جريدة “تغتصب” مهنة الصحافة وتحكم على فقيه “الزميج” قبل القضاء

23 سبتمبر 2020 12:57

هوية بريس – نبيل غزال

إذا كانت بعض المنابر الإعلامية رمزا للمهنية والشرف.. فتوجد منابر أخرى تمثل رمزا للاسترزاق والعهر الصحافي.. وهي المنابر المصنفة عند النزهاء ضمن صحافة التشهير، تتبنى خطَّ تحرير يعتمد الكذب ونشر الشائعات.. والتحريض ضد شخصيات عمومية وعلمية.. وبث الحقد والكراهية في المجتمع..

ومن هذه المنابر موقع “الزنقة 20” الذي خصص بالأمس مادة إعلامية هاجم فيها جريدة “هوية بريس” واتهمها بالتشدد والدفاع عن البيدوفيليا و”نقل شهادات مشكوك في صحتها حول براءة مزعومة للمتهم الرئيس في جرائم اغتصاب وافتضاض بكارة طفلات بكُتاب قرآني.. رغم الاعتراف الصريح باقترافه جرائم ضد الطفولة، في محاضر رسمية”.

وتوضيحا للرأي العام نؤكد أن الموضوع وما فيه أن قضية فقيه قرية الزميج المتهم باغتصاب 6 فتيات قاصرات، اختارت بعض المنابر الإعلامية أن تتبنى في مقاربتها دور القاضي لا الإعلامي، فنقلت للرأي العام رواية واحدة حول الموضوع، ودفعت بقوة في اتجاه إدانة الفقيه، ومن تم إدانة كل مدرري ومحفظي القرآن الكريم في الكتاتيب ودور القرآن، لدرجة أن بعض المعتوهين ادعى أن اغتصاب الطفولة في الكتاتيب مطبع معه ومسكوت عنه!

أما منبر “هوية بريس” فاختار طريقا آخر في مقاربة الموضوع، فلم يسبق القضاء بالنطق على المتهم بالحكم، وجلى للرأي العام الرواية الأخرى التي أخفتها بعض المنابر، ومنها “الزنقة 20″، حيث خرج كثير من أهل قرية الزميج، نساء ورجالا وأطفالا، في شريط فيديو، وأكدوا للرأي العام أن هذا الفقيه اتهم ظلما وزورا، وأن الإمام منذ 5 سنوات لم يدرس الفتيات كما أن المساجد كانت مغلقة طيلة فترة الحجر الصحي، وأن الحملة ضده سببها تصفية حسابات فقط.

فالشهادات والتصريحات التي أدلى بها عشرات من أهل قرية الزميج، ونقلتها عدد من المنابر الإعلامية غير “هوية بريس”، كلها بالنسبة للزنقة 20 “شهادات مشكوك في صحتها حول براءة مزعومة للمتهم الرئيس في جرائم اغتصاب وافتضاض بكارة طفلات بكُتاب قرآني”!

أما بخصوص اعتراف الفقيه بالمنسوب إليه، فإلى حدود كتابة هذه الكلمات لم يصدر أي بلاغ رسمي يثبت ذلك، والمنابر التي تنقل الخبر تنسبه لمصادرها وجهات غير معلومة!

المثير فيما نشره موقع الزنقة المذكور وجعله عنوانا لمادته على صفحته الرئيسية، هو أن ذات منشور “هوية بريس” “كتب على صفحته بالفيسبوك مهاجماً المغاربة الغاضبين من جرائم الفقيه الذي تبين أنه من جماعة السلفيين المتشددين، حيث وصف المنشور المغاربة بمرضى القلوب”.

وهذا لا وجود له إطلاقا لا في جريدة “هوية بريس” ولا على صفحتها بالفيسبوك، حيث صور موقع الزنقة رأيا شخصيا لأحد نشطاء الفيسبوك ونسبه، بعينين جاحظتين وجبهة عريضة وصفاقة مدهشة لموقع “هوية بريس”، وهذا من أقبح أنواع الافتراء والكذب، الذي قد يجر صاحبه للمثول أمام القضاء.

منشور هوية بريس:

منشور الزنقة 20 المزور والمنسوب لهوية بريس:

طبعا، نحن في الجريدة لن نجر زملاء المهنة إلى ردهات المحاكم، فيكفيهم القضايا المرفوعة ضدهم بسبب الكذب والافتراء ونشر الأخبار الزائفة، لكن نرجو منهم أن يراجعوا معلوماتهم الخاطئة حول هذا المنبر، يرفعوا المستوى قليلا، ويرقوا بأنفسهم عن النزول إلى هذه المستنقعات الآسنة، حتى لا يصدق عليهم قول الفيلسوف الألماني فريديريك نيتشه، الذي يحبونه كثيرا، “المنحطون في حاجة إلى الكذب لأنه أحد شروط بقائهم”.

أما بالنسبة لمحفظ القرآن فالواجب شرعا وقانونا أن يتوقف الإنسان عن الحكم عليه حتى يحكم القضاء، فإن ثبت الجرم عليه، فلا نتوانى في المطالبة بأقصى العقوبات المنصوص عليها، والتي تطالب ذات المنابر بإلغائها، والاكتفاء بسجن المجرمين الذين اعتدوا على عرض وحياة الأطفال الأبرياء، الأمر الذي يُظهر مدى تناقضهم وعبثهم الذي هو الطابع العام الذي تتميز به موضوعاتهم، والقضايا التي يفتعلونها، فهم لا يهمهم المغتصبات ولا الاغتصاب، فغرضهم النيل من الكتاتيب والفقهاء ومعلمي القرآن الكريم، يريدون استئصالهم من الأرض، ولو كانوا نزهاء لا تنظرون حتى يحكم القضاء، فإن ثبت الجرم على المتهم طالبوا بأقسى وأقصى العقوبات في حقه، لكنهم فضلوا انتهاك قرينة البراءة مع استغلال القضية في تصفية حساباتهم مع الإسلام والفقهاء والمنابر الإعلامية النزيهة؛ ويكفي هذا السلوك من هذه الجريدة ليطيح بكل ما تبقى من مصداقية لديها.

فبسلوكها الشنيع والتي تدمن عليه في أغلب نشاطها الذي تسميه صحافة، تكون هذه الجريدة تُمارس الاغتصاب، تغتصب حق المتهمين في سرية البحث وحماية حقهم في البراءة حتى يدينهم القضاء، كما أنها تغتصب حق النزهاء في التعبير عن قناعاتهم في قضايا تشغل الرأي العام.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. نعم فالأصل البراءة حتى يتبين الأمر بالأدلة الشرعية.

    بالمناسبة حسب ما يبدو لي فالمسجد “أحمد بن عجيبة” و الله أعلم قد يكون تابعا لزاوية صوفية. فلو ثبت الأمر (و هذا لم يحدث بعد) فالمعني بالإمر ليس سلفيا بل ربما ينبغي يوم وزارة الأوقاف التي تدعم التصوف

  2. ليس هدف هؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر فقيها سلفيا كان أو تلفيا،بل هدفهم هو تهميش و إبعاد الناس عن الشريعة الإسلامية بضرب رموزها كالمسجد و العالم و الفقيه…

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M