“توقعات العام الجديد 2022”.. حكم الشرع في العرافة والتطلع لعلم الغيب

26 ديسمبر 2021 20:41

هوية بريس – عابد عبد المنعم

مع اقتراب رأس السنة الميلادية يكثر الحديث عن تنبؤات المستقبل وما سيقع سنة 2022، وفي هذا الصدد برزت عدة أسماء على المستوى الدولي من مثل العراف الهنغاري لاجوس باب، والمحتال جيمس هيدريك، الذي اعترف لاحقا بأن جلساته الروحانية الخارقة كانت حيلا تعلمها في السجن، حسب ما أشار موقع “ذا كونفرزيشن”.

وتنويرا للرأي العام كشف الدكتور يوسف فاوزي، أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير، أن من أصول عقيدة المسلم أن المسائل الغيبية لا يمكن الخوض فيها؛ فهي غيب مجهول لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ قال سبحانه: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلَّا ٱللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)؛ وبين سبحانه وتعالى أن للغيب مفاتح لا يعلمها غيره؛ فقال: (وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍۢ فِى ظُلُمَٰتِ ٱلْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍۢ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ).

ولذلك كان ادعاء معرفة علم الغيب كبيرة من كبائر الذنوب؛ وهذا الادعاء هو الذي يمارسه الدجاجلة الكذبة أو ما يسمى بالعرَّاف وهو الذي يدعي معرفة علم الغيب بالإخبار عن الأمور المستقبلية؛ أو المنجِّم الذي يدعي معرفة الحوادث في المستقبل عن طريق النظر في أبراج النجوم؛ فكل هذا وما يشابهه يدخل في الشرك بالله في ربوبيته وألوهيته؛ لأن معرفة علم الغيب من اختصاص الله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه غيره.

وكشف الخبير الشرعي في تصريح لهوية بريس أنه لا يجوز سؤال هؤلاء الكذبة ولو بنية المزاح؛ فهذه الأمور لا يقبل فيها المزاح بعقيدة الإسلام؛ قال سبحانه في شأن المنافقين لما استهزؤوا بالله ورسوله مزاحا: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة: 65-66].

وشدد الدكتور يوسف “ليعلم أولئك الذين يقصدون هؤلاء الكذبة لسؤالهم عن الأمور المستقبلية حجم الوعيد المترتب على هذا الأمر؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ). رواه أبو داود.

ووختم أستاذ مادة الشريعة تعليقه على هذا الموضوع بأن “أدعياء علم الغيب اليوم استغلوا وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لسلب أموال الناس بالباطل؛ وفي رأس كل سنة ميلادية يدعون معرفة حوادث السنة الجديدة؛ وكل هذا كذب ودجل لا يجوز للمسلم الموحد أن يصدقه أو أن يستمع له للوعيد الشديد فيه؛ كما يجب على العلماء والخطباء والوعاظ والدعاة وطلبة العلم بيان خطورة هذا الأمر للعوام وتحذيرهم منه”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M