خطوة في العمل الفرنسي بالمغرب 1915م (ج2)

31 مايو 2021 16:40
خطوة في العمل الفرنسي بالمغرب (1915م) (ج1)

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

الجزء الثاني من التقرير الذي خصص لاستعراض الحالة العسكرية والسياسية بالمغرب، في ضوء إقامة معرض الدار البيضاء الذي يتبين فيه أن مقاومة الغزو الفرنسي من قبل المغاربة لم يتوقف، بتوقف التوسع العسكري الفرنسي الذي وجه جل قواته للدفاع عن فرنسا في الحرب العالمية الأولى، وأن ما بقي منها في المغرب كانت يتم تحركها هنا وهناك بعد حلها وإعادة تشكيلها لت ظهر كأنها قوات كبيرة ومتنوعة، ناهيك عن استخدام فرسان القبايل الخاضعة وبرطيزة القياد المحلين في الصفوف الأولى لمواجهة المقومين لإرباكهم من جهة وتقليل الخسائر في الجنود النظامين الذين هم في الغالب من اللفيف الأجنبي والمعمرين والمتقاعدين من العسكريين الفرنسيين، وذلك لتثبيت التهدئة والحفاض على تم استعماره، معترفا بأن المقاومة متواصلة، على كل الجبهات، وأنها مشكلة من وحدات صغيرة تسمى جيش، هي عبارة عما صار يعرف لاحقا، بالكومندو، أو العصابات، تعمل خلف خطوط العدو وتهاجم دورياته، وتقطع الطريق على قوافله، وتغير على مراكزه ليلا، وتتسلح بما تستولي عليه في غارتها من سلاح وذخيرة، مما جعل قوات الغزو تعتمد سياسة الابتسامة، بذل البنادق والمدافع، والأعيان ورجال المخزن وقواته التي أعطتها صفة البوليس وتكليفه بحفظ الأمن والنظام، وقد فصل المقيم العام ليوطي ذلك في تجمع حاشد قبل المعرض ببلقصيري، مستخلصا أن فرنسا قوية وأنها ستعود بعد الحرب لتحاسب الكل على مواقفه منها أثناء الحرب.

الكلمات المفاتيح:

عبد المالك، غياتة، الريسولي، عبد الحفيظ، الشنكيطي، الحجامي، السي عبد السلام، بني زروال، جايا، عين الدفالي، عين وزيف، اسلاس، سيمون، لبرانص، حيرا أميس،

عياد الجراري، امربيه ربو، مهاريس، سيدي علي، تازروالت، جيش صغير،

نص التقرير:

الوضع العام في الشمال في 5 شتنبر 1915.

– لا يمكن اعتبار الخطر قد زال إلى الأبد، وأنه يمكننا الاعتماد على نجاحات الماضي، لنكون قادرين على الاستفادة، دون خوف من البشائر الإقتصادية للحاضر.

مهمتنا العسكرية بهذه الجبهة لم تنته بعد مادامت الحرب دائرة ضد الخطر الألماني المحدق بنا في أوربا، والتي نخصص لها كل طاقتنا، لقد كان التأثير الألماني الإسلامي واضحا، في ضهور العدوان على حدودنا الشمالية وتطويره ودفعه، إبان فصل الربيع، وتغدية مراكز العداء والدعاية ضدنا في المنطقة الإسبانية، وقد انتشرت تلك الحركة على جبهة طولها 200 كلم، منبئا بخطورة احتمال انتقال ذلك الحراك للجبهة البربرية، التي أعيد تهدئتها بعناء كبير، في فصل الشتاء الأخير.

جرى تبادل كامل للمراسلات والمبعوثين بين المنطقتين، وتم الإبلاغ عن الاجتماعات التي تعقد في كل مكان، وشهد الشهر الماضي على وجه الخصوص عودة الدعاية والعمل المناهض للفرنسيين، لاسيما في وقت عمليات ورغة، وتوجه عبد المالك لبلاد غياتة، وبفضل مراقبة نشيطة، تمكنا فيها من اعتراض عدد من مذكرات العصاة، ونشرات وجرائد مضادة لفرنسا، منتشرة في المنطقة الإسبانية، لكن بعضها كان بإمكانه التسلل لمنطقتنا، ولغاية الأطلس، حيث كانت تصل رسائل من الريسولي، وتصريحات من مولاي حفيظ نفسها، وصلت في الأوقات المتأخرة.

