«دوزيم» تسلط كاميراتها وحقوقياتها على «مول معقودة» وتتجاهل الاعتداء على الأساتذة المتدربين

09 يناير 2016 21:53
«دوزيم» تسلط كاميراتها وحقوقياتها على «مول معقودة» وتتجاهل الاعتداء على الأساتذة المتدربين

هوية بريس – إبراهيم بيدون

السبت 09 يناير 2016

من جديد «دوزيم» تحمل معداتها وكاميراتها لتسلط الضوء على حادثة منفردة لبائع “معقودة”، وتستنفر الحقوقيات المواليات لها ليطالبن بالمتابعة القانونية لبائع مأكولات شعبية، ويتسببن في قطع (رزقه) ورزق أبنائه، وهذا غير مستغرب من قناة الأقلية العلمانية في المغرب..

فلم تكتف «دوزيم» وتلكم الحقوقيات بإغلاق محل الشخص المشار إليه بل طالبن بمتابعة صاحب المحل.. وجرّه إلى السجن لمعاقبته لكونه يرى الفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط بدافع تجنب الحرج والفتنة، حسب ما كتب في اللافتة التي جرت عليه المشاكل.

فالمتابعون لا يجدون القناة (الوطنية) تسجل حضورها في قضايا لها متعلق بالحقوق الحقيقية للمواطن المغربي، أو عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمتدينين، مثل المحجبات.. أو المنقبات.. فمثلا منقبة الحي الجامعي بالجديدة بقيت عاما كاملا (السنة الماضية) وهي تفكر في إيقاف دراستها لما تتعرض له يوميا من عمليات الإكراه للكشف عن وجهها..

كما أن «دوزيم» صارت تيمتها الأساسية إغراق المجتمع المغربي في وحل الجنس والمادة، وذلك عبر مجموعة من بالأفلام الجريئة واللقطات الجنسية الفاضحة، والمسلسلات الهابطة التي تنشر وتطبع مع كل القيم الممسوخة، بدء بالعلاقات المحرمة ومرورا بالكلام البذيء وانتهاء بالخيانة الزوجية..

«دوزيم» هي من فرض على المغاربة متابعة العرض الماجن لمغنية الإثارة “جنيفير لوبيز”، أيام مهرجان العار “موازين”، ولحد الساعة لا يزال المواطنون ينتظرون معاقبة المسؤول عن البث المباشر لهذه المشاهد المخلة بكل القيم، ولكن شيئا لم يقع، بل حتى مجرد الاعتذار لم يفرح به أبناء هذا الشعب..

وتلكم الحقوقيات وجمعياتهن لا تستنكر هذا المسخ والمجون، لأنه حسب فكرها، حرية فردية، وممارسات شخصية، وإحدى صور الانفتاح والتقدم..

فكما أيقنا أن الحقوق بمفهومها الدولي انتقائية وإقصائية خصوصا إزاء الدين والشرائع الإسلامية، فكذلك الآلة الإعلامية المسخرة لخدمة تلك الأجندات انتقائية بدورها..

موقف «دوزيم» من الاعتداء على الأساتذة المتدربين

الآن لنتكلم عن أخطر وأهم موضوع يشغل الرأي العام الوطني في الأيام الأخيرة، ولا زال يفرز سيلا من المداد والنشرات والمقالات والأخبار، وتنتشر التصريحات حوله بشكل كبير ومكثف من خلال كافة وسائل الإعلام، وهو حادثة الاعتداء على الأساتذة المتدربين الذي تعرضوا إثر تدخل عنيف لقوات الأمن من أجل منع مسيرتهم بالدار البيضاء، ومن أجل تفريق وقفتهم أمام مركز إنزكان وإدخالهم إلى داخل المركز وهو ما نتج عنه مجزرة دموية راح ضحيتها عشرات الأساتذة بإصابات متفاوتة.

