ثلث الزيادة العالمية الأخيرة من غاز الميثان مصدرها أفريقيا

17 ديسمبر 2019 21:54
ثلث الزيادة العالمية الأخيرة من غاز الميثان مصدرها أفريقيا

هوية بريس – وكالات

نشرت دراسة حديثة في الدورية التي يصدرها الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض (EGU) باسم “آتموسفيريك كيمستري آند فيزيكس”، في 11 ديسمبر 2019، تشير إلى أن حوالي ثلث الزيادة العالمية من غاز الميثان في الغلاف الجوي التي لوحظت في الفترة ما بين 2010-2016 قد نشأت في المناطق المدارية بأفريقيا.

بيانات الأقمار الاصطناعية

كانت تركيزات غاز الميثان الذي يعد أحد الغازات الدفيئة والأقوى بنحو 28 مرة من ثاني أكسيد الكربون، قد ارتفعت بشكل مطرد في الغلاف الجوي للأرض منذ عام 2007.

ورغم أن العديد من التفسيرات المحتملة للزيادة في انبعاثات الميثان كانت تشمل المناطق الاستوائية، فإنه بسبب عدم وجود بيانات إقليمية لم يتمكن العلماء من تحديد المصدر.

يقول مارك لونت، عالم الغلاف الجوي بجامعة إدنبرة والمؤلف الرئيسي للدراسة “أحد الاقتراحات لاستمرار ارتفاع الميثان في الغلاف الجوي، استنادا إلى البيانات الأرضية، كان زيادة المصادر الاستوائية”.

وللحصول على نتائج هذه الدراسة، استخدم لونت والمؤلفون المشاركون معه، بيانات استرجعوها من القمر الاصطناعي الياباني “غوسات” لرصد الغازات الدفيئة، لدراسة الاتجاهات السنوية والموسمية في أفريقيا بين خطي العرض 26 درجة شمالا و26 درجة جنوبا.

يقول لونت “هناك القليل من الدراسات التي ركزت بالتفصيل على أفريقيا، وذلك أساسا لعدم وجود الكثير من البيانات الخاصة بانبعاث غاز الميثان في الغلاف الجوي هناك.. واستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية يعطي منظورا فريدا للقارة الأفريقية، والتي لم تكن لتصبح متاحة لولا ذلك”.

 استخدم الباحثون القمر الاصطناعي غوسات للحصول على نتائج هذه الدراسة (يوريك ألرت)
استخدم الباحثون القمر الاصطناعي غوسات للحصول على نتائج هذه الدراسة (يوريك ألرت)

قياس انبعاثات الميثان

استخدمت الدراسات السابقة التي اهتمت بتقديرات انبعاثات الميثان في أفريقيا نماذج عالمية، صممت لقياس تغييرات الانبعاثات على النطاقات القارية.

أما لونت وزملاؤه ومن خلال التركيز بشكل حصري على جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، فقد تمكنوا من إدارة نموذج إقليمي يمتاز بدقة أعلى بكثير من النموذج العالمي. سمح هذا الاختلاف للباحثين بالتركيز على التغييرات التي تحدث في كل بلد على حدة، مما يتيح مستوى من التفاصيل لم يكن من الممكن تحقيقه من قبل.

تشير النتائج إلى أن حوالي ثلث الزيادة العالمية من الميثان في الغلاف الجوي التي لوحظت في الفترة ما بين 2010-2016 تنشأ في المناطق المدارية في أفريقيا، وقد جاء معظمها من شرق أفريقيا، بما في ذلك زيادة واضحة على المدى القصير في الانبعاثات من مستنقعات “السد”، وهي واحدة من أكبر الأراضي الرطبة في العالم، الواقعة جنوب السودان.

ويعود سبب تسميتها بالسد بسبب الحاجز الطبيعي الضخم من النباتات والمسطحات الخضراء التي تشكل المنطقة، وهي تغطي مساحة تقارب 30 ألف كيلومتر مربع في مواسم الجفاف، وتصل إلى مساحة 130 ألف كيلومتر مربع في مواسم الأمطار.

يقول لونت “يبرز بحثنا أهمية أفريقيا، والأراضي الرطبة، من حيث مساهماتها في زيادة الميثان العالمية”. ولكن، كما يقول، من المهم أيضا ملاحظة أن فترة الدراسة لا تعود إلا إلى عام 2010، وهو العام الذي أصبح فيه القمر الاصطناعي غوسات متاحا.

 خريطة للمنطقة التي أخذت نموذجا في هذه الدراسة (يوريك ألرت)
خريطة للمنطقة التي أخذت نموذجا في هذه الدراسة (يوريك ألرت)

ويضيف لونت “استنادا إلى هذا العمل، لا يمكننا قول أي شيء حول بدء زيادة نسبة الميثان في عام 2007، ولا يمكن للفريق أيضا تحديد سبب الزيادة الإضافية في انبعاثات الميثان التي لاحظوها في شرق أفريقيا، إذ من المحتمل أن تكون الزراعة أو أراض رطبة أخرى مشتبها فيها، لكننا بحاجة إلى مزيد من الأدلة لإثبات ذلك”.

ووفقا لقائد فريق البحث، فإنه يمكن استخدام نتائج الدراسة لتحسين نماذج دراسة الأراضي الرطبة، وتحديد الأماكن التي يجب أن تجري فيها حملات ميدانية مكثفة لتحديد الأسباب الأساسية لانبعاثات الميثان المدارية، وفي النهاية تساعدنا في فهم مناخ الأرض في المستقبل.

يقول لونت “من أجل فهم كيف يمكن أن يتغير الميثان في المستقبل، من الضروري أن نتمكن من شرح التغييرات بشكل كاف في الحاضر والماضي القريب، ومثل هذه الدراسات يمكن أن تساعد في تضييق قائمة التفسيرات المحتملة، ونأمل في تحسين قدراتنا التنبئية للمستقبل”.

المصدر: موقع الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M