خطيب تطوان المعزول: الخطباء يتم توقيفهم ظلما وتعسفا واللادينيون يتمتعون بكامل الحرية في التعبير عن أفكارهم

26 أبريل 2016 16:41
خطيب تطوان المعزول: الخطباء يتم توقيفهم ظلما وتعسفا واللادينيون يتمتعون بكامل الحرية في التعبير عن أفكارهم

حاوره: إبراهيم بيدون

هوية بريس – الثلاثاء 26 أبريل 2016

س.1: كيف تلقيت خبر التوقيف؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

في البداية أشكركم في موقع “هوية بريس”، على تفاعلكم مع قرار توقيفي، وكذا وقوفكم مع الملفات المماثلة، أداء منكم لواجبكم المهني، وتنويرا للرأي العام.

أما بخصوص سؤالك، فأحيطك علما أنه لم يكن مفاجئا من جهة، ومفاجئا من جهة أخرى.

أما كونه مفاجئا فمن حيث الأسباب التي ذكرت في قرار التوقيف، إنها دعاوى عارية عن الدليل، وحتى إن صحت فإنها من المسائل التي يجب أن تتسع صدور المسؤولين لقبولها.

أما كونه لم يكن مفاجئا فإننا نعلم أن وزارة الأوقاف حطمت أرقاما لابأس بها في توقيف الخطباء الناجحين، خاصة إذا صدرت منهم مواقف معينة اتجاه التطرف العلماني، أو الفساد الاجتماعي…

س.2: هل تم التواصل معك من طرف وزارة الأوقاف قبل إصدارها قرار التوقيف؟

مند أيام وصلني استفسار من السيد المندوب بتطوان فيه نفس التهم الموجودة في قرار التوقيف وأجبته عنها كتابة، ثم لم يتم التواصل إلى أن هاتفني طالبا مني زيارته في الوقت المناسب، فلما ذهبت إلى المندوبية فوجئت بالقرار.

س.3: ما تعليقك على الأسباب المذكورة في القرار الوزيري التي جرت عليك التوقيف؟

للأسف هي أسباب غير واقعية، وعلى سبيل المثال: قضية الامتناع عن الخطبة الموحدة، إنها تهمة باردة، وقد واجهت المندوب بالسؤال: هل أنت متأكد بأني توصلت بالخطبة؟ فسكت ولم ينبس ببنت شفة، ثم قلت له: “إذا شهد أحد المراقبين بأنه سلمني الخطبة فأنا أسلم له وأتحمل مسؤوليتي”.

وأنا لحد الآن لا علم لي بهذه الخطبة التي يتحدث عنها التقرير، وهل هي خطبة كاملة، أم مجرد انتداب للحديث عن موضوع معين؟ وما موضوعها؟ وهل هو من المواضيع الحساسة التي يجب الحسم فيها، أم من المواضيع الهامشية كاليود مثلا؟ ومع كل هذا فإن الاستفسار جاء فيه بأني امتنعت!!

أما انتقاد التصوف فهو كلمة فضفاضة، ماذا يراد بالتصوف؟ إن كان يراد به تزكية النفس، فحيهلا، وإن كان يراد به التصوف البدعي الخرافي الذي يُعبِّد الناس لغير الله، ويدخل في الدين ما ليس منه كالذبح لغير الله، والاستغاثة بالمخلوق، وإحداث أنماط من العبادات لا أصل لها في الدين فهذا يجب أن ينكر، ولا خير في خطيب إذا سكت عن هذا المنكر.

أما قراءة الحزب الراتب فهو أولا ليس من الثوابت، ثم إنه من مسائل الفروع المختلف فيها، ومعلوم أن مذهب الإمام مالك رحمه الله المنع من قراءة القرآن جماعة، وكان يطرد من فعل ذلك من المسجد، فأيُنا مالكي إذن؟!

ثم إن القائلين بجوازه لم يقولوا: إنه واجب أو شرط في صحة بقاء الخطيب فوق المنبر، فيبدو أن الوزارة تجاوزت مذهب مالك رحمه الله، وأقوال المجيزين، وشرعت حكما جديدا، وهو: شرطية قراءة الحزب وعدم انتقاده؟ وهذا غلو وتطرف في أقصى صوره للأسف الشديد.

س.4: هل يمكن اعتماد الخطبة الموحدة دائما حتى يؤدي الخطيب رسالته الدعوية والتربوية والتوعوية؟

 نعم، مراعاة للمصالح، وهذا ما كنت ألتزم به منذ 14 سنة.

س.5: هل هناك آلية يعتمدها الخطباء المعزولون لأجل مراجعة مثل هاته القرارات؟

لحد الساعة لا علم لي بأي خطوة قام بها من سبقني، لكن هذا أمر لا يعني الخطيب وحده، وإنما يعني المصلين والمتتبعين بالدرجة الأولى، بل والحقوقيين أيضا، لأن توقيف الخطيب فيه جرح لمشاعر محبيه، وفيه الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وفيه مصادرة حرية التعبير، في الوقت الذي يفتح المجال للادينيين كي يعيثوا في الأرض فسادا، وينتقدوا الله ورسوله وينكرون الأصول قبل الفروع، ويدعون إلى حذف آيات معينة وتفسير أخرى بما ينسجم وحقوق الإنسان الكونية، وغير ذلك مما نسمعه، ومع ذلك لم نر إلا التصفيق لهم، واستضافتهم في برامج مباشرة كي يناقشوا قضايا هي من صلب الدين، وقطعياته، يتكلمون فيها بفكر ممسوخ، وأراء منبوذة، مستقاة من زبالة الغرب، وفتات موائده.