الغريب في الأمر أن الإعلام الوطني وخصوصا قناة «دوزيم» تجاهلت القضية ولا زالت تتجاهلها وكأن شيئا لم يقع، مع أن القضية جد حساسة والمرسومين اللذين يحتج الأساتذة المتدربون ضدهما يهمّان قرابة 10.000 إطار، وله متعلق بشريحة واسعة من المجتمع المغربي لأن 10 آلاف أستاذ وراءهم أسر وعائلات؛ بل الأمر أكثر أهمية من ذلك، إذ له تعلق بقطاع حساس، كان من المفترض أن يحظى بالأهمية الكبرى، وهو قطاع التعليم الذي يدرس النشء ويصنع الأجيال، ويحدث التغيير لتحقيق التقدم والازدهار، إذا كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح والسير بالبلاد إلى الأمام.

فهل «دوزيم» غير معنية بهذا الموضوع ونقاشه وتسليط كاميراتها عليه وهي التي تشتغل بمال المغاربة؟!!

وهل واقعة “مركز إنزكان” مجرد خيالات، والفيديوهات المنشورة للتدخل الأمني العنيف مجرد مقاطع مفبركة لا صحة لها، حتى لا تغطي قناتنا (الوطنية) مثل هذا الحدث، الذي أشغل الرأي العام الوطني والدولي أيضا؟!!

وهل الأساتذة المتدربون المعنفون، أشخاص يعد تواجدهم فوق التراب الوطني لا يحظى بالصفة غير قانونية، ما يعني أن ليس من حقهم أن يسلط الضوء على قضيتهم من طرف الإعلام الوطني؟!!

أترك الإجابة للقراء الكرام…

ألم يكن من المفروض على إعلامنا قبل “الخميس الدامي” أن يستدعي رئيس الحكومة، ووزير الاتصال، ووزير التربية الوطنية ووزير التعليم العالي، وكل من له صلة لسؤاله واستفساره عن هذا الموضوع الذي طال وله أسابيع؟!!

ثم أليس المفروض الآن خروج هؤلاء الوزراء في الإعلام الوطني ليفسروا للمغاربة سر التدخل العنيف، أم أن الحال والواقع المرير أن السيد رئيس الحكومة لا يتوفر على معطيات كافية رغم مرور 3 أيام على الاعتداء، وأن وزير العدل رئيس النيابة العامة لم يكن على علم بالتدخل قبل أن يقع، وأن كل الوزراء الآخرين كانوا مشغولين وقت الاعتداء بأشغال المجلس الحكومي حول ملف التقاعد؟!!

فمن يعلم السر إذن؟!!

وهل سنكتفي مرة أخرى فقط باتهام حكومة الظل وانتهى الموضوع، رغم أن حكومة الشمس غير قادرة على رفع هذا التحدي؟!!

إن إعلامنا الوطني مسؤول على إخبار المغاربة بما يقع، وأن يهتم بقضية احتجاج ورفض الأساتذة المتدربين لمرسومي الوزير بلمختار القاضي أحدهما بفصل التكوين عن التوظيف والآخر بتقليص المنحة، وكفى من التعتيم فإن للمغاربة إعلاما بديلا يعرفون من خلاله ما يقع.. فيزداد بذلك موقفهم قتامة وسوداوية وسلبية من إعلام يدفعون مصاريفه من جيوبهم!!

وفي الأخير أحب أن أنبه إلى أن أولئك الحقوقيات والرفيقات اللواتي خرجن ذات يوم للاحتجاج على “صايتي حريتي”، وعلى “حنا نساء ماشي ثريات”.. ومن تصدعن رؤوسنا بحقوق النسويات، بدورهن لم نر لهن استنكارا واستهجانا لما تعرضت له الأستاذة في إنزكان، بعدما هُشِّم رأسها وأنفها وسالت دماؤها على وجهها حتى صارت وستبقى صورتها رمزا للخميس الدموي، ولتلطخ الوزرة البيضاء بلون الدم الأحمر؟!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M