د. بنكيران يكتب عمن سكت بعد تطاول لقمش: المصلحة الوهمية صنم يعبد من دون الله والدفاع عن مقام النبوة أعلى المصالح على الإطلاق

22 أكتوبر 2016 11:18
العلمانية هي الحل.. سفسطة حكيم الببغاء

هوية بريس – د. رشيد بنكيران

قد أتصور -وإن كنت لا أرضاه- سكوت بعض المسؤولين ذوي المناصب الحساسة عن نصرة رسول الله عليه الصلاة والسلام والدفاع عن مقام النبوة حينما تطاولت على جنابه الشريف أقلام الزندقة، ولكن أن يخرس بعض الحركات الإسلامية مثل حركة التوحيد والإصلاح وغيرها من الحركات والجماعات الإسلامية بدعوى المصلحة الشرعية، فهذا لا أتصوره ولا أستطيع تصديقه.

أي مصلحة تراعى بعد المساس بأصل الأصول وهو مقام النبوة وتجريحه وتسفيهه من لدن الزنادقة؟ وأي مصلحة تعتبر بعد النيل من الركن الأول من أركان الإسلام وهو الشهادة!؟

مخذول من يقول: إن هؤلاء الزنادقة أرادوا أن يحملونا إلى مربع التكفير، وحتى لا نقع في فخهم نسكت!!!!؟؟؟؟

منكوس من يقول: إن علينا أن نسكت حتى لا نعطي لقزم ونكرة شهرة مجانية!؟ فأي شهرة أخرى ستقدمها له وقد كتب في جريدة يقرأها عموم الناس، أو بعد هذه الشهرة هل هناك شهرة أخرى!؟

مخبول من يقول: إن رفع عقيرتنا والتنديد بما فعله الزنادقة لن يغير من الأمر شيئا!!؟؟ هل تحقيق التغيير هو لك؟؟ أليس هو بيد الله عز وجل!؟

نسي هؤلاء جميعا أنه ثمة حكم شرعي لا يحق لأحد التهاون به، وهو وجوب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُسقط هذا الحكمَ إلا العجز الكامل.

نسي هؤلاء جميعا أن مفسدة السكوت عن هذا الجرم الكبير أعظم من كل المفاسد التي زعموا أنها مفاسد وينبغي أن تراعى، ذلك أن تناول مقام النبوة بالازدراء دون رادع له وتكرار ذلك كفيل بالتطبيع مع هذا المنكر بعد إلفه، فيقتصر الناس فقط على تغيير المنكر بالقلب، ويضعف هذا المستوى من التغيير مع الزمن وطول الأمد كما هو مشاهد ومعروف.

يظن بعض الناس أن الدرس المقاصدي وقواعد المصلحة تبيح له السكوت عن أي مفسدة ولو كانت من جنس الكفر والشرك بدعوى مصالح وهمية وملغاة من طرف الشرع الحكيم، أو مصالح لن ترقى أبدا إلى مصلحة حفظ الدين الذي هو أعلى المصالح على الإطلاق، فما درجة مفسدة نزع منبر الجمعة منك أو تخل عن مقعد في البرلمان أو منصب في الوزارة أو في المجلس الأعلى أو المحلي… أمام السكوت عن الازدراء بمقام النبوة، ما لكم كيف تحكمون!!؟؟

من المصالح الوهمية: من تقلد بعض المناصب الرسمية بما فيها من علل ومضار بدعوى الإصلاح من الداخل، وقواعد المصلحة قد تسعفه ابتداء، ولكن نسي الهدف وضخم الوسيلة فأصبح وجوده هو هناك هو المصلحة، فاستحالت الوسيلة غاية!!!

الغريب كذلك أن يستنكر بعض الدعاة إطلاق وصف الكفر المطلق على من استهزأ بمقام النبوة، وهو حكم مجمع عليه نقله القاضي عياض وغيره من العلماء، وسر الاستنكار منهم ليس راجعا إلى غياب العلم بذلك، وإنما يعود إلى تمدد مظاهر العلمانية المتدينة في سلوكياتهم.

ذكر ابن قيم الجوزية كلمة تتعلق بالغلو والمبالغة في التأويل المذموم فقال: “أصبح طاغوتا يعبد من دون الله”. وعلى منواله -بعد وجود الغلو في تقديم المصالح الوهمية- أقول: “أصبحت المصلحة صنما يعبد من دون الله”.

آخر اﻷخبار
6 تعليقات
  1. مثل هذا المقال يدخل في ما يسمى “حمي الطرح ” نحتاج من يهدأ الأجواء لا من يحمل أطرافا بعينها المسؤولية المعنوية الدفاع عن رسول الله وسنته ونسي صاحب المقال أننا في بلد عنده وزارة خاصة بالشؤون الإسلامية

    1. ههههههه واخا اسيدي هاد المقال يدخل فيما تسميه ’’حمي الطرح’’ وخلينا ليك انت المجال باش تدخل فمجال برد الطرح او ’’حني الطرح’’ -من الانحناء لزندقات الزنادقة.. او يمكنك تدخل كاع فيما يسمى ’’رصي الطرح’’ -من رصى يرصي بلغة المغاربة اي كيبرد بلاصتو اي كيضمنها بمعنى كيضمن كرسي ومنصب ف الحكومة او البرلمان. وكلها وفهمو للدين.. وزيدون واش محمد صلى الله عليه وسلم غي ديال وزارة الاوقاف؟؟؟ العلماء عليهم البيان وعلى ولي الامر المحاكمة وتنفيذ الحد ان شاء فعل وان لم يشأ فذلك شانه. غي متبقاوش تتهمو الناس باحكام جاهزة.. اوا زمااان هادا اللي ولا فيه الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ’’تحمية للطرح’’.. إنه الزمان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ’’سيأتي على أمتي سنوات خداعات..’’

  2. جزاك الله خيرا على المقال الطيب، بالأمس حضرت خطبة جمعة بالدار البيضاء و أفرحني أن موضوع الخطبة كان حول مقام الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و إن كنا نتمنى أن يكون هذا عاما إضافة إلى تطبيق الحكم الشرعي في صاحب الكلام الذي لا يجرئ على قوله حتى النصارى,

  3. الى ابو عبد الله اقول ان هذا الكافر الذي تطاول على سيد الخلق هو من بدء بتحمية الطرح وهاته الوزارة التي تدافع عن جميع الاديان إلا الاسلام تربع على رئسها وزير قبوري لو تطاول احد على إحدى الزويا الشركية لإنفضة في وجهه وفي من سانده وسترى ياخي كيفة يكون تحمية الطرح من قبل التوفيق

  4. ستبقى مقالاتكم حبيسة أعمدة الجرائد وإن بلغت بكم الهمة شيئا، فأقصاه الخروج في مظاهرة تبحون فيها أصواتكم بالصراخ ” إلا رسول الله” ثم تعودون إلى رحالكم وقد غلب عليكم الظن بأنكم أتيتم بغاية المقصود ونصرتم نبيكم، ثم إذا كان غد عاد “قمشهم” إلى مثل ما كان من أمره باﻷمس، وهكذا تكونون قد بخستم النصرة وحصرتموها في اللطم والصياح كمثل فعل الروافض حزنا على الحسين.
    قوموا إلى ردهات المحاكم، وتقدموا بطلبات محاكمة هذا الهزيل فإن نصركم القضاء فتلك غاية المطلوب وإلا فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M