خطاب للمستقبل.. في سبيل وحدة عربية

06 ديسمبر 2022 10:14
اتحاد علماء المسلمين يدخل على خط توتر العلاقة بين المغرب والجزائر

هوية بريس- محمد زاوي

تأثرتُ بالغ التأثر وأنا أرى تصريحات عينة من أبناء الشعب الجزائري، يسألها المستجوِب في عز الأزمة بين البلدين، المغرب والجزائر، عن أي المنتخبين ستشجع: المغرب أم إسبانيا؟ فتجيب على الفور ودون تردد: “سنشجع المغرب (“المْرّوك” بلهجة الجزائريين)”.

عدد منهم علل هذا الموقف بكون المغاربة أشقاء للجزائريين في العروبة والإسلام، جيران لهم في الجغرافيا؛ وعدد منهم عبر بلهجة الجزائريين بقوله: “نشجعو المرّوك باش المغارْبة خاوْتنا”.

جرت مياه كثيرة في نهر العام الماضي، إلا أن هذه التصريحات ذات دلالات؛ فشعب كهذا وجب احترامه، كما وجب الاحتراز أثناء الحديث عن رموزه ومسؤوليه، والحرص على ممارسة النقد إذا لزم في حدود الاحترام ومراعاة العروبة وأخوة الشعبين.

شؤون السياسة محكومة بميزان القوى الدولي، خاضعة لمعادلات اقتصادية وجيوسياسية بعينها. ولا ثبات لواقع، وإنما هو تغير وتحول دائمان. قد يفرض واقعٌ ما خصومة سياسية مؤقتة بين إدارتي الدولتين، والعلاقة بين الشعبين يجب الحفاظ عليها كصمام أمان، كأفق لوطن عربي يسع الجميع.

من حق المغرب الدفاع عن حقوقه المشروعة في صحرائه، ومن واجب المغاربة دعم دولتهم في هذه القضية؛ وفي هذا كله وجب الحذر من عدونا الحقيقي: الاستعمار الغربي، وهدفه:

– توسيع الهوة ودائرة الخصومة بين إدارتي البلدين.
– تفكيك أواصر الربط بين الشعبين.
– عرقلة استئناف المغرب العربي لأشغاله ومهامه.
– استهداف الوحدة العربية بتفكيك تكتلاتها الداخلية (مجلس التعاون الخليجي، المغرب العربي).

ومما يجب الانتباه إليه هو التمييز بين التكتيك والاستراتيجيا؛ فأولئك الذي يهرولون إلى تبييض وجه بعض الحلفاء التكتيكيين ربما يتجاوزون بذلك سقف الدولة نفسها! على هؤلاء أن يعلموا ألّا بديل عن الاستراتيجية المغاربية، ثم العربية.

الذين يدعون إلى فصل المغرب عن مشرقه العربي، نطرح عليهم هذه الأسئلة:

– لماذا يحافظ المغرب على عضويته ومساهمته الفعالة في جامعة الدول العربية؟
– لماذا يحافظ على علاقته بدول الخليج؟
– لماذا يرأس لجنة القدس؟
– لماذا يسارع إلى مساعدة كل بلد عربي يحتاج المساعدة؟

… وغيرها من الأسئلة التي لا جواب عليها إلا اهتمام المغرب بعلاقته بالمشرق ورغبته في الحفاظ على هذه العلاقة.

في المغرب قبضة من الشرق، كما فيه قبضة من إفريقيا، وأخرى من احتكاكه بالغرب. ومن يغفل إحدى هذه الأتربة المتداخلة سيضل الطريق، وسيتحدث عن بلد آخر غير المغرب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M