د. البشير عصام يكتب عن التوسط الضائع في حراك الريف

02 يونيو 2017 14:07
د. البشير عصام يعلق على نشر الصورة التي تقارن بين "مخترع السيارة"، و"مخترع دعاء ركوب السيارة"

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي

الحمد لله
ضاع الحق بين خوف لا رجاء معه، ورجاء لا خوف معه!
هي قاعدة مقررة عند أطباء القلوب في علاقة العبد بربه، ولكنني أراها صالحة في مقامات أوسع.
وخذ هذا الذي نعيشه هذه الأيام في مغربنا الحبيب، مثالا على ما أقول؛ فالحق ضائع بين صنفين من الناس:
?أولهما: من يخاف أن تؤول الأمور إلى حال هرج وفتنة، كالذي في الشام وغيرها؛ وحق له ذلك، فإن الاعتبار بأحوال من سبق مطلوب، والخوف من ضياع النفوس والأعراض والأموال طبع فطري محمود. لكن أعماهم الخوف عن التطلع للأفضل، حتى انتكسوا إلى تسويغ الموجود، وكراهة الإصلاح، على قاعدة ليس في الإمكان أبدع مما كان!
?والثاني: من يرجو أن تؤول الأمور إلى حال رغد وعدل وعزة ورفاهية، كالذي في البلد الغربي الفلاني، أو كالذي كان في بلاد الإسلام، قبل تنكرها لشريعة الديان؛ وحق له ذلك، فالسعي في الإصلاح من مقاصد الشرع وبدائه العقل، والرضا بالذل من شيم العبيد، واستساغة الظلم من علامات السقوط. لكن أعماهم هذا الرجاء عن الحكمة في العمل، والتعقل في الحوار، حتى انتقلوا إلى تهييج المشاعر بحق أو بباطل، وفتح أبواب المجهول، والتصلب في التحدي على قاعدة سنرى اليوم من الغالب! (والحق أن الجميع في هذه التحديات مغلوب!).
وبين الصنفين مهارشات ومهاترات، يغذيها الجهل، وينميها الهوى، ويؤجج جمرها حب الانتصار للنفس، وإظهار صحة فكر الطائفة التي ينتمي المتكلم إليها!
أما السياسيون المحنكون فغائبون ..
والعلماء الربانيون ساكتون ..
وأهل الحكمة والعقل صامتون ..
?????????
فهذه دعوة لهذه الأصناف الثلاثة أن يكون لها رأي وسعي،
ودعوة لمن سواهم إلى ترك هواية المراء والسباب، والنفخ على ملتهب الجمر.
ودعوة للجميع إلى التوسط والاقتصاد، والنظر في الحال والمآل، وإعمال فقه الموازنة لا فقه المغالبة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M