دفاعا عن الشيخ المغراوي (على هامش اتهام الشيخ بفكر التطرف والإرهاب افتراء عليه)

16 يونيو 2019 01:43

هوية بريس –  د. حميد العقرة

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.
هذه شهادة لله تعالى في الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغرواي دفاعا عنه وقياما بواجب النصرة، لا أرجو على ما أقوله فيه دنيا ولا مالا ولا جاها، فخبرتي ومعرفتي به حفظه الله تمنعني أَن أكتم ما أعرفه عنه، وتوجب علي نصرته ورد ما اتُّهم به، حيث استغل بعض ذوي القلوب المريضة والدخائل السيئة هذا الحدث للطعن في الشيخ ودعوته. فأقول وبالله التوفيق:
تتبعت كما تتبع غيري ما نشرته جريدة هسبريس الإلكترونية بخصوص محاكمة المجموعة المتطرفة المتهمة بقتل السائحتين الاسكندنافيتين بتاريخ 16 – 17 من شهر ديسمبر 2018 بمنطقة شمهروش ضواحي مراكش الحمراء، ولفت انتباهي قول الكاتب وهو يحكي أطوار المحاكمة: “وتحدث متهمون عن دور الشيخ السلفي محمد المغراوي الذي يدير جمعية دعوية نشيطة في مراكش، تسير مدارس دينية خصوصية تُعرف ب “دور القرآن” لكنه يعد رمزا للتيار السلفي المناهض للعنف والأفكار المتطرفة الجهادية” انتهى
وبغض النظر عن هذا الكلام هل هو من إنشاء صاحب المقال أو هو ما تم خلال المحاكمة، أو تصرف في العبارات، فعليه ملاحظات:
الأولى: قوله : وتحدث متهمون عن دور الشيخ السلفي محمد المغراوي الذي يدير جمعية دعوية نشيطة في مراكش.
فأقول: تحدث المتهمون عن دور الشيخ المغراوي في ماذا؟! هل في صد تيار التطرف والعنف؟ وهذا هو المنسجم مع منهج الشيخ وفقه الله ودعوته، والمنسجم مع سياق كلام الكاتب، إذ قال في أخره:” لكنه يُعد رمزا للتيار السلفي المناهض للعنف والأفكار المتطرفة الجهادية”
وإن كان المقصود دور الشيخ في بث الأفكار التكفيرية المتطرفة في صفوف الشباب، فهو مردود على القائل والكاتب كما يعلمه القاصي والداني، بل وحتى من المخالفين للشيخ.
الثانية: قوله عن الشيخ :” الذي يدير جمعية دعوية نشيطة في مراكش، تسير مدارس دينية خصوصية تُعرف ب “دور القرآن”
فأقول: دور القرآن هذه جمعيات قانونية مرخص لها من السلطات، و لها أنشطة مختلفة تمارسها بالوضوح التام وأبوابها مفتوحة في وجه كل مغربي دون مقابل مادي، وليست مدارس خصوصية، وقانون الجمعيات يختلف عن قانون المدارس الخصوصية، وهل رأيت في هذه الدور التراتب الدراسي كما هو في المدارس من المستوى الأول إلى المستوى السادس؟! فما هذا الخلط والخبط؟
الثالثة: قوله: ” وتلقى عدة متهمين، بينهم عبد الصمد الجود دروسا في هذه المدارس”
وعلى فرض تلقي بعض هؤلاء الشباب دروسا بهذه الدور، فهل كل من درس بمكان يلزم أن يتأثر بمبادئه؟ فقد يكون حضوره باهتا ونادرا، وقد يكون حضوره من باب الاستطلاع على ما يُدرس هناك مع إبطان ما يعتقده خلافا لمبدأ الدار، وكم رأينا من طلاب في المعاهد الشرعية التابعة للأوقاف من أفكار متطرفة على خلاف ما يدرسونه في مقررات المعهد، وكم من الدروس الوعظية التي تُلقى في مساجد المملكة يحضرها أمثال هؤلاء، فهل نتهم وزارة الأوقاف ببث هذا الفكر المنحرف؟ لا أبدا، فإن هذا بمنأى عن فهم العقلاء.
وكم من طلاب المعرفة بالمؤسسات التعليمية سواء بالسلك الإعدادي أو الثانوي أو الجامعي قد تشبعوا بأفكار هدامة مضادة للعقيدة بل وللإسلام رأسا، فهل نتهم وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ونحملها مسؤولية نشر هذه الأفكار؟
وعلى فرض أنهم تلقوا الدروس بدور القرآن وباستمرار، فالإنسان تنتابه فترات الضعف والانتكاسة إما من جانب الشهوات أو الشبهات، ويصبح ما كان تلقاه بالأمس يُعد في نظره باطلا ، وهذا أمر مشاهد، وقد حصل للكبار فضلا عن الصغار.
الرابعة : قوله ” والتمس محاموا الطرف المدني استدعاء المغراوي للمثول أمام المحكمة ..”
