حتى ينام السياح بأمان

08 أغسطس 2017 22:03
مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء يتحول إلى "الأخضر" عبر اعتماد مقاربة جديدة لترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة

هوية بريس – لطيفة أسير

كثيرٌ منّا قرأ مقولة شهيرة لرئيسة الحكومة الصهيونية (كولدا مائير) حين حدثوها عن النبوءة الصّادقة التي يؤمن بها المسلمون مِنْ أن حربا حاسمة ستقع رحاها بين المسلمين واليهود وستكون الغلبة يومها للمسلمين، فأجابت بثقة جواباً يغفل عن حقيقته الكثير من المسلمين “لن يتحقق ذلك إلا إذا كان عدد المصلين في صلاة الفجر كصلاة الجمعة”.

فالمسجد (الترمومتر) الذي يقيس به خصومنا درجة يقظة الأمة وغفلتها، وهو في الفجر أشدّ دقة، لأن صلاة الفجر كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أشد صلاة على المنافقين، إذْ تحرمهم متعة النوم والاسترخاء الكاذب.

 فحين ترى المساجد مكتظة بروادها في وقت الفجر، فاعلم أن الأمة قد قامت من سُباتها، وأن الفُرُش الوتيرة أو الحقيرة ما عادت تُغريها، وأن هَدْأَة الليل ما عادت تُطربُها إلا تراتيل الفجر، وتهليلات العابدين.

حين ترى المساجد مكتظة بعُمَّارها في وقت الفجر فاعلم أن النفاق قد فارق القلوب، فما عادت تستثقل القيام للصلاة ليلا، وما عادت تصغي للوسواس الخناس.

عَجبي كيف يفطن أعداؤنا لهذه الحقيقة ونغفل نحن عنها! ويْكَأنّه عُمِّي على عقولنا وطُمس على قلوبنا فما عدنا نميز الصالح من الطالح، ولا ما يصلحنا مما يفسدنا!

في الوقت الذي تهفو فيه النفوس لهذه الأوبة، وتتعلق الآمال بهذه الصحوة تُبَاغِتُك بعض الجهات ببلدنا الحبيب، بقرارات غريبة ومطالب عجيبة، كأنْ ينادي برلماني تحت قبّته بضبط مكبرات الصوت  بالمساجد وتخفيضها الى الحدّ الأدنى أثناء التهليل وأذان صلاة الفجر، وعدم إسماع أداء صلاة الصبح خارج المساجد بمكبرات الصوت، والعلة كفّ الأذى عن السكان وعدم إزعاج السيّاح!!

أليس موجعا أن نقرأ أنّ صوت الأذان صار يزعج المسلمين؟ أليس أليما أن يدّعي بعض المسلمين أن أصوات التهليل والتكبير -التي تحفز المؤمنين للاستيقاظ وعمارة المساجد- تقلق راحة المرضى والمسنين؟!

الكثير منا فرضت عليه نوائب الدهر وحوادثه المرور بعلل وأمراض، فهل كان صوت الأذان يزعجنا وقتها؟ و هل يحتاج المؤمن في مثل هذه الظروف إلا إلى مولاه كي ينزّل عليه رحمته ويرفع عنه بَلْواه؟ وهل هناك وقت أفضل من وقت السحر ووقت الفجر لاغتنام فرص الإجابة والإقبال على الله بنفس خالية من جلَبة النهار وإكراهاته؟

ألم يقسم ربّنا بالفجر لعِظم هذه الصلاة ﴿والفجر وليالٍ عشر﴾؟

ألا تتنزل ملائكة الرحمن في هذه الأوقات المباركة لتشهد عبادات الصالحين؟

ألم يدْع حبيبنا المصطفى بالمباركة لأمته في هذه الأوقات فقال “اللهم بارك لأمتي في بكورها“؟  -رواه الترمذي-.

أليس في شهود صلاة الفجر ثواب عظيم كما بلّغنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “من صلّى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له أجر حجة وعمرة: تامة، تامة، تامة” رواه الترمذي.

فالطبيعي في دولة مسلمة أن تنْبري مؤسسة دينية تقوم على رعاية شؤون المسلمين فتضع وسائل لتحفيز المسلمين لشهود الفجر، لا أن تبارك رُقادهم وتثمّن انزعاج مَنْ آمنت أفواههم ولم تؤمن قلوبهم!

نعلم يقينا أن الكثير من المسلمين للأسف يضيعون صلاة الفجر، ومنهم من لا يصليها حتى تطلع الشمس، ومنهم من لا يصليها أبدا، لكن أن تُصدِر مؤسسة دينية في بلد مسلم بياناً كهذا الذي صدر فهذا يعتبر وصمة عارٍ في جبين ذاك البلد!

ليذهب السياح إلى الجحيم طالما مآذننا تزعجهم!!

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. الاستاذة اسير اقرأ لك في غير موضع واحسب هنا انك زللت وربطت الموضوع بالسياح.
    علما ان التهليل الذي يبدأ بعد الثانية صباحا ويستمر بين مسجد وآخر الى طلوع الفجر. ليس اذانا وليس من الصلاة في شيء واذا كان له داع في الماضي فقد انتفى في الحاضر بوجود بدائل.
    وليس الاذان فكل صوت مكبر كان عرسا او سهرة او غيره فهو مزعج للمرضى وللاطفال وللبشرية يكفي اذان الفجر في حينه.
    هذا دون ان نتطرق لقواعد الاذان التي يجهلها جل المؤذنين .
    ومن كانت له ايديولوجية او هدف آخر فالله حسيبه

  2. الها الفاضلة،من قال ان التهليل والتكبير قبل اذان الفجرمن اعمال الصلاة؟ أليس حريا ان يتعلم الموءذنون قواعد الاذان وكيفية أداءه بشكل يرغب الناس للمشي في الظلمات للمساجد؟ نريد ان يعلو صوت الاذان خمس مرات في الْيَوْمَ والليلة في المغرب وفِي كل البلاد الاسلامية بشكله الصحيح اقتداء بتعاليم الحبيب المصطفى واتباعا لسنته صلى الله عليه وسلم

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M