النجاح المعاد في ورغة من قبل الكولونيل سيمون، والمعاد لبلاد البرانس من قبل الكولونيل دوريجوان، سمح باستتباب الوضع وتحييد جزء من آثار هذه الدعاية المكثفة منذ قدوم عبد المالك عند غياتة.

هذا التحرر الذي حصل عليه عملاء المانيا بفضل المؤامرات والذهب، جاء في الواقع بعد فوات الأوان، كي يكون قادرا على إثارة الانتفاضة العامة، التي كان يتوقعها أعداؤنا،

فعبد المالك سبق أن أُعلم بظهوره في بني زروال، في بداية يونيو، في اللحظة التي كان كلون سيمون، يقوِّض هيْبة السي عبد السلام وكل المحرضين الألمان، بعملياته العنيفة في وسط الحَرْكات المفككة، التي ظهرت في البلاد الثائرة، باسم سلطان إسطنبول.

كان هناك قادة هائمون وفارون من أمام قواتنا المتحركة، بعدما تخلت عنهم مجموعاتهم التي لم تأتهم سوى بالوعود، وبعض النصائح وبقليل من المال الذي استخدموه للوصول لناحية تازا.

كان على عبد المالك للوصول إلى غياتة الاحتكاك بشمال بلاد لحياينة، التي عادت للخضوع بعد أيام من العصيان، ويقطع أيضا بلا شك، بلاد البرانص الخاضعة حديثا.

عندما وصل عبد المالك إلى غياتة، وصلت في نفس الوقت أخبار نجاحاتنا العظيمة في الغرب وورغة، فأمكن لمجموعة تازا المتنقلة العودة من بلاد اسلاس للتجول بقوة في الناحية، مما جعل القبائل التي كانت مصممة على حمل السلاح من قبل 15 يوما في حيرة من أمرها، منقسمة حول السلوك الواجب اتخاذه.

إن العمليات التي قادها الجنرال هنري منذ الربيع مكنت من احتلال مواقع سياسية وعسكرية صلبة ستسمح لنا بمقاومة أية عودة هجومية لاحقة للمؤامرات الألمانية.

في الشمال حصلنا على موطئ قدم على الضفة اليمنى من ورغة، يؤمن مركز اسلاس برأس كِسر ومنطقة مناورة تمتد تقريبا إلى المنطقة الإسبانية، في الشرق واستمرارا لتنفيذ برنامج الربيع، تم تمكين استقرارنا في لبرانص، وتطهير الضواحي الشمالية لتازا وتوسيع ممرها.

يجب علينا إقامة مركز في عين السبيت لحماية فعالة لبني سدان ؛في الجنوب بعد عمل قوة الجنرال دوبليسيس وبفضل نجاحاتنا في ورغة، تم تأكيد تقدمنا نحو كيكو بإنشاء المركز الثاني في الميس متقدما على مركز أنسُور الذي تقرر إقامته بالجنوب مستقلا بناحية فاس، هذا التقدم في منطقة فاس نحو الجنوب الشرقي سجل “تطبيقا لفكرة استراتيجية سياسية يتبعها الجنرال هنريس منذ توليه القيادة بمثابرة” وهي التحضير لتطويق يطو، غياتة، وجزر بني وراين المعادية.

لا يمكننا التفكير في ضعف وسائل مهاجمتنا جبهة غياتة، وحتى لو كانت موجودة فإن الوسائل التكتيكية المماثلة غير موصى به، ما عدا في حالات الطوارئ.

وعلاوة على ذلك فإن تواجد عبد المالك يشكل خطرا حقيقيا، لأنه لن يبق ساكنا بكل تأكيد، والضربات المختلفة التي قام به في غضون الشهر المنصرم بِبولَجراف على خط السكة الحديدية أو على بني سدان هي تأكيد على حركته.

