د. البشير عصام: هل التجريم القانوني للزنا يؤدي إلى غيابه من المجتمع وكاف للحد منه؟

13 أكتوبر 2019 15:18

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي

بصورة سهلة واضحة، عن طريق السؤال والجواب:

🖋هل التجريم القانوني للزنا يؤدي إلى غيابه من المجتمع؟

لا، فالزنا وجد بقلة في مجتمع النبوة، حين كانت الحدود الشرعية مطبقة.

🖋هل التجريم القانوني كاف للحد من ظاهرة سيئة ما؟

ليس كافيا، ولكنه ضروري.
القوانين لها دورها، ولا يستطيع الناس العيش في مجتمعات آمنة إلا بالقوانين، التي تجبر وتعاقب. ولا يمكن الاتكال على التربية الأخلاقية الفردية وحدها ليعيش المجتمع في سكينة وطمأنينية، إلا في أوهام بعض الفلاسفة، وخيالات بعض الأدباء.
القانون لا يكفي مثلا للحد من الاغتصاب المنتشر في مجتمعاتنا، ومع ذلك فلو أثير الحديث مثلا عن تشديد العقوبة على المغتصبين، هل سنرى من يقول: المهم هو التربية! كلا، بل سيقول الجميع – وأنا منهم – حبذا لو تشدد العقوبة ويحسن تطبيقها، ثم لا بد من التربية الأخلاقية للمجتمع.

🖋هل التجريم القانوني للزنا يؤدي إلى إنقاص معدلاته في المجتمع؟

لا يشك في ذلك عاقل!

🖋هل هذا الإنقاص مقصد شرعي وأخلاقي معتبر؟

نعم، دون شك. وينتج من هذين السؤالين، أن الإبقاء على التجريم القانوني مطلوب.
والحق أنه لا يوجد في هذا الموضوع سوى موقفين متماسكين من الناحية العقلية:
موقف جماهير المسلمين في هذا البلد، الذين يرون الزنا مرفوضا دينيا وأخلاقيا، ويقبلون الإبقاء على تجريمه؛
وموقف القلة الشاذة التي ترى الزنا مقبولا أخلاقيا، وتطالب برفع التجريم عنه.
أما الموقف الثالث العائم، الذي يعتقد حرمة الزنا في الدين، وقبحه في الأخلاق، ثم يرى أنه لا بأس من رفع التجريم القانوني عنه، والاكتفاء بالتربية الفردية، فهو موقف متناقض، تشبع بعلمانية نظرية، لا يطبقها أحد من الناس في الواقع، حتى في دول الغرب.

🖋هل القوانين المجرمة تستعمل لتصفية حسابات سياسية؟

ممكن! كما يمكن استعمال أي فصل من القانون الجنائي للغرض نفسه. مثلا: يمكن استعمال قانون منع المخدرات، في الزج بأناس معينين في السجن، بتهمة حيازة المخدرات. ومع ذلك لا أحد يطالب برفع التجريم عن المخدرات.
ومع ذلك، فبعض الناس يتحدثون عن رفع التجريم عن الزنا، ولا يتحدثون عن الشيء نفسه في المخدرات، مع إمكان استعمالهما معا في تصفية الحسابات. فما الفرق يا ترى؟
لا يوجد سوى فرق واحد، هو أن المخدرات ممنوعة في الغرب، والزنا مباح فيه. فلب المشكلة أننا مقلدون للغرب في كل شيء، حتى في ما يثار من النقاشات المجتمعية، التي لا تنبع من حاجة ذاتية وإنما فقط من اتباع للآخرين حذو القذة بالقذة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M