د. رشيد بنكيران يكتب: أحزاب أم أشباح؟

08 ديسمبر 2019 15:44
د. بنكيران تعليقا على ندوة الحريات الفردية الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي: قل لي من الممول أقول لك ماذا يحاك لك ويخطط لك

هوية بريس – د. رشيد بنكيران

وأنا أتأمل لائحة الأحزاب السياسية في بلادنا، فمع كثرتها وتنوع مرجعيتها، لا يوجد حزب واحد منها يخوض معركة القيم والأخلاق ضد مطالب الحريات الفردية الشاذة المتعلقة بالجنس . لا يوجد حزب واحد منها صرح برفضه لإباحة الشذوذ الجنسي، وأحسنهم حالا يروغ روغان الثعالب…

كان يفترض من حيث منطق النفع والمصلحة أن تنخرط معظم هذه الأحزاب وتتبنى خط المقاومة الذي هو خط الشعب المغربي، فترافع ضد العلاقات الجنسية الشاذة حتى تفوز بأصوات الناخبين، ولكن…

كان يفترض من حيث واجب احترام الدستور والتزام القانون أن تنخرط معظم هذه الأحزاب وتستجيب لمقتضيات الدستور الذي يعترف بإسلامية الدولة والمذهب المالكي، فتسعى لتزييف أطروحة الحداثيين، ولكن…

كان يفترض من حيث واجب حب الوطن والهوية المغربية أن تستجيب معظم الأحزاب لصوت الضمير الوطني وتهاجم فكر الخيانة، والذي يدعو إلى الهوية المحتل الغربي والخضوع إلى حضاراته، ولكن…

كان يفترض من حيث واجب الإيمان بالله وباليوم الآخر أن تستجيب معظم الأحزاب لمقتضيات الإيمان مهما انها تدعي أنها مسلمة وتؤمن بالله وترفض أن يجردها أحد من دينها ، ولكن..

ولكن، لم يكن شيء من ذلك كله، ولم يدفع لا منطق النفع والمصلحة، ولا واجب احترام الدستور، ولا التزام بالمذهب المالكي ولا الخصوصية المغربية، ولا صوت الضمير الوطني، ولا مقتضيات الإيمان بالله… أن تقوم هذه الأحزاب بما يجب عليها أن تقوم به..

الشعب المغربي، أمام أحزاب لا تمثله، بل هي صُنعت لكي لا تمثله، أو هي رُودت لكي لا تمثله…
الشعب المغربي أمام أشباح وليست أحزابا..

آخر اﻷخبار
2 تعليقان

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M