وأيضا تهيِيئا لسقوط بلاد غياتة، ومن أجل الحصول على موقع جيد لصد هجماتهم،

وحماية خطوط اتصالنا، والبلاد الخاضعة لنا

لقد وجب الكشف عن مخطط إقامة مراكز متقدمة، في غياتة، وجنوب شرق تازا، وبولجراف، فإذا ما تحقت هذه الإنشاءات، فالمركز الذي سيقام في شرق عين السبيت والذي يليه “سيشكلان العناصر الأولى للكماشة، التي ستطلع بمتابعة ممهدات الإنجازات المستقبلية”.

هذا التقدم نحو الجنوب الشرقي مهم أيضا من الناحية الاقتصادية، لأنه سيفتح ممر إيناون الذي تعبر منه الطريق الوحيدة الموصلة عبر سبو لتازا.

من أجل إقامة طرق وخط سكة حديد سيسمح ببدء الدراسات على الفور، وإعداد المشاريع الأولية، أما بالنسبة لتهديد التنمية الذي يتهأ في الجنوب، فإن تقدمنا في كيكو من ناحية والتقدم الذي أحرزناه في واد زيز سيكون عمل الغد، صحيح أن إنجازه بطيء، ولكنه متواصل وممنهج، يحمل كثيرا من الثقة والراحة، في خضم الحرب الجارية بأوربا.

-3-

حوادث شهر غشت:

لم يتوقف الهدوء الذي خيم على المغرب طيلة شهر يوليوز بعد عمليات ورغة حيث استمر طيلة صيام شهر رمضان، والذي كان صياما مؤلما نتيجة الحرارة المفرطة، لذلك لم يسجل شهر غشت أي عمل حربي ضدنا.

تزامنت عودة الجنرال ليوطي من فرنسا مع نهاية شهر رمضان والاحتفال بالعيد الصغير الذي يختم شهر الصيام.

الجنرال حمل معه من باريس الضمانة بأن المغرب غزى الثقة العامة للحكومة والبلاد وأن المساعدة المالية والمعنوية التي يحتاجها لمتابعة بناء ارتباطه العالمي، وتطويره لن تعوزه قط، وكان هذا الضمان حافزا إضافيا للنشاط العام، الذي لم يتوقف منذ بداية الحرب، في جميع أرجاء المحمية.

بمناسبة العيد الصغير، استقبل السلطان الجنرال المقيم العام في استقبال رسمي،

حيث أعرب له عن ثقته في نجاح مهامه، كما استقبل في نفس اليوم القياد الذين جاؤوا بكثافة من جميع أنحاء المغرب، لتقديم الولاء لجلالته الشريفة، وتحدث لهم بالمناسبة عن ثقته فيهم، وحذرهم من الثقة بالدعاية الكاذبة المؤدية للفتنة.

قرب نهاية الشهر وقع اضطراب في الأمن جهة الشرق من قبل غياتة، الذين حاولوا تقديم بعض المساعدة، للحركة المهدوية في الجناح الجنوبي، في كل مكان آخر لوحظ تصاعد عمليات مجموعات جيوش كالمعتاد من كل سنة بعد انتهاء موسم الحصاد والدراس،

والذي تزامن هذا العام مع نهاية رمضان وتصاعد الدعاية المعادية لنا.

على الجبهة الشمالية:

خطوة في العمل الفرنسي بالغرب 1915م (ج2)

في البرانص: في بداية الشهر، واصلت المجموعة المتحركة لتازا استطلاعاتها في البلاد، مصحوبة بأعيان الفخذات الخاضعة بالمنطقة الغربية، أو بعض فخضات أوْرَبة التي كانت عاصية، وقبلت شروط الأمان.

في اليومين الأول والثاني تلقت مجموعتنا المتحركة طلقات نارية من بني بويَعْلا، التي تم تشتيتهم بسهولة، متكبدين بعض الخسائر، وبالنسبة لنا قتل لنا مخزني وجرح اصبايحيان بعد استعراض القوة هذا من قبلنا، ظهرت بعض علامات الاستسلام على بني بويعلا، وفي 4 دخلت المجموعة تازا دون حوادث، بعدما تبين لها أن الهدوء عم المنطقة التي تم تنظيمها، وأن حضور فقط مفرزة مركز باب لمروج، سيجدد إقامة ملائمة للحفاظ على جعل قوات المجموعة المتحركة لتازا جاهزة للتحرك نحو أية جبهة أخرى.

