د. الكنبوري: أكبر مغالطة كرسها الغرب في نفوسنا مغالطة “الحضارة الإنسانية”..

13 أغسطس 2022 12:12

هوية بريس- متابعة

قال د. إدريس الكنبوري، الباحث والمفكر المغربي، إن “أكبر مغالطة كرسها الغرب في نفوسنا مغالطة “الحضارة الإنسانية”؛ وتجد من تم من يتهم الإسلام بأن لديه مشكلة مع هذه الحضارة الإنسانية المزعومة؛ لكن الإسلام ليست لديه مشكلة مع الحضارة بل مع حضارة الغرب المادية الرأسمالية المتوحشة”.

وأضاف الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، أنه “من يزعم أن الحضارة الحالية حضارة إنسانية هو بالضرورة ممن غسلت الثقافة الغربية نفوسهم ولعبت بعقولهم. الحضارة الغربية بشهادة الغربيين أنفسهم هي حضارة مبنية على القيم اليهودية المسيحية؛ وهي ترفض أي قيم جديدة نابعة من ثقافات أخرى. لو كانت هذه الحضارة إنسانية فعلا لماذا تغلق نفسها في وجه الثقافة الآسيوية مثلا مثل حضارة الصين؛ وتعتبر الصين عدوا لها؟ لماذا ترفض الثقافة الروسية وتحارب روسيا مثلا؟ هذا دون الحديث عن الإسلام”.

وتابع: “المفكرون الروس أنفسهم يقولون اليوم إن حضارة الغرب حضارة هيمنة وسيطرة؛ وهم يعادون الرأسمالية الغربية؛ وما يقوله الرئيس الروسي بوتين في حق الغرب لو قاله مسلم لاتهم بالتطرف والتعصب؛ فقد قال في الغرب ما لم يقله مالك في الخمر كما يقال”.

وزاد أن “هذه الحضارات الثلاث كلها اليوم في صراع بينها؛ وكلها لا تقول بأن هناك حضارة إنسانية سوى الغرب. كيف تكون هناك حضارة تغزو العالم وتستغل الشعوب وتقتل البشر وتمنع الشعوب من تقرير مصيرها وتحتل الدول ثم تكون إنسانية؟ بل الحضارة الغربية عدو للانسانية”، مؤكدا: “حتى القيم التي نادت بها تخلت عنها؛ ومن يحكم العالم اليوم هي شركات الأسلحة وشركات الأدوية وشركات الجنس”.

وأردف أن “فلاسفة الغرب العقلاء اليوم يقولون إن حضارة الغرب حولت الإنسان إلى سلعة؛ وإن شركات التواصل الجديدة تتجسس على البشر وتبيع المعطيات للشركات الكبرى في الغرب؛ وإن وسائل المراقبة تطورت بشكل تحولت معه شركات التواصل إلى أجهزة مخابرات سرية. وهذا أيضا يحدث في الصين وروسيا؛ كل نموذج حضاري معاصر يبحث عن الهيمنة”.

ثم قال: “حتى داخل الأمم المتحدة؛ التي وضعها الغرب بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية؛ هناك عزلة للصين وروسيا؛ والتجمع المؤثر فيها هو الغرب؛ والغرب يرفض دخول دولة إسلامية مع أن المسلمين مليار ونصف؛ وعدد الأوروبيين والامريكيبن لا يتجاوز 900 مليون تقريبا؛ لكنهم يوسعون العدد فيدخلون المسيحيين؛ مع أن المسيحيين الأفارقة خارج الغرب ويعانون من حضارته وتوسعه. ومنذ خمسين عاما تقريبا يرفض الاتحاد الأوروبي دخول تركيا لأسباب تتعلق بنوعية الحضارة؛ فكيف تكون هذه الحضارة حضارة إنسانية؟”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M