جريمة “خاشقجي”.. إعادة لترتيب الأحداث كما رصدتها “ن.تايمز”

18 نوفمبر 2018 09:27
واشنطن بوست: بعد عام على رحيله ثبت أن خاشقجي كان على حق
هوية بريس – الأناضول

– الصحيفة الأمريكية في تقرير مصور نشرته السبت بعد أيام من صدور أحدث الروايات السعودية الرسمية بشأن قتل الصحفي الراحل في قنصلية الرياض بإسطنبول
– تم اختيار أعضاء فريق عملية قتل جمال خاشقجي بعناية من الحكومة السعودية، بعضهم لديه علاقات مباشرة بولي العهد، بحسب الصحيفة
– داخل القنصلية كان هنالك ما أسمته الصحيفة “جاسوسًا سعوديًا” يعمل تحت غطاء دبلوماسي؛ وهو “أحمد المزيني”، والذي توجه إلى المملكة في اليوم الذي زار فيه خاشقجي القنصلية أول مرة
– صباح الثلاثاء (يوم الجريمة 2 أكتوبر الماضي)، عاد خاشقجي إلى إسطنبول من رحلة إلى لندن ليزور القنصلية للمرة الثانية، والأخيرة، إذ لم يخرج منها حيًا
– بعد 9 أيام، أرسلت الرياض فريقًا آخر إلى إسطنبول، قالت إنه مكلف بالتحقيق، بينما ترى تركيا أنه جاء للتغطية على الجريمة
– تغيرت الرواية السعودية منذ ذلك الحين عدة مرات، كان أحدثها إعلان النيابة، الخميس الماضي، أن من أمر بالقتل هو “رئيس فريق التفاوض معه” دون ذكر اسمه، وأن جثة المجني عليه تم تقطيعها من قبل المباشرين للقتل (دون تسميتهم)، وإخراجها، دون تحديد مصيرها

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت، تقريرًا مصورًا يعيد بناء تسلسل الأحداث في قضية قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر الماضي.

يأتي نشر التقرير، الذي حمل عنوان “كيف تكشفت جريمة السعودية الوحشية”، بعد أيام من إصدار الرياض أحدث رواياتها لأحداث الجريمة، وتوجيه النيابة السعودية تهمًا رسمية إلى 11 شخصًا، والمطالبة بإعدام 5 منهم، لتورطهم المباشر في مقتل خاشقجي.

وفي 8 دقائق، أعادت الصحيفة التذكير بأهم الأحداث التي تم الكشف عنها يومًا بعد آخر، وصولًا إلى يوم 2 أكتوبر، اليوم الذي وصل فيه 15 شخصًا إلى إسطنبول لـ”اصطياد هدفهم”؛ والتطورات اللاحقة، وصولًا إلى الرواية الرسمية الأخيرة، مشيرة أن الصحفي السعودي كان من أبرز منتقدي ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان.

الأحداث لحظة بلحظة..

ـ تم اختيار أعضاء فريق عملية قتل جمال خاشقجي بعناية من الحكومة السعودية، بعضهم لديه علاقات مباشرة بولي العهد.

ـ في 28 سبتمبر الماضي ذهب خاشقجي وخطيبته “خديجة جنكيز” إلى مكتب إجراء معاملات الزواج بإسطنبول، حيث طلب منه إحضار وثائق رسمية.

ـ توجه الراحل في اليوم نفسه إلى قنصلية الرياض للحصول على الوثائق، غير أنهم طلبوا منه المجئ بعد أسبوع.

ـ داخل القنصلية هنالك ما أسمته الصحيفة “جاسوسًا سعوديًا” يعمل تحت غطاء دبلوماسي؛ وهو “أحمد المزيني”.

ـ سافر “المزيني” في اليوم نفسه، 28 سبتمبر، إلى الرياض، لإعداد خطة انتظار خاشقجي بعد عودته مجددًا إلى القنصلية.

عشية الجريمة..

ـ قبل اختفاء خاشقجي بـ12 ساعة، عاد “المزيني” إلى إسطنبول من الرياض، فيما جاء فريق مكون من 3 أشخاص على متن رحلة تجارية تعتقد “نيويورك تايمز” أنها انطلقت من القاهرة.

ـ كان من بين الفريق الثلاثي اثنان من عناصر الأمن السعودي، سبق لهما الظهور رفقة ولي العهد محمد بن سلمان في جولات خارجية رسمية.

ـ عند الثالثة والنصف فجر يوم الجريمة، وصلت طائرة ثانية على متنها 9 أشحاص، يستخدمها بانتظام مسؤولون في حكومة المملكة.

ـ من بين أعضاء الفريق الثاني أشخاص لعبوا أدوارًا محورية في مقتل خاشقجي، وهم “صلاح الطبيقي”، الخبير في تشريح الجثث بوزارة الداخلية، و”مصطفى المدني”، وهو مهندس يشبه الضحية إلى حدما، وأخيرا “ماهر مطرب”؛ قائد العملية، الذي تربطه علاقة مباشرة بولي العهد، بالنظر إلى تاريخه الوظيفي في الحرس الملكي.

يوم الجريمة

– صباح الثلاثاء (يوم الجريمة 2 أكتوبر الماضي)، عاد خاشقجي إلى إسطنبول من رحلة إلى لندن.