بالرغم من عودة الكولون، فإن مغراوة الخاضعة مؤخرا، بدأت في دفع الجزء الأول من غرامات الحرب، وبقي الأمن سائدا طوال الشهر، على الرغم من دعاية الشنكيطي والحماس الذي يبذله عبد المالك باجتهاد، دون أن يتمكن من الوصول لتوسيع نفوذه في جميع أنحاء البلاد.

بيد أن التجمعات المعادية لم تتوقف تجاه بومهيرز بتحريض من الشنكيطي، على تخوم المنطقة الإسبانية، مكونين من ثوار اغزاوة وامطالسا، وكل البرانص المتشددين.

ومع اقتراب نهاية الشهر تراجع الشنكيطي نحو الحسيمة، حيث التقى بحركة الريفيين في كَرْت، ووضعوا بدون شك مباشرة في علاقة مع رجال التجسس الألمان، بمركز مليلية.

عند غياتة:

ما تزال الريبة وعدم اليقين بشأن ما يجب فعله مع عبد المالك قائما، لأن أي حركة عامة شاملة، لم تتشكل بعد رمضان، للإتيان بهذا الثائر للتحريض.

سلسلة من الضربات خلفت لنا بعض الخسائر في 8 حوالي 200 من بني وراين وآيت سغروشن، حاولوا مداهمة قطيع لبني سدان الخاضعين، لم تشملهم بعد، تغطية مركز عين السبيت، تم إرجاعهم بسهولة من قبل فرسان القبيلة، يوم 11 سقط مشاهير بتازة في كمين نصبته غياتة في وقت تنصيبهم قتل بها اصبايحي.

يوم 14 قام بعض من غياتة الذين يعملون مع عبد المالك المتواجدين بأهل الواد، بمهاجمة مفرزة الحماية التي كانت تغطي يوميا، العاملين بإقامة الحريسة الكبرى الجنوبية لمركز باب مرزوقة، فتم رد الأعداء، وقتل لنا واحد وجرح أخران، يوم 15 كان الهجوم أكثر جدية، مجموعة مكونة من 400 رجل من بني وراين، وغياتة، أخبر بوجودهم جنوب مركز بولجراف، على خط السكة الحديدية تازا-امسون، القبطان روكفور، كمندار المركز مع تعزيزات توجه نحو مفرزة حماية الخط الحديدي، فاصطدم بمجموعة من 120 فرْدُ جيش، جاؤوا ليقدموا دعما للأعداء أثناء المعركة، أو عند صدهم، فقتل منا سرجان وواحد من اللفيف، وجرح لنا 9 آخرين، أما الأعداء فقد فقدوا 7قتلى و 13 جريحا، المفرزة أغيثت بسرعة، وتم تعزيز المركز بمفرزة من تازا، أجلت القتلى، ودفعت الأعداء للفرار، ولم يعاودوا بعدها الظهور.

لم يفتأ عبد المالك من وقت لآخر، عن التحريض، بشكل مضاعف أحيانا عند أهل الواد، وأخرى عند بني وجان، لكن لم ينجح في الوصول لتكوين حركة عامة شاملة.

عند لحياينة وعلى ورغة:

بني زروال العاصين لم يفتأوا في الضغط على الفخذات الخاضعة لنا، للدخول معهم في العصيان، بعد العمليات السابقة في المنطقة، هذه المحاولات بقيت عبثا لحد الآن، ولم يتوقف ضباط مخابراتنا بمركز اسلاس عن التنقل على الضفة اليمنى، مستقبلين باحترام من قبل القايد علي بن عبد السلام، والأعين الخاضعين مؤخرا، وزيارة الأسواق الرئيسية في جايا وبني ورياكل.

في هذا الجانب أيضا شكلت الدعاية المعادية في نهاية الشهر تصاعدا مهما، روكي تازروت الذي دعم في يونيو عمل الحجامي، وهذا الأخير نفسه بدأ يستعد لاستئناف نشاطه المعادي للفرنسيين في صنهاجة.

