د. البشير عصام يعلق على نشر الصورة التي تقارن بين “مخترع السيارة”، و”مخترع دعاء ركوب السيارة”

19 أغسطس 2018 21:32
د. البشير عصام يعلق على نشر الصورة التي تقارن بين "مخترع السيارة"، و"مخترع دعاء ركوب السيارة"

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي

في حادثة الصورة السخيفة التي نشرتها صفحة فيسبوكية تابعة لموقع “إسلامي”، تقارن بين “مخترع السيارة”، و”مخترع دعاء ركوب السيارة”، وقفات لا بد منها:

♦ من آفات العصر: التصدر الإعلامي مع الجهل الفظيع بمبادئ الفقه والعقيدة، والذي يفضي ولا بد إلى مخالفات شرعية خطيرة. ونحن لا نمل من تذكير الناس عموما، والمتصدرين خصوصا، إلى أهمية دراسة العلوم الشرعية في مستواها الأدنى، قبل الحديث في موضوعات لها تعلق بالدين.

♦️ الفاعل الذي يجهل خطورة الفعل، يستغرب قوة رد الفعل!
وتركيز النقاش على عنف رد الفعل، مع إغفال ما في الفعل من القبح الشديد: تطفيف وتلبيس.

♦️ من بدهيات الشريعة الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع: وجوب ضبط اللسان، والحذر من آفاته عموما، ومن الاستهزاء بشعائر الله خصوصا.
ومع وضوح الأمر عند من قرأ شيئا يسيرا من الكتاب والسنة، فلا يزال هذا الاستهزاء موجودا، وتبرز فقاعاته بين الفينة والأخرى؛ حتى إنني لأجزم أن الكثير من ذلك مقصود، لا عن جهل فقط!

♦️ من الجوائح المنذرة بالانحراف فالاستئصال: تفريط التيارات الإسلامية في العلم الشرعي، بثا وتدريسا بين أبنائها، فضلا عن غيرهم.
ولذلك نشأت بين التيار الإسلامي نابتة لا تعرف من “الهم الإسلامي” غير النضال السياسي المنقطع عن الجذور الشرعية!
وهذا من أخطر أودية الانحراف..

♦ من العلماء طائفة باعت دينها بعرض من الدنيا قليل، وطائفة أخرى انحرفت في فهمها للدين، وفي منهجها للإصلاح.
لكن من الإجحاف والبغي: اتكاء بعض المتصدرين على ضلالات هاتين الطائفتين، لنسف مؤسسة العلماء بأكملها، وتضليل الجم الغفير من العلماء، الذين هم ورثة الأنبياء، ومصابيح الأمة التي تنير السبيل للناس.

♦️ من أمارات الضياع الفكري: تعظيم الغرب مطلقا، حتى يصل الأمر إلى تجاهل ما عندهم من شر، والغفلة عما لدينا من خير، والتفنن في جلد الذات بالحق والباطل.

♦️ ومن علامات انتكاس الفطرة الإنسانية: تعظيم العلم المادي على حساب الروح، بل العقل أيضا!
فتجد بعض المتصدرين للثرثرة يتجاهل مكانة الروح من بنية الإنسان، واحتياجاته الروحية التي دلت عليها الفطرة وأرشدت إليها الأديان.
بل إنهم يتجاهلون قيمة العقل، ويحقرون الفكر وأهله، ولا يرفعون بغير العلم الكوني رأسا. بل إنهم يعظمون المخترعات التقنية والصناعية (التي يستوي في فهمها العالم والجاهل) على حساب الحقائق والنظريات العلمية الدقيقة، التي تتجاوز أفهامهم.
هذا مع أن قدوتهم – وهو الغرب – يضع الفلاسفة والمفكرين في مرتبة سامية، توازي مرتبة العلماء، وتتجاوز منزلة المخترعين بكثير.

♦️ العجز والكسل، في العلم والعمل، آفتان كبيرتان.
وأقبح منهما: أن يضاف إليهما نقد العاملين، والاستهزاء بهم.
وأكثر الناس نقدا، من ليس له من البضاعة إلا النقد!
ولله في خلقه شؤون!

مثير.. "العمق المغربي" يستهزئ بدعاء ركوب السيارة الذي علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. ماذا تقصدون بموقع إسلامي .إذا كنتم تقصدون موقع العمق المغربي فهذا الموقع لا علاقة له بالإسلام لا من بعيد ولا من قريب .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M