دخول ليوطي لفاس سنة 1912م

25 أكتوبر 2021 15:28

هوية بريس – ذ.إدريس كرم
ملخص:
تتعلق الرسالة بوصف دخول الجنرال ليوطي لفاس سنة 1912، وما وقع فيه من مراسيم، والإخبار بالاستعداد، لمغادرة السلطان مولاي حفيظ فاس نحو الرباط.
نص الرسالة:
الحمد لله وحده (العاصمة) يوم السبت 8 جمادى الثانية على ما بالعدوتين عام 30 عربي 25 مايو سنة 12 غربي.
(استبشر العقلاء بمقدم سعادة المقيم العام، وحلوله العاصمة قرب عصر أمس، وكيف لا)
سعادة محافظ الثغر، والمجل ما يعطيه الفكر، سيدنا الأخ النزيه، الواقف على ما يعطيه علم التنزيل، الفقيه سيدي الحاج الطيب الصبيحي دام حفظه.
بعد السلام والدعاء بالتأييد للإمام، فقد قدَّم العبد المحرر بالأمس، ما عَنَّ له مع ثبوت عجزه عن خروجه لمقابلة الحالة التي دخل فيها سعادة المقيم العام، لأن جُلَّال الوطنيين لا يتصور مهابة ترتيب الجنود المقيمة والمشرفة، براية الدولة التي كان تشوق العالم لمقدمه السعيد.
غير أن البعض أفاد توجه جل أرباب الحرف والأسواق إلى محل إقامة سعادة المقيم العام، في مشرع الغبرة ورجال المخزن السعيد من صدر، وباقي الوزراء، والكتبة وأعيان الدولة، خرجوا بعد أداء صلاة الجمعة، مع الأمير لمقابلة سعادة المقيم، ويقال أن سفير الدولة ورجال المعية، والقنصل أتوا، ورجالها خرجوا بدون كساوي التشريفات الرسمية، ما دلّ على وجود عداء إن صح قول المخبر، وأكثر الجنود النظامية، وكانوا للمدفعية، أي رجال المدفعية ترتيب عجيب، ولعل ذلك ما يشعر بالقوة الكامن في صدور رجالها، ..ولذلك لم يطلق بالسلاح طلق واحد.
أما الموسيقات، أو الموسيقى العربية المخزنية والإفرنسية، فقد أدى كل منهما واجب السلام الدال على الفرح بالمشرف، ووجود ما بقي أثره في النفوس وزاد المخبر، إن سعادة المقيم، كان يجمل علم الدولة الفخيمة المثلث، فراجعه العبد المحرر، بما كان بعض الباورات هو الحامل، قال لا وكان على باب خيمة الثمن العلم المثلث، والعساكر والجنود المنظمة، والعرب الوطنية، والجزائرية، ساهرة على حفظ النظام، ومنع الازدحام في المرور على الأبواب:
دباب، الساقمة، باي المكينة، والباب المقابل له، وباب بوجلود أو أبوابه، من هناك توجه توًّا إلى منزل المنبهي الفسيح، الذي بابه في الشارع العمومي، سويقة بن صافي، ومطلع الطالعة، ولعل عرصة أو روض المولى الشريف، السيد العابد، هيء لأحد أتباع سعادة المقيم وقد زار سعادة المقيم بعد أخذ الراحة بالمقر، سعادة الجنرال موانيـي وغيره، ولعل رجال الدولة الشريفة وصدرها ووزرائها، كان لهم في الزيارة المنزلية الأحظى منها، وقرب العشاء كان العبد يسمع الحان الموسيقى العربية والإفرنسية، مما دلّ على رد زيارات سعادة المقيم لسعادة السفير.
هذا ما تمكن العبد من أخذه عن البعض، وليس ذلك زائد أو ناقص بالأمر المهم، لأن الأفكار اتجهت إلى نتيجة تعميم الإصلاح، وقطع شأفة أهل الزيغ والطلاح، ورجوع المياه إلى المجرى الطبيعي المصفى، من حمأة الحمية حامية الجاهلية، وسيتبع في الموضوع اليراع الجري بدون تعمق.
وتشرف بعصر أمس العبد بالمحرر رقم 22 الجاري بالعربي، وتلاه بإمعان نظر الحامد الشاكر الصابر، على ما أولى سعادتكم وأولاه، وما تضمنه من مهابة المقابلة عصر الجمعة الماضية، بمقدم سعادة المقيم، وما شافه سعادته أول المقابلة، بالجناب الفخيم لكاف لدى العاقل من ثبوت الرعاية، غير أن سعادة الأخ لم يوضح هل توجه معه على النهج الزموري، جند مما بالعدوتين أو المرافق لسعادته من الدار البيضاء، وهل كان يوم خروجه احتفال، أو مر من الطريق العليا، دون انتظار المودعين، وباقي ما في الجواب بخصوص السمن وغيره علم.
أما عزم سفر جلالة السلطان فأكيد، والبرهان حبس وحجز البغال والجمال، لحمل بقية الأثقال، العيال المصون، وانظر ما تجريه الأقدار في عملها، من بروز ما سبقت به الإرادة، وربك يخلق ما يشاء ويختار.
سعادة أحمد المساعي، لم يقابل العبد، أو يبعث من يسأل عن حاله، ولعل ما فيه من الأشغال أقوى حجة لقبول العذر، أما الفقير فأمس هبَّت ريح العافية على ساحة مقره، فقوي العزم على الخروج، قبل المغرب لدار السلعة، التي كان الداعي لاستلام المرقوم، بثاني الجاري، كما توضح، ورجع وهو على غير قوة الخروج، ثم هو الآن يقدم لسادة الأنجال الكرام أبناء عميهم وعمتهم ووالدة الحفدة كريمته، والأصهار والقرابة، والأحبة وأبناء العم، أوفَى تحية، ونسأل من الجميع توجيه العناية بالدعاء.
ومن هنا المولى السمي، من عصر يوم الخميس لم يقابله، لاشتغاله بالمهم، والسري الأحمدي، السابق التعريف، بتقادم المقابلة، وبقية الأحباب، والأعلام والشرفاء، أهل الود القديم، والمولى يحفظ الجميع، من سوء التفاهم، ويجمع شمل الغريب، والحمد لله رب العالمين، على التاريخ أعلاه.
المخلص علي زنيبر السلاوي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M