د. البشير عصام: للحركة الإسلامية القدرة على التأثير البالغ لو وجدت الإرادة، واستيقظت من أوهام الديمقراطية

26 مارس 2017 20:16
فيديو.. د. البشير عصام يفضح تهافت مطلب العلمانيين بتغيير أحكام الإرث

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي
الذي أدعو إليه الحركة الإسلامية العمل الجدي في مجالات السلطة الحقيقية. وحتى في الغرب، صار الناس يعرفون أن السلطة انتقلت منذ زمن بعيد من الصناديق إلى مراكز أخرى.
مشكلة الحركة الإسلامية السياسية أنها لا تريد أن تعي هذا الأمر، فهي مصرة على الوثوق في نتائج الصناديق وعدم التسلح بأدوات السلطة المؤثرة.
– رأينا في تجارب مختلفة كيف تصعد الحركة الإسلامية إلى الحكم بعد ضغوط شعبية كبيرة، فحين تصل للحكم تدير ظهرها للسلطة الشعبية، وتمارس دور الإطفائي، ثم دور من يمرر القرارات الاقتصادية اللاشعبية.
– رأينا كيف يتجاهل الإسلاميون وهم في الحكم سلطة الإعلام، فيظهرون عجزا خرافيا عن المنافسة في مجال الإعلام الحكومي والخاص. مع أنهم لو أرادوا لفعلوا، أو -على الأقل- لأعذروا!
– رأينا كيف يعجز الإسلاميون خلال حكمهم عن وضع أسس بناء ثقافي متماسك يزاحم الثقافة الحداثية المهيمنة.
– رأيناهم يتخلون عن مواقعهم الدعوية اختيارا دون إجبار، فتسيل أودية الانحراف في عهدهم، بما لا مثيل له يوم كانوا حركة دعوية قوية مقاومة للانحراف.
– رأيناهم يتأخرون عن المزاحمة في مجالات المال والاقتصاد، مع القدرة المادية والقانونية.
– إذا كنتم ترفضون المدافعة البناءة في هذه المجالات وغيرها، أو تتكاسلون عن ذلك، فليت شعري لم تسألون ذلك السؤال المتكرر البليد: ما البديل؟!
واعجبا!
ترفضون البديل لأجل سواد عيون السياسة ثم تنفون وجوده؟
وإذا كانت المشاركة السياسية لن تساعدكم على المنافسة في هذه الميادين، التي هي البديل الحق، بل ستؤخركم فيها -كما هو مشاهد-، فما نفعها؟ وما هذه المصلحة التي قبلتم لأجلها كل هذه المفاسد؟
– الحق أن المشاركة السياسية أعمت القوم عن مراكز السلطة الحقة فلم يلقوا لها بالا، وثوقا منهم في نتائج انتصاراتهم الانتخابية. فسهل اجتثاثهم بالعنف في بلدان، وبالمناورة السياسية في أخرى.
– للحركة الإسلامية القدرة على التأثير البالغ لو وجدت الإرادة، واستيقظت من أوهام الديمقراطية. لكنها تقبل أن تحتويها القوى المتحكمة بهياكلها الطاحنة.
– وأنا حين أتحدث عن المشاركة السياسية، فكلامي دائما عن السياسة السياسوية الحزبية البرلمانية الديمقراطية.
أما السياسة بمعناها العام، فنحن جميعا نمارسها ليل نهار، ونرى ذلك من أفضل أنواع مدافعة الباطل.
والله أعلم.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. كلام نفيس في وقته المناسب وما أظن أنه يخفى على عاقل إلا أن الظروف تفهم على البلداء والناعقين بما لايفهمون

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M