دراسة “لحى الرجال تحمل جراثيم أكثر من الكلاب” بحث علمي أم خدمة للشركات العابرة للقارات

19 أبريل 2019 11:21

عابد عبد المنعم – هوية بريس

أثارت دراسة حول اللحية الطويلة واشتمالها على جراثيم خطيرة كثيرا من اللغط، الخبر الذي أوردته وكالات دولية تلقفته مواقع إلكترونية وجرائد ورقية، معروفة بعدائها لكثير من الشعائر الدينية، بفرح شديد، فاهتبلت الفرصة لمهاجمة هذه الشعيرة والنيل منها.

الدراسة التي أجرتها عيادة “Hirslanded” السويسرية جمع فيها الباحثون عينات من لحى 18 رجلا، وفراء 30 كلبا، خلصت إلى وجود جراثيم معروفة بأنها تشكل خطرا على صحة الإنسان، في نحو نصف اللحى المدروسة! وفي الوقت نفسه، احتوت لحى جميع الرجال على تعدادات ميكروبية عالية، في حين ظهر التلوث الميكروبي نفسه لدى 23 كلبا فقط.

المثير أن هذه الدراسة سبقتها دراسات عديدة، خلصت إلى فوائد جمة للحية وأهميتها بالنسبة للرجال، ففي بحث نُشِر بمجلة “جورنال أوف هوسبيتال أنفيكشن” الطبية، فإن شعر الذقن يحمي العاملين الذكور في المشافي من الإصابة الخطرة بالبكتيريا المقاومة للعقاقير.

وأشار الباحثون في “بريجهام” وفي “مستشفى النساء” ببوسطن، اختاروا 408 من العاملين في المستشفى من الأشخاص ذوي اللحى وبدون لحى وقاموا بمسح وجوههم، وبعد تحليل عينات الاختبار تبيّن ان الأشخاص ذوي اللحى المحلوقة أكثر عرضة بالإصابة بثلاث مرات من الأشخاص ذوي اللحى بحملهم لبكتيريا خطيرة على وجوههم، هذه البكتيريا من نوع (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus:MRSA)  وتكمن خطورتها في مقاومتها للأنواع الشائعة من المضادات الحيوية.

وفي نفس السياق قام مقدمو برنامج ) (Trust Me I Am A Doctor في إحدى الحلقات، بإجراء تجربة للتأكد من صحة دعوى أن اللحى بها جراثيم خطيرة على حياة الرجل، فأخذوا مسحات من لحى عشوائية لا على التعيين ثم قاموا بإرسالها إلى الدكتور آدام روبيرتس، عالم في الأحياء الدقيقة من جامعة لندن، ليرى فيما إذا كان يستطيع أن ينمي أي جراثيم.

استطاع آدام أن ينمّي أكثر من 100 نوع مختلف من البكتريا في تلك العينات المأخوذة من اللحى، بما في ذلك إحدى أنواع البكتريا التي توجد عادة في المعي الدقيق.

لكنّ وبحسب ما شرح الدكتور آدام، فإنّ ذلك بالطبع لا يعني أنّها أتت من الفضلات، فهذه الموجودات طبيعية ولا يوجد فيها أي شيء مقلق.

وتابع الدكتور روبرت بحثه في الأمر، فوجد أنّه من بين أطباق البتري (أطباق تُزرع فيها الجراثيم لتنمّى) لاحظ وجود نوع من الجراثيم والذي على ما يبدو كان يقوم بقتل الأنواع الأخرى من البكتريا. فمن بين كل أنواع البكتريا التي تتنافس فيما بينها على الغذاء، قام بعضها بتطوير دفاعاتٍ خاصة تدعى سموم أو Toxins لقتل الأنواع الأخرى والانفراد بالغذاء، وهذه “السموم” هي ما نستخدمها كمضادات حيوية عادة!

قام بعدها بعزل هذا النوع وقام بتجربة ادعاءه عن طريق وضعها مع نوع من أنواع بكتريا تدعى E.Coli والتي تسبب التهابات في الطرق البولية، فوجد أنّ ذلك النوع استطاع القضاء على E.Coli بفعالية وقوة عاليتين.

وبحسب ما أخبر به الدكتور روبرت لراديو بي بي سي 4، فإنّ تحليله هو نقطة انطلاق نشطة للأبحاث اللاحقة. فالمضادات الحيوية الحالية، لا تلبث أن تصبح غير فعالة تدريجياً، حيث تقوم الجراثيم باستمرار بتطوير مقاومة ضدها، وهذه الجراثيم المقاومة تقوم بقتل أكثر من 700,000 شخص سنوياً.

كما كشفت دراسات غربية، غير الذي ذكرت في هذا العمود، عن فوائد أخرى لإعفاء اللحية، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل حول مصداقية الدراسة التي تدعي أن اللحية الطويلة خزان للجراثيم الخطيرة، خاصة بعد أن غزت “موضة” إعفاء اللحية، والتزين باللحى الطويلة الشرق والغرب، ما كبد شركات الحلاقة ومواد تجميل الوجه، الخاصة بالرجال، خسائر كبيرة.

فإعفاء اللحية لا يروق لمن يعاني من الحقد الأيديولوجي ضد الإسلام وشعائره، كما يزعج الجشعين من أرباب الشركات العابرة للقارات الذين يجنون أموالا طائلة من وراء حلق اللحية.

تجدر الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى المسلمين بقوله: (أحفوا الشَّواربَ وأعفوا اللَّحَى) صحيح مسلم.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. اعتقد ان اللحى التي اجريت عليها التجارب لأشخاص لا يغسلون وجوهم الا مرة في اليوم أما من يتوضأ خمس مرات في اليوم واللحية من السنة فالف الف مستحيل ان تحمل لحيته بكتيريا !!!!

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M