في الغرب:

بعد رمضان قامت عصابة من اللصوص بخداع مراقبة نقاطنا، ووجهوا بعض الضربات لاقتحام المنطقة الخاضعة لنا، لكنها بقيت حوادث محلية.

في الأسبوع الثاني من غشت، جماعة من 100 من زمور وعصاة من ارهونة وأهل اسريف العاصين، قدموا من المنطقة الإسبانية لمحاولة خطف قطعان دوار مَحَال-صَرْصَر على بعد 11كلم شرق عرباوة، هذا الجيش تم رده من قبل الأهالي أنفسهم، بيد أنه بقي مرابطا، مجتمعا، في عين امْشِيلُّو بارهونة، على بعد 2 كلم من العين، قرب مشرع سبو.

بعض الأفراد من اغزاوة، بواسطة بعض من سفيان الخاضعين، اتخذوا بعض الخطوات للخضوع، إلا أن أكثرية من بني مستارة واجبالا بقيت معادية.

بني مستارة في السهل، الذين يعيق التطبيق الصارم للحصار بشكل كبير معاملاتهم، والذين من مصلحتهم الحفاظ على علاقاتهم الطيبة مع الغرب، يوجدون في مواجهات تهديدية من قبل إخوانهم الجبليين، وبالتالي هناك قدر معين من عدم اليقين بشأن التحقق من نوايا سلوكهم في أي اتجاه.

في ظل الدعاية النشيطة لقاسم بن صلاح، القنصل النمساوي، وبن الجيلالي قائد الريسوني، عقدا اجتماعا في 24 غشت بوزان وبعد ذلك كان من المقرر اتخاذ قرار بشأن موضوع الهجوم على مراكز غلافنا، هذا الاجتماع لم يحدد مكان الهجوم، لكن مكان التجمع المعادي حدد في عين امْشِلُّو.

لكي نكون قادرين على مواجهة أي احتمال، تم تعزيز حامية عرباوة، والدَّمام، وعين الدفالي، بعدما كنا عززنا مجموعة عين وزيف، وتم إنشاء مركز جديد في ورغة، على الطريق الرابطة بين عين الدفالي ومركز ثلاثاء اشراكة لتفعيل الربط بين دائرة الغرب ودائرة ضواحي فاس.

الجبهة الجنوبية:

عند بني سدان: قام بنو وراين بضربات قليلة لمساعدة عبد المالك في نشاطه المعادي، وللتعامل مع الوضع في حينه، تحرك الكولونيل سيمون كمندار ناحية فاس في 25 نحو عين السبيت، مع كلون صغير مؤلف من ست سرايا موزعة كالتالي: فرقتي رشاشات، بطرية، أربع كوكبات فرسان.

يوم 26 و 27 تم توزيع دوريات استطلاع في الجزء الشرقي من بلاد بني سدان، بينت أن موقع عين السبيت لم تستطع إدارته مواجهة تهديدات بني وراين الخطيرة بفعالية، فتمت دراسة إمكانية إرجاعه بعض الشيء للشرق.

في 28 تم لقاء في مشتي بن عايشة مع مفرزة، قدمت من سوق أربعاء تيسة، في طريق العودة، هوجمت هذه المفرزة في قصبة بني استيتن، من قبل مجموعة مهمة مكونة من غياتة، وبني وراين، التي اختفت بعدما أدركت أن تحركها كان طائشا.

من جهته، دخل الكولونيل سيمون فاس دون حوادث

كل هذا الاضطراب الذي ظهر في جبهة غياتة، ببولجراف أو بني اسْتيتن، تستحق اهتماما كبيرا، الجنرال هنري حضر لتازا قصد تقييم الوضع في عين المكان، لاتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.

في كيكو وعلى جبهة بني امكيلد-زيان:

حاولت عناصر بعض الجيوش العمل خلف خطوطنا بعد رمضان، كانوا دائما ضد عمليات مجموعاتنا الفرنسية، وكومِنا، ومخزننا، وفرساننا القبايليين.

تم تكوين مجموعة استطلاع خفيف في 7 يوليوز من مجموعة فرنسية، ومخزن وكوم، وفرسان قبايليين، جابوا كل الأراضي الموجودة بين امريرت وتيكريرا، وأدروش.

