د. رشيد بنكيران: رمضان له إيجابيات لا ينكرها إلا جاهل أو مغرض

18 يونيو 2017 00:26
وقفات مع طائفة القرآنيين أو أصحاب كفاية القرآن (ج1)

هوية بريس – د . رشيد بنكيران

يعد شهر رمضان المبارك من الشهور المتميزة لدى المسلمين، وذلك لما يحدثه من تغيير إيجابي يتعلق بالفرد والمجتمع، وتتجسد مظاهر هذا التغيير الإيجابي في عدة جوانب حياتية يمكن أن نسجل منها ما يأتي:

إيجابيات على المستوى النفسي: لا يخفى ما يلقاه المسلم -وهو يكابد صعوبة الحياة اليومية- من ضغوط نفسية قوية، فيكون في أمس الحاجة إلى حدث يكسر رتابة الأيام، وإلى دورة نفسية تخفف عنه ما يشعر به من توتر نفسي.

وشهر رمضان بما يحمل معه من عناصر نافعة لموضوع حاجة هذا الإنسان، فإنه يحقق له التغيير الإيجابي المنشود، إذ تكون له الفرصة فيه أكثر في مخاطبة نفسه ومحاورتها بالمناجاة مع الله عز وجل، الذي هو وليها ومولاها وخير من زكاها.

وكذلك يسهم شهر رمضان المبارك في الخروج من الضيق النفسي الذي تحدثه رتابة الحياة اليومية بما يفرضه دخول رمضان من خلق نمط جديد متغير على باقي الشهور الأخرى.

إيجابيات على المستوى الاجتماعي: يشكل حلول شهر رمضان الفضيل على المسلمين نقلة نوعية تصاعدية في السعي نحو التكافل الاجتماعي، فتظهر مشروعات تكافلية عظيمة تجسدها مصطلحات؛ مثل قفة رمضان، والإفطار الجماعي، وخدمة الصائم، وهذه الأعمال الخيرية التطوعية وغيرها تدفع نحو وجود مجتمع متماسك تسود فيه الرحمة والشعور بالإنسانية ومحاربة غلو الأنانية.

إيجابيات على المستوى التربوي: ما أكثر ما ينصح العلماء المختصون في مجال التربية الأسرية من ضرورة وجود التقارب بين الآباء والأبناء أو بين الأجيال، وأن هذا الأمر يعد شرط في صناعة الإنسان السوي والجيل الرائد، وشهر مضان المعظم يحقق نوعا من التقارب المطلوب، فتجد الآباء يصطحبون أبناءهم وهم يقبلون على صلاة التراويح، كما يشكل احترام واجب الحضور إلى مائدة الإفطار من الوسائل التي تساعد على إيجاد هذا النوع من التقارب الإيجابي.

إيجابيات على المستوى الإيماني: يعد هذا المستوى من أوضح المستويات للجميع، فترى بدخول شهر رمضان المبارك الإقبال المتزايد على مظاهر الإيمان من صلاة وذكر وقراءة القرآن ومحاسبة النفس..، ولاشك أن هذه المظاهر الإيمانية تربط المسلم المغربي بهويته وجدوره الأصلية، فيتقوى بذلك على مدافعة الدخيل الماكر الذي يتربص به فكريا فيسعى إلى مسخه، ويتربص به أمنيا فيسعى إلى اختراق أمنه، ويتربص به اجتماعيا فيسعى إلى إحداث تصدع اجتماعي في داخله.

فهذه بعضٌ من الإيجابيات التي يسهم في توقيعها شهر رمضان الكريم، وما لم يذكر من إيجابياته الكثير والكثير، لأنه نعمة ربانية، وشأن هذه النعم يصعب الإحاطة بكل جوابنها، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}، ولن يكابر في وجود هذه الإيجابات إلا جاهل يجب أن يعلّم، أو مغرض منافق فعليه من الله ما يستحق.

وما يذكر أحيانا من سلبيات قليلة بحلول شهر رمضان تتعلق بجانب الاستهلاك المتزايد للمواد الغذائية، فهي فليس منه ولا يدعو إليها شهر رمضان، بل هديه فيها أن يكون شهر رمضان أقل الشهور استهلاكا، وهذا يحتاج فقط لمزيد توعية الناس بهذا الأمر ومحاربة التقاليد الفاسدة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M