فأقول: على هذا يلزم من المحكمة إذن أن تستدعي مدير كل مؤسسة تعليمية أو معهد شرعي، أو عميد كلية في حال اتهام من كان يتابع دراسته بها إن تورط في جريمة كيفما كانت.
وأخيرا فكل من يعرف الشيخ المغراوي ويتابع أنشطته الدعوية سواء داخل المغرب أو خارجه يعلم علم اليقين أن الشيخ بريء مما ورد في جلسة المحاكمة وتداولته جريدة هسبريس، والعُهدة عليها في نشر تقرير المحاكمة.
فالشيخ منذ السبعينيات إلى يومنا هذا على نهج واحد: (الوسطية والاعتدال) ، والدعوة إليها بين صفوف العامة والخاصة، مع تحذيره من منهج الغلو والتطرف بجميع أشكاله، وخاصة تيار التكفير البدعي، فهذه مؤلفاته المنشترة شرقا وغربا ترد هذا الإفك والبهتان الذي فرح به بعض الأغمار فوجدوها فرصة للنيل من الشيخ ودعوته ، فهذه مؤلفاته التي خطها ببنانه بدءا من كتابه ” عقيدة الإمام مالك” وما ورد فيه من ذم فكر الخوارج وتعليق الشيخ المغراوي على ذلك بموافقة الإمام مالك والسير على نهجه، وكذا كتابه ” موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية” وهي في 10 مجلدات، تضمنت مواقف لأكثر من 1000 عالم على مدى 15 قرنا من الصحابي حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العلامة المحدث عبد القادر الأرناؤووط ( ت 1425) ، ومن هذه الموقف التي ضمها هذا السفر المبارك: الموقف من الخوارج الذي بدأه الشيخ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبقي مستمرا مع كل عالم وُجد له موقف منهم أو من سار على نهجهم من جماعة التكفير.
وهكذا كتابه العُجاب ” فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر” وهو في 13 مجلدا، خص المجلدين الأول والثاني لعقيدة ابن عبد البر، ومنها الرد على الخوارج، ففي المجلد الأول ص 456 بوب الشيخ المغراوي المبحث بقوله: الخوارج وشبههم والرد عليها، وفي الصفحة 474 قال: من كفر بغير حجة رجع التكفير إليه.
وفي كتابه” التدبر والبيان في تفسير القرآن بصحيح السنن” وهو في 40 مجلدا
حط على الخوارج إن ورد متعلق ذِكرهم وبيان زيف مذهبهم في مواضع منه
وفي كتابه” دعوة سلف الأمة إحياء الكتاب والسنة” ذكر الشُبه التي رُميت بها الدعوة السلفية، ومنها ( شبهة تكفير المسلمين) فنقض عُراها وفقه الله بأدلة مَنْ وقف عليها يعلم أن الشيخ ممن سخرهم الله تعالى لتوعية أبناء هذا البلد بخطر هذه التيارات الهدامة على دينهم وعقيدتهم.
وفي كتابه” أهل الإفك والبهتان الصادون عن السنة والقرآن” رد صريح وقوي لمذهب الخوارج وجماعة التكفير، مع الحث على لزوم طاعة ولي الأمر وحشد النصوص من الكتاب والسنة على ذلك.
هذا بالإضافة إلى محاضراته والندوات التي شارك فيها ، والدروس التي يلقيها طلبته للتحذير من تيار التطرف والإرهاب، وبالخصوص من الحادث الإرهابي بالدار البيضاء 16 ماي 2003 إلى يومنا هذا.
فهو صمام أمان بفضل الله تعالى لهذا البلد ولمدينة مراكش –خاصة- وضواحيها من هذا الفكر الدخيل على بلدنا، ولولا هذه الدور القرآنية التابعة لجمعيات المجتمع المدني بمراكش وضواحيها لعشش وفرخ هذا التيار الهدام، لأنه فكرخبيث دواؤه العلم الشرعي تعلما وتعليما واشتغالا.
فجزى الله خيرا الشيخ المغراوي وطلبته (من أساتذة ودكاترة وباحثين وفقهاء ومربين وقراء وأطباء ومهندسين وتجار وغيرهم ممن تفخر بهم دور القرآن) على جهودهم الدعوية بهذا البلد،فهم جنود مجندة لنشر مبدأ الوسطية والاعتدال في صفوف العامة والخاصة إيمانا منهم بأن هذا عمل تعبدي وواجب وطني لحماية بيضة بلدنا الحبيب من هذه التيارات التي عصفت ببعض أبنائنا، هداهم الله أجمعين إلى الصراط المستقيم والنهج القويم الذي كان عليه سيد الأولين والآخرين محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. شكر الله لكم أيها الشيخ الفاضل هذه النصرة.
    و أما أهل الإفتراء فأقول لهم ما قال رب العزة و الجلال
    { ستكتب شهادتهم و يسألون }

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M