ليلتقوا يوم 9 بالنقطة الأخيرة مع كوم أكوراي حيث قضوا ليالي 8-10 في الميدان دون تعرض لأدى من أي جيش.

في التاسع 9 من الشهر، قام مخزن أزرو بالتنسيق مع الذي في إفران، بتمشيط خَلاء أفخفاخ، حيث وجد بعض آثار جيش أبلغ بتواجده هناك، في نفس اليوم، فرسان لياز أخبروا بمطاردتهم بعض عناصر جيش، مر بالقرب من مركز هم، خلال الأسبوع الثالث نشاط عناصر قوة البوليس الخفيفة لم تتعثر ولو يوما واحدا.

في 20 جيش من زيان الذي نجح في خداع مراقبينا وتسلل وراء خطوطنا، هاجم في أدروش مركز مراقبة بني امطير، وجرح رجلين مجموعة أكوراي والمجموعة الفرنسية بِلِيَاز على الفور، تم تحذير مقاتلة كل البلد بدون نتيجة.

في 22 وصل الكولونيل لتامحضيت بدون حوادث، ولكيكو مع مجموعة يطو، وعاد منه يوم 24، كتيبة بلانديو بعدما أتمت إنجاز الطريق الجديدة بين أنسور والميس في كيكو تم إقامة مركز جديد يسهل الوصول منه ليطو دون حوادث، عبر الميس تيمحضيت.

هذه التحركات المختلفة للقوات التي تم نشرها في كل هذه الجبهة المتقدمة، من كيكو ولم تكلف إطلاق رصاصة واحدة، توضح مدى سرعة تقدمنا السياسي في هذا الجانب.

على جبهة اخنيفرة أو تادلا:

ما فتئ الهدوء مخيما في المنطقة، وكبار الرؤساء يتخبطون في المنافسات التي تؤخر تحركات كل مظاهرهم العدائية تجاهنا دائما في هذه الجهة على الرغم من التأثير الألماني المتغلغل في نفوس البربر والشلوح، لكنهم يظلون على أهبة الاستعداد في جبالهم، ولم يبد بعد عنهم أنهم قرروا التصرف مرة أخرى ضدنا، ومع ذلك إذا لم يتم ملاحظة أي عمل عدائي عام على جبهتهم، أو إذا تم الإبلاغ عن عدد قليل فقط من الجيوش المحليين، فيعني أن رؤساء البربر قد تحول اهتمامهم إلى الشمال، استجابة لطلبات عبد المالك، -التي لم تتوقف بلا شك-لدعمه ومساعدته بفعالية.

في الأسبوع الأخير من الشهر، تم الإبلاغ عن ثلاث اعتداءات تم رصدها في سيدي لَمين حيث قتل 4 أهالي خاضعين، وقتل كومي في اخنيفرة، في 22 على طول خط المشاهير :في تادلة فشل جيش مكون من 200 فارس من العصاة المنشقين في مهاجمة اولاد يوسف.

في ناحية مراكش:

ما برح الهدوء مخيما على الناحية، في أقصى الجنوب، المتمرد الصحراوي الهبة، الذي على ما يدو أنه تلقى تجهيزات حربية مهربة، وكلمة سر العمل الألماني، قدمت عبر جزر الكناريا والمنطقة الإسبانية لوادي الذهب (ريو دورو) قرر استئناف هجماته من جديد في نهاية الشهر الأخير، الحركة المهدوية بذلت مجهودات في غضون هذا الشهر، حتى أنها هددت من جديد تزنيت، إلا أنه بفضل الإجراءات المتخذة، تم توقيفها جزئيا.