س.6: ما مصير الخطيب أو القيم الديني الذي يتم إيقافه بمثل القرار الوزيري الذي تم إيقافك به؟

الجواب على هذا السؤال يتكون من شقين:

أولا: المصير الدعوي.

ثانيا: قضية الرزق.

أما المصير الدعوي فإن المجال الدعوي والحمد لله بات رحبا، ولا تغلق باب إلا وتفتح أبواب، فقط يجب أن تتوفر العزيمة والرغبة، ثم إن قرارات التوقيف تنقسم إلى قسمين.

1- توقيف جزئي 2- توقيف عام.

فمثلا هناك من الخطباء من جاء في قرار توقيفهم عبارة (يمنع من الخطابة في ربوع المملكة) وهذه عبارة قلقة، لكن قضيتي ليست بهذه الحدة، حيث جاء في قرار التوقيف إنهاء التكليف بمسجد أبي بكر، وهذا يعني أن هناك أملا في تولي الخطابة في مسجد آخر.

أما قضية الرزق فإن كثيرا من القيمين الدينيين، قد تم تشريدهم بمثل هذه القرارات التعسفية، واضطروا إلى ممارسة مهام لا تنسجم مع تكوينهم الثقافي والنفسي، الأمر الذي تكون له آثار سلبية.

س.7: هل من خطوات ستقوم بها لأجل المطالبة بإرجاعك للخطابة؟

لقد قلت لك سابقا، إن الأمر لا يعني الخطيب وحده، فهي قضية مبادئ وليست قضية شخصية، ومع ذلك فقد كتبت رسالة تظلم وطعن سأرفعها للسيد الوزير، أرجو أن تؤتي أكلها، أما على المستوى الشعبي، فقد لاحظت استياء عارما لدى جمهور عريض سواء في مدينة تطوان أو خارجها، وفي مقدمتها المواقع الإلكترونية الشهيرة، وسيشرع بعض النشطاء الجمعويين في جمع التوقيعات لرفعها إلى السيد الوزير للمطالبة بالتراجع عن هذا القرار الذي لم يكن في محله.

س.8: هل هناك من علماء مغاربة كبار تم إقصاؤهم بنفس هاته الآلية؟

نعم، وإن تعددت الأسباب فالتوقيف واحد، نحن لا ننظر إلى الأسباب بقدر ما ننظر إلى النتيجة، وهي التوقيف، والإقصاء، والمتتبع للساحة يجد خيرة مشايخ المغرب وطلبته ممنوعين من الخطابة، وفي مقدمتهم شيخنا أبو أويس محمد بوخبزة الحسني، وأخونا أبو حازم وطارق الحمودي وغيرهم، هذا على مستوى مدينة تطوان، أما على المستوى الوطني فعددهم كثير، منهم: الشيخ الجردي، ويحيي المدغري، والمصطفى لقصير، وبنشقرون، والخمليشي، ونهاري… وغيرهم.

وفي النهاية أصرح بأني متمسك بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها إمارة المؤمنين، كما أني على مذهب مالك عقيدة وفقها وسلوكا. وأرى أن التضييق على الخطباء وتكميمهم أمر يجب أن يتجاوز، ويا لله العجب! كيف اتسعت صدور قومي لكل ناطق وناعق، وضاقت بمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وصل بنا الحال أن نطالب بأن تعطى لنا الحرية التي أعطيت لبني علمان؟!!

لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها***وحتى سامها كل مفلس

آخر اﻷخبار
10 تعليقات
  1. نحن معك يا شيخنا ولا يجب أن نسكت عى هذه الدولة الظالمة وأود أن تكون التوقيعات على المواقع الالكترونية حتى يتسنى لنا أن ندعمكم.
    كما نشكر الاخوة المشرفين على هوية بريس وتطرقها لموضوع توقيف الخطباء

  2. اصبر يا شيخ لست الأول ولن تكون الآخر فكل شيء جائز في زمن الغربة فوزارة التوقيف تستضعف اءمة المساجد وتريد أن تسكت كل صوت ينطق ويحارب البدع والشرك التي تنفق عليه أموال الأمة فحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم لن تنفعهم المناصب ولا الكراسي يوم القيامة

  3. اتق الله ياخطيب ولا تعارض السنة الحسنة المتمثلة في الحزب الراتب التي عليها المغاربة ماجورين إن شاء الله مشكورين ، ولا تتبع منهج الوهابية الحاقدة ، والتي لا تعترف بعلماء المغرب الذين لا يأخذون بمذهبها ، أما قولك بمعارضة الإمام مالك لقراءة القرآن جماعة فلم يثبت عنه ذلك ، وكفى من ترويج الأباطيل ، فقراءة القرآن جماعة من أفضل ما تميز به المغاربة ، ومن يكره قراءة القرآن جماعة أو فرادى فهو مشكوك في إيمانه

  4. الحل هو : استقلالية الشؤون الدينية عن الملكية والحكومة. وأن يتم إنتخاب مجلس شورى من العلماء من طرفي جميع فقهاء المملكة . ويكون مجلس الشورى هدا هو الوحيد الدي يعين أو يعزل .وهو من يعين وزير الأوقاف وشؤون الدينية لدى الحكومة. و هو المسئول عن امور الدين كلها

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M