حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 29 يناير..

30 يناير 2022 02:19

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

ذكرى ميلاد محمد عبد السلام العالم الفيزيائي صاحب نوبل

في مثل هذا اليوم، 29 يناير من عام 1926، ولد محمد عبد السلام، عالم الفيزياء الباكستاني المسلم والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1979، لعمله في مجال نظرية القوة الكهربائية الضعيفة بالمشاركة مع ستيفن واينبرغ وشلدون غلاشو. ويعد عبد السلام أول مسلم يفوز بجائزة نوبل في العلوم.
وفاز الباكستاني محمد عبد السلام بجائزة نوبل للفيزياء، لنظريته التي تنص على توحيد قوتين رئيسيتين في الكون، والتي مهدت لاكتشاف “بوزون هيغز” عام 2012، الجسيم الذي يعتقد أنه المسؤول عن اكتساب المادة كتلتها، وكان من المفترض أن يكون فوزه لحظة تاريخية، باعتباره أول مسلم يفوز بجائزة نوبل للعلوم، إلا أنّ بلده لم يعتبره كذلك!
وولد عبد السلام في مدينة يهانغ الباكستانية، وكان يعامل على أنه إنسان متفوق من قبل والده، لدرجة أنه أعفي من الأعمال المنزلية للتفرغ لدراسة الرياضيات التي كان يجيدها بطريقة مذهلة، وكانت المرة الأولى التي يرى فيها إنارة كهربائية هي عندما غادر مدينته ليدرس في جامعة حكومية في لاهور، وهناك حصل على منحة دراسية في جامعة كامبريدج البريطانية، حيث أنهى دراسة الدكتوراه قبل العودة إلى لاهور ليعمل بروفيسورًا في الرياضيات.
غادر عبد السلام باكستان إلى كامبريدج عام 1953، ثم انتقل إلى لندن حيث ساهم في إنشاء قسم الفيزياء النظرية بكلية “إمبريال”، وعلى الرغم من رفض بلده له، إلا أنه استمر في المشاركة بأبرز المشاريع العلمية في البلاد، حيث أسس برنامج الفضاء الباكستاني عام 1961، وشارك، بشكل مثير للجدل، في محاولات الباكستان صناعة سلاح نووي خلال أوائل سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتراجع ويعلن أنه ضد الأسلحة النووية بعد صدور قانون عام 1994 ضد الأحمديين.
عاش عبد السلام حياته مشغولاً بالعوائق التي تقف أمام تقدم العالم الثالث في العلم والتعليم، وكان يرى أن الفجوة الكبيرة بين الدول الصناعية الكبرى والنامية لن تضيق إلا إذا استطاعت الدول النامية أن تحكم نفسها في مستقبلها العلمي والتكنولوجي، وأن ذلك لن يتحقق من خلال استيراد التكنولوجيا من الخارج، بل من خلال تدريب نخبة من العلماء المتميزين والزج بهم في مجالات العلم المختلفة، وقد سجل رؤيته عن الحاجة الملحة للعلوم والتكنولوجيا في العالم الثالث في كتابة “المثاليات والحقائق “. ولم يتأخر في مد يد العون لشباب العلماء من العالم الثالث، وصرف جزء من أمواله لمساعدتهم.
كان إنشاؤه للمركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا بإيطاليا عام 1964 انعكاسا لفكره ومبدئه؛ حيث كان هدف المركز الأول هو إيجاد مكان للفيزيائيين الشبان من العالم الثالث؛ لاستكمال أبحاثهم، وقد استمر مديرا له حتى عام 1994، حيث كان منارة للعمل الدؤوب والطموح العالي.
وجاء في كلمة له في إحدى المحاضرات أُلقيت في الكويت عام 1981حول (نهضة العلوم في البلاد العربية):
“إن العلم ضروري لما يزودنا به من فهم بما وراء هذا العالم الذي نعيش فيه وإدراك المقاصد الإلهية. إنه ضروري لما يمكن أن تقدمه لنا مكتشفاته من منافع مادية. وأخيرا، ولأنه كونيٌّ، فهو وسيلة للتعاون بين كل بني البشر، وبالذات بين العرب والأمم الإسلامية. إننا مدينون للعلم العالمي.. ينبغي أن نسدد ديننا بكل احترام للذات. ومع ذلك فإن المشروع العلمي لا يمكن أن يزدهر من دون مساهمتكم الشخصية كما كان الحال في القرون الماضية للإسلام. إن المعدل العالمي بنسبة من واحد إلى اثنين بالمائة من الدخل القومي الإجمالي يعني إنفاق أربعة بلايين دولار سنويا من العرب، ومثلها من الدول الإسلامية.. على البحث العلمي والتطور، ويُنفق عُشر هذا المبلغ على العلوم البحتة. إننا بحاجة إلى قاعدة علمية في بلادنا، يديرها علماء، ومراكز علمية دولية بالجامعات أو خارج الجامعات.. تنال الدعم السخي والضمان والاستمرارية.. للرجال والأفكار. لا تَدَعوا أحداً يسجل علينا في المستقبل أن العلماء في القرن الخامس عشر الهجري كانوا هناك، ولكن العجز كان وجود أمراء يسهمون في سبيل العلم بسخاء”.
توفي عبد السلام ودفن في قريته التي ولد فيها، وهي قرية جهانج مسقط رأسه بمقاطعة لاهور، بعد صراع طويل مع المرض في 21 نونبر عام 1996.