الحاج حُماد إبن باشا تارودانت، بعد قيامه بجولة في اشتوكة، توجه لتزنيت مع عناصر من المخزن، ليدعم بحضوره تنصيب باشا المدينة الجديد، وجعل السكان يشعرون بالطمأنينة والأمن، ثم عاد لتارودانت تاركا جزء من المخزن المرافق له، مع قايد المخزن بجنوب تزنيت عياد الجراري لمراقبتها، ومع ذلك تحت ضغط امْرَبِّيه رَبُّو، شقيق الهبة حملت القبائل العربية في واد نون السلاح، وأرسلت متطوعين لحرْكة الهبةالمجتمعة بأسْرير، في نفس الوقت الذي واصل فيه حِيرة دعاية نشيطة بالشمال

في بدايةالشهر حوالي 200 فارس و200 مهاريس (قائدي جمال) كوَّنوا لأول مرة نَوات حرْكة بواد نون، لم تتوقف عن النمو لحد الآن،

سيدي علي إبن الشريف المسن بتازروالت انحاز للمتمردين العصاة، وتقدمت حرْكته إلى الشمال في منتصف الشهر، حيث وقعت أولى المناوشات في إرِير-ملُّول بين أنصار الهبة، وبرطيزة المخزن، بقيادة القايد عياد الجيراري، مما جعل المخزن يوجه كل قواته التي في تيزنيت، والتي مع حيدة أوميس باشا تارودانت، لدعم برطيزا المخزن، كما طلب من الطراد دوشايلا، التوجه للجنوب لدعم تلك القوات.

الكولونيل دولاموط كومندار الناحية أبحر على متن دوشايلا لموغادور، ومنها توجه يوم 24 لأغبالو مع القايد لاربولي، وإلى أكلو مع باشا تزنيت، لتنسيق مجموع العملية.

الطرَّاد تحرك نحو شواطئ المتمردين، حيث قصف دواوير واد سيدي بنور، للضغط عليهم، والحد من تحركهم ومشاركتهم، وكذلك تمَّ، فقد توقفت الحركة المعادية ليس تماما ولكن صارت محدودة، بعد القصف، وفي 23 تكبدت حرْكة العصاة خسائر كبيرة في الهجوم على أيت-بليم.

هوجم القايد عياد الجيراري في 24 من قبل قوات منتخبة بقيادة إيراع، وأجبر على التراجع مؤقتا لتالحينت، منتظرا التعزيزات من قبل باشا تزنيت، وبعد بضعة أيام من الهجوم حصل على نجاح باهر، ضد حرْكة الهبة التي يقودها الناجم الذي تعرض لخسارة كبيرة وألقي به خارج بلاده.

غادر حيدا أُمِّيس في 24 تارودانت، حيث وصل صحبة حرْكته إلى اشْتوكة، ليتسلم القيادة العامة للعمليات، على الرغم من سنه المتقدمة، بيد أن نجاحاته السابقة تضمن نجاعة العمل الذي سيطلع به وفعاليته، وعليه فمنذ الأيام الأولى من شهر شتنبر، كان لوحدات المخزن في منطقة تزنيت، وحرْكة تارودانت، العديد من الاشتباكات الناجحة مع عناصر الهبة.

في 2 شتنبر برطيزا القايد عياد من أيت جرار ردُّوا هجوما للعصاة وكبدوهم عدة خسائر، في 4و5 شتنبر حيدا أميس، وباشا تيزنيت، قاما بهجوم عنيف ضد تجمع أخبر به.

في جنوب تزنيت، على جانب غير بعيد من ساحل أكلو، كانت هذه الأعمال إلى جانب القصف المدفعي البحري للدواوير من قبل الطراد دوشايلا ناجحة للغاية، أسفرت عن طرد العدو من مواقعه، ومنعه من معاودة الهجوم مرة أخرى على قواتنا وحلفائها، وإبقاء قوات المخزن تراقب أحواز تزنيت.

والخلاصة أنه في 5 شتنبر وعند افتتاح معرض الدار البيضاء كان الوضع ثابتا في الشمال، وعلى كل جبهة البربر، وفي أقصى الجنوب، تحركات الهيبيين -نسبة للهبة- مع أنهم لم يوقفوا نهائيا، تم إبطاؤها بشدة لدرجة التوقف، لكن في كل الجبهات هناك أعراض واضحة للتحريض البليد، الذي يحاول عبد المالك خلقه في كل مكان، في نفس الوقت وبالتنسيق لمحاولة إعطاء رؤساء الحرْكات المعادية للجبهة الشمالية دعم برابر الأطلس المتشددين، والتعبير عن علامات منعها أكثر من الماضي لانتباهنا.

توقيع (A . F).

————————

مجلة “إفريقيا الفرنسية 1915” – ص:256.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M