حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 24 فبراير..

25 فبراير 2022 01:47

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

ذكرى مولد الرحالة ابن بطوطة

هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي نسبة إلى قبيلة لواتة من الأمازيغ. ولد في طنجة بالمغرب الأقصى في 24 فبراير عام 1304، في أسرة عريقة في العلوم الدينية، تولّى بعض رجالها القضاء الشرعي، فدرس العلوم الدينية وتفقه فيها، وتعلم الأدب ودرس اللغة الفارسية. وكان أبوه يجهزه لتولي منصب قاضي قبيلته، غير أنه وعندما بلغ من العمر السنة الحادية والعشرين، هجر منطقته نحو حج بيت الله، ولم يعد المغرب بعدها إلا بعد 24 سنة. فيما أصبح أشهر رحالة وجغرافي عرفه التاريخ، وقطع عبر رحلاته مسافة 121 ألف كيلومتر.
بعد الحجة الأولى انطلق ابن بطوطة سائحاً في بلاد العالم المعمور في ذلك الحين، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وآسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، كما وصل إلى الهند والصين وجاوة وبخارى وبلاد التتر…
وبدأ ابن بطوطة رحلته الأولى التي استمرت من 1325-1349م عن طريق شمالي إفريقيا، فاجتاز تلمسان وتونس وطرابلس ووصل مصر العليا واتجه نحو أعالي النيل ليعبر البحر الأحمر إلى جدة، ولكنه اضطر إلى العودة إلى القاهرة بسبب قتال كان يدور في تلك المنطقة بين المماليك وأهل البجّة، ثم تابع رحلته عن طريق بلاد الشام مما أتاح له التعرف أكثر على هذه البلاد، ومن دمشق اتجه نحو مكة سنة 1326، فأدى مناسك الحج، ومن مكة رحل إلى العراق وزار بلاد العجم وكانت عاصمتها تبريز، ثم رجع إلى بغداد وزار سامراء والموصل، ثم عاد إلى الحجاز وجاور في مكة ثلاث سنوات.
بعد ذلك قصد اليمن وزار عدن ثم توجه نحو إفريقية الشرقية وعاد منها إلى جزيرة العرب فزار عُمان وهُرمز والبحرين والأحساء، ومن هناك عاد إلى الحجاز. ثم ترك مكة واستأنف رحلاته فزار مصر وسورية وآسيا الصغرى وبلاد القرم وبلاد الأوزبك، ثم توجه إلى القسطنطينية ومنها قصد خوارزم وبخارى وأفغانستان حتى وصل إلى الهند. وفي مدينة دهلي (دلهي) تولى القضاء، وذهب في سفارة للسلطان محمد الثاني بن تغلق سلطان دهلي إلى امبراطور الصين، فزار بعض جهات الصين ووقف على معالمها.
ثم قصد جزر مهل الذيب (مالديف) وزار البنغال وسومطرة، وفي المالديف تولى القضاء سنة ونصف ويقول ابن بطوطة عن هذه الرحلة: “وهذه الجزائر إحدى عجائب الدنيا، وهي نحو ألفي جزيرة، ويكون منها مئة فما دونها مجتمعات مستديرة كالحلقة، لها مدخل كالباب لا تدخل المراكب إلّا منه، وإذا وصل المركب إلى إحداها فلا بدّ له من دليل من أهلها يسير به إلى سائر الجزائر، وهي من التقارب بحيث تظهر رؤوس النخل التي بإحداها عند الخروج من الأخرى”..
عاد ابن بطوطة بعد ذلك إلى بلاد العرب عن طريق جزيرة سومطرة حيث حضر أعراس ولي عهد ملكها الملك الظاهر، ومنها توجه إلى ظَفار ثم إلى بغداد ومنها إلى دمشق فمصر، ثم توجه إلى مكة وأدى فريضة الحج، ثم عاد إلى مصر وركب البحر من الإسكندرية متوجهاً إلى تونس، فاجتمع بالسلطان أبي الحسن المريني الذي كان يحكم بلاد المغرب الكبير، ومنها ارتحل إلى سردينية ثم عبر البحر إلى المغرب ووصل إلى فاس.
بعد عام من إقامته في فاس عاوده الشوق إلى الرحيل فقام برحلته الثانية إلى مملكة غرناطة، ومرّ فيها بطنجة وسبتة وجبل طارق ومالقة فغرناطة، وحاول مقابلة السلطان أبي الحجاج يوسف من ملوك بني النصر ولكنه لم يوفق، والتقى في غرناطة لسان الدين بن الخطيب والكاتب ابن جزيّ الذي قام فيما بعد بكتابة رحلة ابن بطوطة حين استقر بمدينة فاس.
وفي فاس أخذ يهيئ نفسه لرحلة ثالثة، وكانت وجهتها هذه المرّة بلاد السودان الغربي في إفريقية، وقد زار في هذه الرحلة سجلماسة وزاغري ومالي ووصل إلى تمبكتو، وانتهى به المطاف في مدينة تكدّا، ومنها عاد إلى فاس بأمر السلطان أبي عنان، وكان ذلك سنة 1354م.
أقام ابن بطوطة بعد رحلاته الثلاث في حاشية الملك أبي عنان المَريني يحدّث الناس بما رآه من عجائب المشاهدات وما سمعه من غرائب الأخبار، فأجزل السلطان له العطاء ودعاه إلى إملاء ما شاهده على كاتبه ابن جزّي الكلبي. وقد سمى مجموعة أخباره: «تحفة النّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وهي تعرف اليوم برحلات ابن بطوطة. وبعد انتساخ الرحلة عينه سلطان المغرب قاضياً على إقليم مسار أوسع أقاليم المغرب، وظل هناك حتى وفاته.

