خطيب الجمعة بكوناكري يخصص خطبته أمام الملك وألفا كوندي للتذكير بفضائل المساواة

24 فبراير 2017 18:25
الملك محمد السادس يختتم جولة ماراثونية قادته إلى 5 دول إفريقية

هوية بريس – متابعة

أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، مرفوقا بالسمو الأمير مولاي إسماعيل، ورئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي، اليوم ، صلاة الجمعة بمسجد أهل السنة والجماعة بالعاصمة الغينية كوناكري.

ولدى وصول أمير المؤمنين إلى مسجد أهل السنة والجماعة، تقدم للسلام على جلالته عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء الغينيين.

واستهل الخطيب، و هو أحد خريجي معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين و المرشدات، خطبتي الجمعة بالتأكيد على أن التذكير مرات ومرات، بقول الله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير”، له مبرره وموجباته في عصرنا الحاضر، حيث انشغل الناس بمشكلة المساواة، واستنكروا كل معاملة تنم عن التمييز بين الناس بمبررات الجنس او العرق أو اللون، مشيرا إلى أن جميع الناس في الأصل ينتسبون إلى أبويهما: آدم وحواء، سواء كانوا عربا او عجما، ولا تفاضل في ما بينهم إلا بالتقوى.

وأضاف أن الحق سبحانه وتعالى ذكر العلة في ذلك الخلق، وهي التعارف الذي يستلزم النفع المتبادل والتعاون والتناصر والتآزر، والقيام بالحقوق الواجبة على كل إنسان نحو أخيه الإنسان. وذكر أن هذه الآية، إلى جانب تقرير مبدأ المساواة، تحث على زيادة في تحقيق اتصال الناس بعضهم ببعض، وهذا أدعى إلى أن يتعاونوا ويتحابوا في كل زمان ومكان، مضيفا “و هذا ما جسده أمير المؤمنين الملك محمد السادس، حيث يقوم جلالته بزيارة مباركة ميمونة إلى مجموعة من الدول الإفريقية، صلة للرحم، وتعزيزا للوشائج التي تربط المغرب وملوكه بتلك الدول منذ تاريخ طويل، برباط المحبة الإيمانية والصداقة المتينة، حيث أضاف إليها جلالته لبنات تمتن جذورها، وتعلي فروعها، وقد رأينا في حماسة استقبال أهل تلك البلدان لأمير المؤمنين وفاء هؤلاء لأمانة الأجداد التي لم تفد في طمسها ليالي الاستعمار ولا مكايد المتربصين”. وأكد الخطيب أنها زيارة تاريخية وصلت الماضي بالحاضر، ورسمت للمستقبل الواعد معالمه الكبرى في كل مجال من مجالات الحياة، لأن الإنسان مهما ملك من قوة صحية أو مادية، فإنه لا يستغني عن غيره، والحوار هو البوابة الحضارية للتعارف الذي يفضي إلى التعاون، مصداقا لقوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

وشدد على أن التعاون على تحقيق المصالح ودفع المفاسد أمر ضروري بين بني البشر، ويعد القيام به من أفضل الأعمال التي حث عليها الإسلام، ورتب على فعلها الخير الكثير والثواب الجزيل، مبرزا أن الحق سبحانه جعل الأخوة والمحبة بين الناس، وخصوصا بين المؤمنين، من أعظم الأمور التي تعين على فعل الخير ، وتحض على جلب النفع ، ودفع الضرر بين الناس، مصداقا لقوله تعالى (إنما المومنون إخوة).

وذكر الخطيب أن الزيارة الميمونة لأمير المومنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، حفظه الله، إلى جمهورية غينيا، تأتي لتجسيد مبادئ التعاون وتمتين وشائج المحبة والأخوة والقربى بين البلدين الشقيقين. وأشار إلى أن البلاد تعيش هذه الأيام، قيادة وشعبا، وأمير المؤمنين بين ظهرانينا ، أياما مجيدة خالدة ، مستبشرة بما ستخلفه هذه الزيارة المباركة من آثار حميدة وفوائد جمة على البلدين في جميع مجالات الحياة، مضيفا “وإننا في جمهورية غينيا هذا البلد الذي يعرف للوحدة حقها وفائدتها ويذكر للمملكة المغربية دورها المؤسس لمبادئ التحرر والتوحيد على صعيد إفريقيا، قد سعدنا واستبشرنا برجوع المغرب إلى مقعده الطبيعي في الاتحاد الإفريقي”.

وفي الختام، ابتهل الخطيب، إلى الله عز وجل، بأن يحفظ قائدي البلدين الملك محمد السادس والرئيس البروفيسور الفا كوندي، وان يكون لهما درعا واقية من كل سوء، ويوفقهما لكل خير ، ويعينهما في جميع ما هما بصدده من جلائل الأعمال وروائع المنجزات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M