د. بوعلي عن إسناد وزارة الأوقاف للشيخ بنحمزة: مشروعه مجتمعي ولا يمكن أن يختزل في إدارة وزارة

18 أكتوبر 2016 22:04
د. بوعلي عن إسناد وزارة الأوقاف للشيخ بنحمزة: مشروعه مجتمعي ولا يمكن أن يختزل في إدارة وزارة

هوية بريس – د. فؤاد بوعلي*

تابعت الحملة الفايسبوكية لبعض النشطاء من أجل إسناد حقيبة وزارة الأوقاف للشيخ مصطفى بنحمزة، كما لم تفاجئني ردود بعض الكتائب الإعلامية لفيلق التحكم الذين أصيبوا بالسعار بعد ظهور نتائج الانتخابات الأخيرة، وبالرغم من تقديري لهذه الحملة أشير إلى بعض النقط التي أعتبرها أساسية في الفهم:

  • أولا لنتفق على أن وزارة الأوقاف في عهد السيد أحمد التوفيق، الذي نقدر علمه ومعرفته وحتى بعض الجوانب المعتبرة في أخلاقه، قد عرفت أسوأ مراحلها بل يمكن الجزم بأنه أسوأ وزير في تاريخ هذه الوزارة، نظرا للأخطاء المتتالية التي تراكمت في عهده. ففي عهده هندست الوزارة بمنطق الطائفة لا بمنطق الدولة؛ وفي عهده سجلنا أكبر عدد من الخطباء والعلماء الذين تم توقيفهم، وفي عهده تحولت المساجد إلى بيوت لتعليم الحيض والنفاس بعيدا عن واقع المغاربة… في المقابل لا بد أن نعرف بأن هذه الوزارة ليست مجرد وزارة لتدبير الشأن الديني بل هي وزارة تحتاج للمشرف عليها فهم العمق الديني للدولة التي بنيت على ركائز سياسية ولغوية ودينية وتاريخية. وعبر هذه الركائز تشكلت امتدادات المغرب وإشعاعه القاري والإقليمي والدولي.
  • أمر أساسي في فهم شخصية الدكتور مصطفى بنحمزة ومشروعه الذي يتعالى على الانتماءات الظرفية ويركز على الانتماء للأمة. فقد سبق للأمانة العامة للعدالة والتنمية أن عرضت الأمر عليه في الولاية السابقة، كما عرضت عليه مسؤوليات كبيرة داخل الدولة، اعتذر عنها لسبب رئيس هو أن الفكرة التي نذر نفسه لها وجعلته محور التيارات السياسية والإيديولوجية الصادقة والوطنية، وجمعت في مجلسه اليساري واليميني والاشتراكي والإسلامي… هو الفعل الميداني المؤسس. فالمسؤوليات السياسية والمؤسساتية طارئة، لكن الأمة باقية. لذا لم يرهن الدكتور بنحمزة مشروعه المجتمعي بالوظائف الطارئة أو بالتصنيفات الإيديولوجية الوهمية، بل ربطه بامتدادات المجتمع والأمة. وإذا كان فيلق التحكم قد اعتبر بنحمزة الخزان الخلفي للعدالة والتنمية فلأنهم فهموا أن اشتغاله على المجتمع يفقدهم شرعية الوجود. هم الطارئون عليه واللقطاء في خريطة البناء. لذا مشروع بنحمزة أكبر من الانتماء الضيق لحزب أو تيار ما دام انتماؤه للمجتمع قد حدد بوصلته ووجهة انتمائه.

لذا أعتقد أن الحملة التي أطلقها بعض الصادقين لم تستوعب المشروع الكبير لبنحمزة وأترابه. مشروع أكبر من اللحظة ومن المنصب ومن الخنادق الحزبية . فمشروع المجتمع وأفقه الأمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. رجل الأمة بامتياز،،، الذي جاءته المناصب تنحاز،،، فأعرض عنها باعتزاز،،، وآثرعلى السلطة المنبر والعكاز،،، ليربي أمة من الكويرةإلى البوغاز،،، فاكتشف الأثمن من البترول والغاز،،، و………..، إنه العلامة المجتهد مصطفى بن حمزة .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M