أحداث أخرى وقعت في 24 فبراير

1834 – الجنرال دميشل يوقع، بدون نصيحة من الحكومة الفرنسية، معاهدة مع زعيم الأمازيغ عبد القادر، والتي تعترف بالأخير كأمير المؤمنين وأن له السيادة على بايليك وهران، باستثناء مدن وهران وأرزو ومستغانم.
1949 – توقيع اتفاقية الهدنة بين المملكة المصرية و”إسرائيل” في جزيرة رودس. وقد تلت في الشهور اللاحقة اتفاقيات بين “إسرائيل” وكل من لبنان والأردن وسوريا.
1955 – في بغداد، توقيع اتفاقية حلف بغداد بين العراق وتركيا. ولاحقاً انضمت إليها المملكة المتحدة وإيران وباكستان.
1980 – وصول سعد مرتضى أول سفير مصري في “إسرائيل” إلى تل أبيب وقدوم إلياهو بن اليسار أول سفير “إسرائيلي” في مصر إلى القاهرة
1982 – قام رئيس مجموعة أمناء جبل الهيكل، گرشون سلمون، باقتحام ساحة المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة والشعائر الدينية، بعد ان سمحت الشرطة “الإسرائيلية” لمجموعة من أعضاء الكنيست من حركة (هتحيا) العنصرية بالقيام بجولة في المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى خراب الهيكل وكانوا يعتزمون تأدية الصلاة لولا منعهم من قبل الحراس المسلمين. كما رفع الوفد البرلماني “الإسرائيلي” علم “إسرائيل” في ساحات الأقصى وهو يرددون النشيد الوطني “الإسرائيلي”.
1991 – حرب العراق: بدأت قوات الائتلاف هجومها الذي انتهى بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. وجاءت المساهمة الرئيسية في عملية التحرير من جانب قوات الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر وعمان وسورية وكذلك الوحدات الكويتية. وبعد معركة استمرت تسع ساعات تم اختراق الدفاعات العراقية المعززة بحقول الألغام. وحصل إنزال بحري تحت تغطية مدفعية من السفن، فبات واضحاً بعد عشر ساعات أخرى ان الجيش العراقي قد هزم نهائيا.
1999 – تم نشر معلومات تفصيلية عن خطة “اسرائيلية” جاهزة لإخلاء القدس من أهلها ولجعل المدينة المقدسة لليهود وحدهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M