د.الكنبوري يجيب على سؤال: هل هناك أفضلية لحضارة على أخرى؟

12 أغسطس 2022 21:15

هوية بريس – متابعة

جوابا على سؤال: هل هناك أفضلية لحضارة على أخرى؟ كتب الدكتور إدريس الكنبوري: بالتأكيد نعم، مردفا “جميع الحضارات منذ القديم كانت تدعي أنها الأفضل؛ فكانت تفرض هذه الأفضلية بالقوة على الشعوب التي تغزوها لإخضاعها بالعنف. الإمبراطورية الرومانية كانت تسمي نفسها الإمبراطورية المقدسة l’empire sacré؛ وتدعي أن الآلهة باركتها؛ لكنها كانت مبنية على العرق؛ وكانت جميع الشعوب بالنسبة لها برابرة des barbares.

وأضاف الباحث المغربي في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك “الأوروبيون عندما غزو أمريكا كانوا يقولون إنهم يريدون تحويل البدائيين إلى بشر. الاستعمار الغربي بنى مشروعه على نشر الحضارة لدى الشعوب الهمجية كما كان يدعي ونشر الأنوار لدى شعوب تعيش الظلام. أمريكا عندما قصفت العراق وأفغانستان قالت إنها تدافع عن نموذج العيش mode de vie؛ أي الحضارة ضد الهمجية”.

وتابع الكنبوري “بوش قسم العالم إلى معسكر الخير ومعسكر الشر؛ أي المعسكر الذي ينقل الخير إلى البشرية. حتى الفكر الغربي كان يؤمن بأن الغرب المسيحي هو المركز والحضارة والباقي مجرد همج. هيغل جمع جميع الشعوب غير الأوروبية في كلمة واحدة سلبية هي نمط الاستبداد الشرقي؛ ماركس دافع عن الاستعمار في الجزائر لأنه سينقل الشعوب المتخلفة إلى التقدم؛ ارنست رينان دافع عن العرق الأوروبي وقال إنه أفضل الأعراق وأن المسلمين هم العرق السامي المتخلف؛ وقد رد عليه الأفغاني في المناظرة الشهيرة؛ وعندما جاء هتلر بتفوق الجنس الجرماني لم يعمل سوى ما كان يدور في عصره من أفكار عنصرية حول أفضلية حضارة على أخرى”.

كل الحضارات، حسب الكنبوري “بنيت على العرق؛ هذا أولا. ثانيا كل الحضارات بنيت على أساس أن عرقها هو المركز والنواة والباقون مجرد عبيد كما عند الرومان أو أتباع كما عند الغرب. نشر الغرب ثقافته ولغته في كثير من الشعوب لكنها لم تصبح غربا؛ ونشر المسيحية لكن المسيحيين الجدد ظلوا في الصف الأخير؛ وبقيت فرنسا في الجزائر 132 سنة لكن الجزائريين بقوا مواطنين من الصف الثاني ومنعوا من فرنسا في عهد ديغول. وحتى في إسرائيل يعتبر يهود الفلاشا من الصف الثاني لأن يهود أوروبا هم الأفضل”.

وأكد الكنبوري أن “الحضارة الوحيدة التي لم تبن على العرق هي الحضارة الإسلامية”، لأنه “يعتنق غير المسلم الإسلام وفي اليوم التالي يقف معك في نفس الصف في المسجد؛ بل يصبح له حق اتهامك بالبدعة لو رأى فيك بدعة وأنت أقدم منه في الإسلام بألف عام”.

ثم استدرك الكنبوري “لكن الأفضلية هنا ليست أفضلية عرق أو ثقافة، بل أفضلية رسالة “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر“”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M