خواطر “فيسبوكية” منتقبة

16 أغسطس 2016 00:22
خواطر "فيسبوكية" منتقبة

هوية بريس – لبنى أغبالو

اعلمي أختي أنك يوم سترتدين النقاب ستصبح حياتك بكل تفاصيلها ملكا للبشرية كلها.

فلا تستغربي إن رأيت قوما لا تعرفينهم يتناقشون حول حقك في ارتداء ذلك اللباس٬ ومشروعية ما تلبسينه  من عدمها، ويتدخلون في ذوقك٬ فيناقشون مدى ملاءمته للذوق٬ بل حتى ألوان ونوع القماش الذي ترتدينه سيناقشونه.

أما إذا تجرأتِ ووضعت صورتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا تندهشي ولا تشدي شعرك إن قرأت تعاليق من قبيل “لماذا تضع المنتقبة صورتها على الفيسبوك؟”، أو أسوء من ذلك “لماذا تلتقط المنتقبة صورة أصلا؟»٬ لا يتساءلون عن مخالفتك للشرع٬ يتساءلون فقط عن مخالفتك لأعرافهم٬ ومقاييس حريتهم٬ التي هي مفتوحة للجميع إلا أنت.

اعلمي أن عيونك ستكون لها حصة ملك الغاب من الملاحظات والانتقادات، فمن قائل “العيون فتنة فغطها”، ومن متفلسف “العيون بوابة الروح فأغلقي البوابة”، ومن مستظرف “غطيت جسمك وسايبة عيونك ليه ها..ليه؟»٬ والغالب قصدهم من ذلك٬ مضايقتك ومعاكستك٬ وقليل منهم من يرى الخطأ فينصحك بصدق٬ أو ينتقدك بتجرد.

اعلمي أيضا قبل أن تجنّي٬ حين تضعي بكل عفوية٬ على صورتك وأنت منتقبة٬ تاجا من الزهور أو تُعلّقي فراشة (بلاستيك) على جلبابك الأسود٬ اعلمي أن عليك الاستعداد نفسيا وتحضير المهدئات والمسكنات٬ لأن صورتك حينها ستسافر عبر قارات الفيسبوك وستجوب محيطات التويتر٬ وستحاكمين في منشورات عامة مفتوحة٬ وستتهمين بأنك السبب في فساد أمة المليار ونصف المليار٬ وأنك تقفين خلف تأخر عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي٬ وأنك السبب في الزلزال والإعصار وظاهرة التصحر وتدهور الحياة النباتية.

وإذا حدث يوما ونسيت أنك تعيشين على كوكب الأرض٬ وأخذك شغف ممارسة الحياة إلى الحديقة أو الغابة أو الشاطئ، فلا تعجبي إن رأيت صفحات العلمنجيين والملاحدة٬ رافعين شعارات الحرية بدون قيود أو حدود -أولئك الذين يطالبونك بالتعايش مع انحرافاتهم وشذوذهم في حين لا يستطيعون هم تقبّل صلاحك واستقامتك-، لا تعجبي إن رأيتهم يتناقلون صورك على صفحاتهم ليسخروا من حريتك المخالفة لما اعتادوا عليه من عري؛ أو ربما سنوا القوانين التي تمنعك من ارتياد الشاطئ٬ أو حتى المرور بمحاذاته٬ لأنه عليك ارتداء لباس البحر٬ فهو واجب كما نزل به قرءانهم٬ وهم يمتثلون لقرءانهم ويطبقونه حرفيا٬ لا يخالفونه ولا يتأولونه. أختي التي تنوي ارتداء النقاب..

أرجو الله أن يرزقك الصبر والقوة لتحمل عاهات المجتمع. وعاداته وتقاليده البائدة٬ وتشريعاته وقوانينه الجائرة.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. لكن حقيقة يبقى التساؤل قائما : لما مثل هذه الصور وما المقصود بها لاشك ولا ريب انها هوى النفس وحنين لايام قد مضت لعلها لم تكن في رضا الخالق سبحانه وتعالى . اسأل الله الهداية للجميع لكن اقولها لله هذه الصور ليست من العفة بشيء

  2. بعد وضع النقاب تمر الأخت بمرحلة حرجة لعله اختبار من الله لتترفع عن ما مضى من اعتبار رأي الناس في لباسها و…
    وبعد مرور هذه المرحلة تشعر أنها ملكة أينما مرت
    اللهم اهد بنات المسلمين للعفة
    فعلا صور المنتقبات التي تظهر بعض الميوعة أو الزينة تنافي المقصد الشرعي من النقاب أو الحجاب وهو الستر والبعد عن لفت الأنظار..

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M