خبراء: «التحالف الإسلامي» ضرورة لمنع روسيا وإيران من احتكار مكافحة «الإرهاب»

16 ديسمبر 2015 17:29
رؤساء أركان 14 دولة بالتحالف الدولي بما فيها المغرب يبحثون بالرياض الأحد رفع مستوى التنسيق

هوية بريس – متابعة

الأربعاء 16 دجنبر 2015

اتفق خبراء وباحثون سياسيون وعسكريون لبنانيون، أن “التحالف الإسلامي العسكري”، الذي أعلنت السعودية تشكيله، مساء الاثنين، لـ”مكافحة الإرهاب”، يمثل “ضرورة لمنع روسيا وإيران من احتكار مكافحة الإرهاب واستغلاله لخدمة أهدافهما”.

وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لوكالة “الأناضول”، إن “أهمية التحالف الجديد، بخلاف العمليات العسكرية التي سينفذها ضد الإرهاب، تكمن في أنه يمثل التيار الإسلامي المعتدل، الذي يتولى محاربة التطرف”.

وأصدرت 35 دولة، مساء الإثنين من العاصمة السعودية الرياض، بياناً مشتركاً أعلنت فيه تشكيل “تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب”، بقيادة السعودية.

وقررت الدول الموقعة على البيان، تأسيس مركز عمليات مشتركة مقره الرياض، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب.

والدول المشاركة في التحالف هي: السعودية، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن، أوغندا.

وقال مكرم رباح، الباحث في تاريخ العلاقات الدولية، إن “التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، يمثل أهمية كبيرة لأنه يعني التزاما واضحا من الدول المشاركة فيه، بالاقتصاص من الإرهاب أينما وجد”.

 وأضاف رباح أن “السبب الحقيقي لهذا الحلف هو منع دول معينة من احتكار محاربة الإرهاب، وتوجيه العمل العسكري لخدمة أهدافها كما يحصل في العمليات العسكرية الروسية في سوريا”، معتبراً أن “الإعلان عن التحالف يعني اقتراب العمل العسكري على الأرض في سوريا، والتحضير لإيجاد غطاء سياسي ودولي”.

وذكر أن “الإرهاب منتشر، ويشكل ظاهرة عالمية، لذا فإن هذا التحالف، سينتشر في أي بقعة جغرافية يتواجد فيها الإرهاب، وسيحرج من تطلق على نفسها صفة دول الممانعة (إيران وسوريا والعراق)”.

وقال: إن “عمل هذا التحالف في مناطق تواجد روسيا وإيران في سوريا، سيكون عبر رسم خطوط حمراء، وقواعد اشتباك وليس عبر غرف عمليات مشتركة فقط”.

ورأى رباح أن “الغموض بتعريف الإرهاب من قبل التحالف مقصود، وهو يحاكي الطريقة التي تعرف فيها روسيا الإرهاب من أجل أن يخدم ذلك المشروع السياسي لكل من تلك الأطراف المشاركة في الحلف”.

من جانبه، قال نديم شحادة، مدير “مركز فارس لدراسات شرق المتوسط” في كلية “فلتشر” في بوسطن الأميركية، إن “ما يميز هذا التحالف ليس الجانب العسكري فقط، بل لكونه يمثل ثورة من قبل التيار الإسلامي المعتدل العريض ضد التيار الراديكالي وهذا بحد ذاته أمر هام”.

وأضاف شحادة، أن “الراديكالية لا تعني تنظيم (داعش) و(القاعدة) فقط ولكنها تشمل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي شكلها”، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني “بدأ يتغلغل داخل التيار الشيعي المعتدل العريض، في حين ما تزال القاعدة وداعش تنظيمان هامشيان في التيار السني”.

وحذّر من أن “استمرار القتال بين الحرس الثوري، وداعش يجعل الجانبان ينتصران على التيار العريض غير الراديكالي لدى كل من الشيعة والسنة”.

وشدد على ضرورة أن يواجه التحالف “الراديكاليين” لدى “السنة” و”الشيعة” معا، وقال “لا يجب أن يكون هذا التحالف سنيا فقط، بل من الضروري أن يعمل على محاربة الراديكاليين السنة والشيعة”.

وفي ما يتعلق بساحات المواجهات العسكرية المحتملة المترتبة على التحالف الجديد، أضاف أن “هناك مواجهة بالواسطة على الأرض حيث يدعم السعوديون بعض المجموعات المسلحة في سوريا، بينما المواجهة المباشرة تنحصر في اليمن حاليا (…)، صحيح أن السعوديين يهددون دائما أنهم سيتدخلون في سوريا لكنهم في الحقيقة غير قادرين على ذلك”.

وتابع “لا أتوقع أن يبقى الوضع على ما هو عليه بل سيتضمن مواجهة عسكرية مع روسيا تحديدا وهو أمر لا يمكن لتركيا القيام به حتى في ظل دعم حلف شمال الأطلسي لها”.

وشدد في الوقت نفسه، على أن الأهم في هذا التحالف ليس المواجهات العسكرية بل معركته “لإثبات الاعتدال الإسلامي”.

وقال شحادة، إن “هناك بالفعل العديد من الطائرات الحربية فوق سوريا والعراق، ولا يمكن لهذا التحالف أن يضيف إلى هذه الحملة العسكرية الجوية، لكنه سيكون حقق إنجازا عظيما إذا استطاع أن يوصل رسالة للعالم بأن هناك تيارا عاما إسلاميا معتدلا يقاتل الإرهاب”.

وأفاد أن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فاشل لأنه يقاتل (داعش)، بالشراكة مع الحرس الثوري وأحيانا قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهذا لا يفعل شيئا سوى أنه يقوي المتطرفين لذلك لا بد من القتال باسم التيار العام المعتدل على كل الجهات ولذلك يجب ألا يكون تحالفا سنيا فقط”.

من جهته، رأى العميد المتقاعد هشام جابر، الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة (غير حكومي)، أن “هذا التحالف لن يؤدي إلى تطور دراماتيكي على الأرض لكنه يشكل خروجا من الحلقة المفرغة من الصراعات بالنسبة للمملكة العربية السعودية”.

وقال جابر إن “ما دفع الرياض إلى إنشاء التحالف هو شعورها بأن مرحلة جديدة ستبدأ بعد الحل السياسي في اليمن وأن الحل السياسي في سوريا قيد التحضير”.

وشدد على أن للسعودية “دور هام وحين تعلن عن قيادتها لتحالف من 35 دولة، خصوصا مع إمكاناتها المالية والسياسية والميدانية والترسانة العسكرية التي تملكها فهذا يعني الكثير في مجال مكافحة الارهاب”.

لكن جابر أكد على أن الدور الأهم لهذا التحالف، هو مكافحة “التكفير والتطرف الذي يكاد ينتشر في كل بلاد العالم الإسلامي”.

ورأى جابر أن التحالف في الغالب سيكون “حبرا على ورق وستكون صبغته سياسية أكثر من كونها عسكرية”، لافتا إلى أن هناك “هشاشة” في هذا التحالف تتمثل بتشكله من دون تعريف واضح لـ”الارهاب”، وفقا للأناضول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M