ـ نزل أعضاء الفريقين السعوديين في فندقين يسهل الوصول منهما إلى القنصلية.

– غادر ماهر مطرب الفندق قبل 3 ساعات من وصول خاشقجي إلى مقر القنصلية، ولم يكن بقية أعضاء الفريق بعيدين عنه.

ـ مطرب كان أول من وصلوا إلى القنصلية، التي تبعد دقائق سيرًا على الأقدام من الفندق.

ـ بعد وصول “قائد فريق الاغتيال” إلى القنصلة، تبعه كل من خبير التشريح “الطبيقي”، و”شبيه” خاشقجي، “المدني”.

ـ بالتزامن، خرجت سيارة دبلوماسة من موقف القنصلية، وتركت مكانها لسيارة نقل خفيف من طراز “فان”، قيل أنه تم استخدامها لنقل جثة خاشقجي.

ـ أظهرت مقاطع مصورة حصلت عليها “نيويورك تايمز” أنّ موقف سيارات القنصلية كان مغطىً بالكامل، بحيث لا يمكن رؤية أي نشاط للسيارة “الفان” المشار إليها.

ـ عند الواحدة والنصف ظهر يوم 2 أكتوبر، وصل جمال خاشقجي إلى القنصلية وخطيبته، ثم سلمها هاتفه النقال، قبل أن يدخل.

ـ في الداخل، أُخذ الضحية إلى مكتب القنصل العام “محمد العتيبي”، في الدور الثاني، بينما ينتظر “فريق القتل” في غرفة مجاورة.

ـ وفق نيويورك تايمز، تعرض خاشقجي سريعًا للهجوم بعد وصوله إلى مكتب القنصل.

ـ تم جر خاشقجي إلى غرفة أخرى، وقتله في غضون دقائق ثم قام “الطبيقي” (خبير التشريح) بتقطيع أوصاله، بينما كان يستمع الى الموسيقى.

ـ بعد ذلك، أجرى مطرب مكالمة هاتفية مع شخص يفوقه في التدرج الوظيفي، جاء فيها: “قل لرئيسك إن المهمة أنجزت”.

بعد الجريمة البشعة..

ـ في الخارج، خرجت سيارة النقل الخفيف من المدخل الجانبي للقنصلية، في الوقت الذي قام فيه الفريق بإزالة آثارهم.

ـ بينما كانت خطيبة خاشقجي تنتظره، خرج شخصان من البوابة الخلفية، يرتدى أحدهما ملابس خاشقجي.

ـ ارتدى “المدني” ملابس الراحل ذاتها، إلا أنه لم يبدل حذاءه الرياضي الذي دخل به القنصلية رفقة فريق الاغتيال، كما أظهر صور كاميرات المراقبة.

ـ في غضون دقيقتين، انتقلت السيارة الفان دقيقتين من مقر القنصلية إلى منزل القنصل، حيث دار نقاش لبضع دقائق مع شخص كان يقف على رصيف منزل القنصل، إلى أن دخلت السيارة بعد ذلك موقف المنزل، وتم إخفائها عن الأنظار.

ـ بعد 3 ساعات من اختفاء خاشقجي، قام شبيهه “المدني” باستقلال سيارة أجرة والذهاب إلى منظقة سياحية شهيرة بإسطنبول، حيث استبدل ملابس خاشقجي بأخرى تعود له.

ـ في الأثناء، وصل مسؤولون سعوديون آخرون عبر رحلة طيران أخرى قادمة من الرياض، وأمضوا 5 ساعات فقط في إسطنبول.

ـ لم يتم التأكد من الأماكن التي زارها هؤلاء المسؤولون، وهم ثلاثة أشخاص.

ـ بعد 4 ساعات من اختفاء خاشقجي، غادر مطرب منزل القنصل، وتوجه لمغادرة الفندق برفقة أعضاء الفريق الآخرين.

ـ أحمد المزيني، الذي وصفته نيويورك تايمز بـ”الجاسوس” ذهب الى المطار أيضًا، لكن بشكل منفصل.

ـ ظلت خطيبة خاشقجي تنتظره خارج مبنى السفارة حتى منتصف الليل.

الأيام اللاحقة..

– بعد 9 أيام، أرسلت الرياض فريقًا آخر إلى إسطنبول، قالت إنه مكلف بالتحقيق، بينما ترى تركيا أنه جاء للتغطية على الجريمة.

ـ كان ضمن الفريق الأخير “خالد الزهراني”، الخبير في مجال السموم، والكيميائي “أحمد الجنابي”، وحسب “نيويورك تايمز” فإن صلة تربطهما بفريق قتل خاشقجي.

تغيرت الرواية السعودية منذ ذلك الحين عدة مرات، كان أحدثها إعلان النيابة، الخميس الماضي، أن من أمر بالقتل هو “رئيس فريق التفاوض معه” دون ذكر اسمه، وأن جثة المجني عليه تم تقطيعها من قبل المباشرين للقتل (دون تسميتهم)، وإخراجها، دون تحديد مصيرها.

إلا أن إعلان النيابة العامة الأخير يتناقض مع ما تؤكده وسائل إعلام عالمية بأن من أصدر أمر قتل خاشقجي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه.

واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية “غير مرضية”، وقال: “يجب الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين، وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M