د. رفوش يكتب: أَدِّبْ نفسَكَ بالخلوات

09 سبتمبر 2016 18:44
د. عادل رفوش: مشاركة الأخيار في العملية السياسية من أهم وسائل الدعوة الإصلاحية

هوية بريس –  متابعة

لأهل التزكية في تهذيب النفوس طرائق عجيبة المفعول على العقل والروح والجسد ؛ لمن حرص على تعلمها والعمل بها ؛ وإن كانت مع الأسف من العلوم التي قلت في عصرنا ؛ و ضاعت بين الخرافة والجفاء ؛ وما هي في الأصل إلا ركن الدين الأعظم في علوم الإحسان ؛ كرُكني الإيمان في الاعتقادات و الإسلام في العمليات ؛ و كلها تتداخل و تتكامل و تلك هي معالم الدين كما أفصح جِبْرِيل  ؛ و بقدر الخلل فيها يختل تدين المكلفين …

والخلوة أحد أبوابها و أنجع أدويتها ؛ تجلس حيث لا أنيس ولا مشغل ولا أجهزة ولو لساعة بل لربع ساعة كل يوم بل ولو في الأسبوع مرةً ؛ أنت والقبلة فقط و لو كانت ليلاً لكان أحسن ؛ ثم تسبح في الملك والملكوت -ولو بدون صلاةٍ- ؛ جلوساً فقط ذكراً وتفكرا ومحاسبة وصدقاً ؛ فأنت وحدك الآن مع ربك

قل ما شئت و احذف ما شئتَ و ابْكِ كما شئتَ ..

لا تخف فأنتَ بمأمن ولا تخاتلْ فأنت مكشوف…

المهم أنت الآن في حال التفرد مع الله ؛ كأنك مَلكٌ في الملإ الأعلى ؛ فاحرص على أن لا تعود إلى الأَرْضِ إلا بحال أحسن و نفس أطيب و إيمان أجدد و لسانٍ أصدق و عمَلٍ أزكى و أطهر و أبر..

ما أحمق بعضنا نحن معشر أهل السنة

حينما يضلل بعضنا بعضا

وتشتعل قلوبنا غيظا و بغضا

نتناقص و نتآكل إذ نظن رَداَّ و نقضاً …

دليلنا محكمٌ ؛ و دليل من يخالفنا مِنَّا شُبهة

اجتهادنا حكمة ؛ و اجتهاد غيرنا مِنَّا تلوُّنٌ

جمودنا ثباتٌ ؛ و ثباتُ غيرنا جهالاتٌ

غِلظتنا شدة في السنة ؛ و غلظة غيرنا فجورٌ في الخصومات و خُبْثُ طَوِّيات ..

دمعتنا خشوع ؛ و دموع غيرنا رياءٌ و هواء ..

شيوخنا هم الكبار؛و علماء غيرنا هم أهل الصَّغار..

جمهورنا قبول من الله في الأرض ؛ ونصراء غيرنا كثرة تضل عن سبيل الله …

عاداتنا فطرةُ الله ؛ و فطرةُ غيرنا انتكاسة …

مجموعتنا الجماعة الناجية ؛ و غيرنا فِرَقٌ نارية..

طريقتنا سفينة نوح ؛ و طريقة غيرنا هي السُّبُل ..

قواعدنا أُصولُ التأصيل ؛ وقواعد غيرنا تضليل ..

الخ الخ الخ …..

متى سنتعاون حقاًّ على العدل و الإحسان

فلا نخلط بين ثباتٍ و مرونةٍ و قطعي و ظني ؛

فنعلم بأن العلم رحبٌ ؛ و السنة سعةٌ ؛ والقرآن هو الجامعُ قبل أن يكون فرقاناً  ؛ وجماعة الأمة رحمة نحتاج إليها جميعاً  ؛ و فُرقة البراءاتِ بين أطيافها عذاب يُصيبنا جميعاً .. اللهم إني أُشهدك يا ربي العظيم أني أسعى إلى الائتلاف على الحق الصُّراح دون تسويغ لباطل  ؛ و لا أدعي مطلق الصواب ؛ ولكنني أجزم أن كثيراً من الخلاف وهَمٌ ومبالغات.. اللهم فأَعنَّا فإنا ضعاف نغضب و نجهل و نفرط.. اللهم إنك تعلم أني لا أريد إلا رضاك و لا أخشى سواك ؛ ولا أزداد بفضلك إلا شفقةً على من يسبني و يشتم ويجهل ؛ اللهم فإني وهبتهم عرضي فلا تجعلني فتنةً لأحدٍ ولا تفتني بأحدٍ .. أحب نبيك ذَا الخُلُق العظيم صلوات ربي وسلامه عليه ؛ و لا أرتاح إلا مع دواوين سنته و سير صحابته ؛ فأسألك يا رحمن قلباً لا يتجه إلا شطر وجهك الكريم ؛ ولساناً يعين في الإصلاح ؛

و عمَلاً يُسهم في نهضة أمتنا ؛ و خُلُقاً يجمع بين الصِّدِّيقِ و الفاروقِ وذي النورين وذي السبطين …

وإني ما زلت أدعوا إخواني من “أهل السنة والجماعة”؛ مِنْ كل من يعظم السنة والسلف؛ في العالم كُلِّهِ إلى ثلاثيةٍ أُراها صالحةً للافتتاح :

1- عدِّدْ “مزايا” من تحسبه خصمك .. هل انعدمت فيه الإيجابيات … هل مذهبه شيطان ..

2- عدد “خطايا” نفسك و جَمعِك .. هل انعدمت فيكم السلبيات … هل مذهبك معصوم ..

3- ما ثبت بالوحي وإجماع السلف لا فضل لكم فيه فاجتمعوا عليه ؛ ولا تنحصروا في الاجتهاديات في مدرسةٍ وَاحِدَةٍ بل عددوا المدارس فهو أَبْيَنُ …

هذا تذكير لنفسي قبل أن أقصد به غيري

اللهم فاكتبني وإخواني في أهل التقوى الصادقين…

﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون

ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون﴾

لا إله إلا الله

سبحانك ما أعظمك ما أرحمك ما أكرمك …

لا إله إلا الله

لا إله إلا الله

لا إله إلا الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم..

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. العنوان اللائق بالمقال ” نفثة مصدور”، اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

  2. الشيخ رفوش علامات الصدق قبل العلم ظاهرة المنصف وما اعز الانصاف في زمن الامام مالك كما نقل عنه رحمه الله.
    التقوى قبل الفتوى واستحضار الاحسان قبل النطق باللسان والرحمة قبل الحكمة كما اخبر ربنا سبحانه وبحمده 🙁 عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) كلها اسباب لاجتناب البغي والظلم والاحتقار والتنقص واذا طالعت سير العلماء كيف كانوا يختلفون مع الادب والورع …….خلاصة الكلام يا نفس اخلصي تتخلصي

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M