أحداث أخرى وقعت في 29 يناير

803 – مقتل جعفر بن يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد، في النكبة المعروفة بـ”نكبة البرامكة” الذين كانوا يتولون شؤون الدولة في مطلع الخلافة العباسية، حيث عزلهم هارون الرشيد من مناصبهم، وقتل بعضهم بسبب اتهامهم بأسباب متعددة ذكرها المؤرخون، منها استبدادهم بالأمر دون هارون الرشيد، ومنها اتهامهم بالزندقة.
1834 – الجيش الروسي ينسحب من رومانيا بعد 5 سنوات ونصف من الاحتلال، وكانت رومانيا تتبع في تلك الفترة الدولة العثمانية، لكن الروس احتلوها أثناء حربهم مع العثمانيين عام 1828.
1942 – الألمان يستولون على مدينة بنغازي الليبية أثناء الحرب العالمية الثانية.
1952 – إقالة حكومة مصطفى النحاس باشا بعد حريق القاهرة الكبير.
1956 – استلمت السلطة في فرنسا حكومة غي موليه وعينت الجنرال جورج كاترو وزيرا لشؤون الجزائر. وكان كاترو معروفاً بدهائه ودبلوماسيته في تسيير أمور المستعمرات الفرنسية، الأمر الذي تجلى في المغرب. إلا أن المتطرفين من المستوطنين الفرنسيين لم يعجبهم ذلك، لأنهم يفضلون سبل القسوة والعنف. وبنتيجة نشاطاتهم نحي الجنرال كاترو من منصبه.
1958 – وقعت أول اتفاقية سوفييتية مصرية للتعاون الاقتصادي والفني. نصت الاتفاقية على تقديم مساعدات سوفيتية الى مصر في بناء أكثر من مائة مشروع، بما فيها مجمع الحديد والصلب في حلوان ومصنع المضادات الحيوية ومصفاتان للنفط وترسانة بحرية لبناء السفن في الإسكندرية. وساقت الاتفاقية الدليل على أن مصر المستقلة يمكنها ألا تخشى الحصار الاقتصادي من جانب الدول الغربية.
1963 – الافتتاح الرسمي لأول مجلس شعب كويتي (مجلس الأمة).
1986 – المقاتلات “الإسرائيلية” تقصف ثلاث قواعد صواريخ تابعة للفدائيين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
1991 – حرب الخليج: معركة الخفجي، أول وأفدح اشتباك بري كبير في الحرب، تبدأ.
2004 – تبادل أسرى بين “إسرائيل” وحزب الله، بوساطة ألمانية (أرنست اورلاو، رئيس المخابرات، فرانك-فالتر شتاينماير، وزير الخارجية وبرند شميدباور، وزير البيئة).
2006 – مجلس الأمة الكويتي يبايع بالإجماع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرًا للكويت، والشيخ صباح يؤدي اليمين الدستورية أمام المجلس.
2009 – رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ينسحب من جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا بعد مناقشة مع الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز حول الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة ودفاع الرئيس “الإسرائيلي” عنه وقوله عما سيفعله إردوغان لو أن الصواريخ أطلقت على إسطنبول كل ليلة.
2009 – المحكمة الدستورية العليا في مصر تحكم بأن الأشخاص الذين لا يعتنقون واحداً من الديانات الثلاثة المعترف بها من قبل الحكومة، في حين لا يسمح بإدراج أي ديانة أخرى عدا تلك الديانات الثلاثة، لا زالوا مؤهلين للحصول على بطاقات هوية حكومية.
2011 – الرئيس المصري محمد حسني مبارك يعين رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان نائبًا للرئيس، ويكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل الحكومة خلفًا لرئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف وذلك بعد خمسة أيام من اندلاع ثورة 25 يناير.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M