس 2020 20:45

هوبة بريس – ذ. عبد الرحمن كريشة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الهدى ونبي الرحمة، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إلى من استشكل بعض الإجراءات التي قامت بها الدولة – حرسها الله- أقول مستعينا بالله:
اعلم علمني الله وإياك العلم النافع، ووفقني وإياك للعمل الصالح، أن الشريعة جاءت لتحقيق مقصدين عظيمين، هما: جلب المصالح ودرء –دفع- المفاسد؛ ومن أنواع جلب المصالح: حفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ الأمن…. وحفظ النفس يكون بأمرين اثنين: التحلية والتخلية؛ التحلية بكل أمر مشروع، مباح، صالح ونافع… يزيد النفس قوة وصلاحا، والتخلية عن كل ما يضر ويؤذي….، ونظرا لما تعيشه بلادنا خاصة وبلدان العالم عامة من آثار هذا الوباء-فيروس كورونا-، نسأل الله تعالى أن يدفعه عنا ويرفعه، وجب على كل مسلم يؤمن بالله واليوم والآخر، ويرعى مصالح النفس والبلد، أن يستجيب لتعاليم الدولة –وفقها الله- من لزوم البيت إلا لضرورة، اتقاء لما يمكن أن يصيب العبد من الأذى والضرر، أو يلحق ذلك بغيره، ولو أدى ذلك لترك الجماعة والجمعة. وإذا كانت الشريعة قد رخصت في ترك الجماعة لشدة المطر، وأمرت المؤذن أن ينادي في الناس : “صلوا في رحالكم ” لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، فهذا في المطر الشديد والبرد الشديد وغيرهما، فما بالك إذا كان خروج المسلم يؤدي إلى ضرره أو إلحاق الضرر بغيره. ومن القواعد المقررة شرعا، قاعدة: “لا ضرر ولا ضرار” ، فالحرج والحمد لله مرفوع، في مثل هذه الحال، بل إن أجر العبد يبقى ثابتا لمن كان مواظبا على صلاة الجماعة من قبل؛ فالعبد إذا كان له عمل يعمله، فسافر أو مرض فإن الله يجري عليه ذلك الأجر بسبب العذر الذي حل به، ومما ينبغي الالتزام والتقيد به –رعاية للمصالح ودفعا للمفاسد- اجتناب التجمعات في الأماكن العامة والخاصة، إلا فيما دعت إليه الضرورة أو الحاجة، ومن يتَوَقَّ الشر يوقَه، إلى غير ذلك من التعاليم التي ينبغي أن يتقيد بها المسلم من نظافة واحتراز، وهذا من الأسباب التي أمرنا بالأخذ بها شرعا، وهي من تمام التوكل على الله، دون الاعتماد على الأسباب، ونسيان مسبب الأسباب، وأعظم الأسباب: اللجأ إلى الله تعالى بقراءة الأذكار والأدعية النبوية المباركة، وقراءة القرآن والمحافظة على الصلوات، والتزود بقيام الليل، والإقبال على الله بفعل الطاعات واجتناب المنهيات، مما يكون سببا في جلب الخير ودفع الشر، فالعبد أن ينبغي له أن يلزم عتبة العبودية على أي حال كان، في الصحة والسقم، والعافية والبلاء، والشغل والفراغ…..
وفقني الله وإياكم لما فيه خير الدنيا والآخرة، ووقانا الله وإياكم الفتن، وأعاذنا وإياكم من البلاء، ودفع عنا الغلاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M