خذ لتبلغ.. ولا تبلغ لتأخذ!

07 يوليو 2019 00:02
خذ لتبلغ.. ولا تبلغ لتأخذ!

هوية بريس – د. وديع بن عمر غوجان

يا من لبس عباءة الدعاة! خذ لتبلغ.. ولا تبلغ لتأخذ.
قال الإمام السهيلي: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إسْحَاقَ أن أبا بكر كان قَدْ أَعَدّ رَاحِلَتَيْنِ، فَقَدّمَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدَةً، وَهِيَ أَفَضْلُهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّي لَا أَرْكَبُ بَعِيرًا لَيْسَ لِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَك يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِالثّمَنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
بِالثّمَنِ يَا رَسُولَ اللهِ فَرَكِبَهَا، فَسُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ. لِمَ لَمْ يَقْبَلْهَا إلّا بِالثّمَنِ، وَقَدْ أَنْفَقَ أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهِ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فَقَبِلَ، وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السّلَامُ:
لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ أَمَنّ عَلَيّ فِي أَهْلٍ وَمَالٍ مِنْ أَبِي بَكْرٍ…إنّمَا ذَلِكَ لِتَكُونَ هِجْرَتُهُ إلَى اللهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ رَغْبَةً مِنْهُ عَلَيْهِ السّلَامُ فِي اسْتِكْمَالِ فَضْلِ الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ عَلَى أَتَمّ أَحْوَالِهِمَا، وَهُوَ قَوْلٌ حَسَنٌ.
وفيما ذكر الإمام السهيلي إرشاد وتوجيه للدعاة إلى الله تبارك وتعالى من حتمية الزهد وعدم التطلع لما بيد الناس.. والمتأمل في أحوال بعض من صار يلوك لسانه بشيء من الحق يلحظ خفة عقول بعضهم، وسوء فهمه إن أحسنا الظن به وأما سيء القصد فلا محل له من الإعراب في منشورنا هذا، فتصرفات بعضهم تشير إلى إيجابه وإلزامه لغيره الاعتناء به حلا وترحالا، فيستروح عن نفسه وأهله بأموال الناس، ويتاجر بإحراجهم، ونسي أو تغافل عن قول الله لنبيه صلى وسلم ربي عليه: (ويا قوم لا أسألكم عليه مالا).. ولعل هذا السلوك من أعظم أسباب وهن (الدعاة) وعدم تأثيرهم أو تأثرهم..
يا من لبس عباءة الدعوة: خذ لتبلغ..ولا تبلغ لتأخذ.
من بديع كلمات ذ. رضوان نافع حفظه الله قوله: الموفقون من الدعاة يحتسبون نفقاتهم كما يحتسبون كلماتهم..
و لا يجعلون الدعوة مهنة يأكلون منها بل واجبا يقومون به كما يؤدون صلواتهم وصيامهم..
وكأني بشمس الإسلام ابن القيم رحمه الله يجيب بعضهم بقوله: العاجز بماله لايعذر حتى يبذل جهده، ويتحقق عجزه، فإن الله سبحانه إنما نفى الحرج عن هؤلاء العاجزين بعد أن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فرجعوا يبكون لما فاتهم من الجهاد، فهذا العاجز الذي لا حرج عليه. انتهى قوله ولله دره.
ولست مستبعدا بعد هذا المنشور إقامة أحدهم بكلمة غنمية للاستدلال على نقيض ما ذكرنا تحت غطاء الشبح أبي مرة (إبليس) المسمى مصلحة الدعوة..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M