خطيب الملك: ما تعلمنا إياه المواثيق الدولية حول المرأة أقره الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا

11 مارس 2016 15:45

هوية بريس – و م ع

أدى الملك محمد السادس صلاة الجمعة اليوم بمسجد رمضان بسلا؛ وتطرق الخطيب في موضوع الخطبة لموضوع ”المرأة”، مبينا في مستهل الخطبة الأولى أنه يحق لنا، بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة في العالم هذا الأسبوع، أن نقف عند ما تحقق من تمكين المرأة من حقوقها، وأن نتوقف على ما أتيح لها من فرص المساواة في الترقي الاجتماعي إلى جانب أخيها الرجل، أولها وأعظمها أثرا فرصة التعليم.

وتابع أن اجتهاد المرأة في التعليم ونبوغها فيه هو ما أهلها إلى المناصب والمسؤوليات في مختلف سلاليمها ودرجاتها، سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العام، لأن الترقي في كليهما يقوم على الاعتراف بالاستحقاق والمردودية، مؤكدا أن تمكين المرأة من المسئوليات العليا يرجع الفضل فيه إلى الثقة المولوية التي وضعها أمير المؤمنين، حفظه الله، في المرأة المغربية، فعهد إليها بالوزارة والسفارة وبمناصب سامية في تدبير السلطة العمومية.

ومما يثير الانتباه، يضيف الخطيب، “أن التطور الإيجابي جاء طبيعيا سلسا، والفضل في ذلك يرجع إلى رصيدنا الحضاري، لأن المغاربة بثوابتهم الدينية السمحة وحضارتهم العريقة، محميون من الأفكار الظلامية المتحجرة التي تنظر إلى المرأة نظرة ازدراء واحتقار”، مشيرا إلى أن تاريخ المغرب عرف من بين النساء عالمات فقيهات، وصالحات مبجلات، وتاجرات ومجاهدات ومناضلات.

وسجل، في هذا الصدد، أن حضارة المغرب لم تكتشف حقوق المرأة في القرن العشرين، بل إن هذه الحقوق قد بناها الدين، الذي احتفى بالمرأة أيما احتفاء، وكرمها أعظم تكريم، وأنزلها المنزلة اللائقة بها، وساوى بينها وبين الرجل في الالتزام بأوامر الدين، مبينا أن نصوص الكتاب وهدي السنة حافلان بحث الرجل والمرأة على عمارة هذا الكون متآزرين متكاملين. ومن جهة اخرى، أشار الخطيب إلى أنه ينبغي التذكير بأمرين مهمين في علاقة مع مكانة المرأة وتكريمها، الأول أن ما عرفته المرأة في تاريخ المسلمين ولا تزال تعرفه في بعض بلدان الإسلام، من جحود لحقوقها، أو تنقيص من حريتها وكرامتها، لا يرجع قط إلى أحكام الإسلام وقيمه، وإنما يرجع في معظمه إما إلى الجهل بهذه الأحكام والقيم، وإما إلى عادات قبلية مستحكمة مبنية على غطرسة الرجل في ظروف معيشية معينة، وإما إلى المصالح الأنانية والشهوات الفردية.

وقال في هذا الصدد، إنه من السهل على كل باحث موضوعي أن يتأكد من أن ما ينسب إلى الدين في هذا الموضوع محض افتراء، مؤكدا أن جهل بعض الرجال وأغراضهم، قد جعلت أوضاع المرأة تتردى في أوساط بعض المسلمين، الأمر الذي جعلهم اليوم يتلقون دروس المبرة بالمرأة والإحسان إليها من غيرهم، هذا الغير الذي صارت مواثيقه هي المرجع في حفظ حقوق أقر الإسلام جوهرها منذ أربعة عشر قرنا.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. بسم الله
    خطبة رائعة، فقط بعض الملاحظات أنه لا يجب ترك الخطبة مفتوحة تحلل و تفهم بوجهين متعاكسين !
    يجب توضيح ماهي هذه الحقوق وماهي تلك الحريات؛ لأن مع الحقوق واجبات و للحريات حدود.الإسلام وضع الحقوق للنساء و للرجال وذلك بصيغة مثالية وثابتة عكس المواثيق الدولية اللتي تحتوي على مغالطات كثيرة و تعديلات مستمرة تناقض المبادئ الإسلامية السمحة.
    أريد أن أقول أنه لم ولن تصبح المواثيق الدولية المرجع لحفظ الحقوق بالنسبة للمسلمين. فقط يجب تفعيل و تطبيق النصوص الشرعية ليأخذ كل ذي حق حقه.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M